قامت سيارات الإطفاء بإحاطة السوق من الاتجاهات المختلفة، حتى تم إخماد الحريق بصعوبة، فى الوقت الذى تدافع فيه عشرات المواطنين من أصحاب المحلات والمتعاطفين معهم إلى داخل السوق وسط النيران، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البضائع، حيث يعتبر هذا الحريق هو الأكبر فى تاريخ مدينة مرسى مطروح من حيث حجم الخسائر والانتشار الواسع للنيران، التى لم يعرف بعد مصدرها، أو أسباب اندلاع الحريق.
وكان كلا من اللواء أمين عز الدين مدير أمن مطروح، واللواء محمد مصرى قائد المنطقة الغربية قد وصلا لموقع الحريق لتفقد الحريق، ومتابعة جهود السيطرة على النيران، كما تواجد رئيس مدينة مرسى مطروح عبد الغفار الملاح، الذى دفع بمعدات وعمال مجلس المدينة، للمساعدة فى السيطرة على النيران.
من جانبه، أكد اللواء محمد مصرى قائد المنطقة الغربية العسكرية، أنه تم الدفع بعدد من سيارات إطفاء تابعة للقوات المسلحة للمساعدة، كما قامت سرية الإطفاء للقوات المسلحة بهدم السور الخلفى للسوق والمجاور لقطعة أرض تابعة للقوات المسلحة، وفتح طريق لدخول سيارات الإطفاء.
وأشار المصرى إلى وجود طائرتين على أهبة الاستعداد فى حالة الاحتياج إليهما للمشاركة فى إخماد الحريق، مؤكدا أن مستودع وقود الطائرات الذى يبعد عشرات الأمتار عن موقع الحريق آمن تماما، ولم يتعرض لأى أضرار جراء الحريق بالسوق.
وكان الدكتور محمد أبو حمص رئيس مرفق إسعاف مطروح، قد دفع بأكثر من 10 سيارات إسعاف تحسبا لوقوع إصابات بشرية، وقامت سيارات الإسعاف بنقل 6 مصابين إلى مستشفى مطروح العام، إثر تعرضهم للإغماء والاختناق نتيجة كثافة دخان الحريق.
وأكد اللواء أمين عز الدين مدير أمن مطروح، أن أسباب الحريق مجهولة، فى ظل تواصل أعمال إدارة البحث الجنائى لكشف الملابسات، رغم أن المعلومات الأولية تشير إلى عدم وجود شبهة جنائية، مضيفا أنه تم الدفع بجميع سيارات المطافئ التابعة للحماية المدنية بمطروح للسيطرة على الحريق، وأنه كانت هناك صعوبات فى السيطرة على النيران التى امتدت لـ90% من المحال التجارية، بسبب ضيق الممرات بالسوق وعدم قدرة سيارات الإطفاء على الدخول للإطفاء، كما أن جميع البضائع قابلة للاشتعال مثل الملابس ومستحضرات التجميل ومنتجات البيئة.
وقال العمدة منعم السرحانى، إن هذا السوق يعد مزارا لضيوف مطروح على مدار العام، لافتا إلى أن السوق يضم عمالة كثيرة، حيث يعد السوق مصدر رزقهم الوحيد، مناشدا محافظ مطروح بالتدخل بشكل فورى لتقديم مساعدات لأصحاب المحلات والمتضررين الذين تعرضوا لكارثة حقيقية تستحق منا جميعا الوقوف بجانب أبنائنا وإخواننا المتضررين من أصحاب المحلات، مشيرا إلى أن ما تعرضوا له أشبه بكثير من الكوارث الأخرى التى تسعى الدولة لمساعدة ضحاياها.
من جانبهم، أكد عدد من أصحاب المحلات أنهم تعرضوا لضربة قاسمة، وخسروا كل ما يملكون، مؤكدين أن معظم البضائع لم يسدد ثمنها لتجار الجملة، حيث أنهم يقومون بسداد ثمنها على أقساط، وقال أحد أصحاب المحلات بحزن وألم شديد "بيوتنا اتخربت".
كان المئات من أهالى مرسى مطروح قد هرعوا لمكان الحريق فى محاولة للمساعدة ومتابعة ما تعرض له السوق من خسائر فادحة، محاولين مساعدة رجال الإطفاء وأصحاب المحلات فى نقل وإنقاذ البضائع التى لم تصلها النيران.















