القلق القادم من السودان

الأحد، 28 أكتوبر 2012 02:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر القلق الذى انتابنى مما أعلنته السودان الأربعاء الماضى بأن أربع طائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السودانية وقصفت مصنعا للأسلحة فى الخرطوم، كان قلقى شديدا من حالة التردد التى انتابت الموقف السودانى تجاه الحادث، فلساعات ظل المسؤولون السودانيون يرددون أن الحادث عرضى، ولا وجود لأياد خارجية تقف خلفه، وفجأة ظهر وزير الإعلام ليعلن عن الضربة الإسرائيلية.

هذا التردد فى الموقف الحكومى السودانى إذا ما تم ربطه باختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء السودانية للمرة الثالثة خلال عامين، سيصل بنا إلى نتيجة لم أكن آمل فى الوصول إليها، وهى أن الخرطوم ليس لديها القدرة العسكرية أو المخابراتية لكشف مثل هذه المحاولات لاختراق أجوائها الجوية، كما أنها لا تملك القدرة أو أجهزة الدفاع الجوى القادرة على حماية سمائها، فالتردد الذى أصاب المسؤولين السودانيين بشأن المتسبب فى الحادث يمكن تفسيره بأن الخرطوم لم يكن لديها علم بهذا الاختراق إلا بعدما علمت به من دولة صديقة أو مجاورة لها، استطاعت أجهزتها الرادارية رؤية هذا الاختراق من جانب الطائرات الإسرائيلية، فأبلغت الخرطوم به، وهو ما يشير إلى أن السودان للأسف الشديد فى موضع خطورة، فإذا كانت القوات المسلحة السودانية غير قادرة على اكتشاف اختراق أجوائها الداخلية أو صد هذا الاختراق فهل ستكون قادرة فى يوم ما على مواجهة أى عبث داخلى أو خارجى بأمنها.

إن السودان كما هو معلوم للجميع يتعرض لأخطار عدة، سواء من قوى إقليمية أو دولية، أو عناصر داخل السودان نفسها، وأكثر خطر يواجه السودان حاليا هو امتداد هاجس التقسيم الذى فصل الجنوب عن الشمال ليشمل مناطق أخرى مثل دارفور والنوبة، لذلك فإن الحكومة السودانية الآن مطالبة بالكف عن التصريحات الرنانة التى لا طائل من ورائها، فالحديث عن أن الخرطوم تحتفظ بحق الرد على الاختراق الإسرائيلى هو مجرد تهديدات إعلامية لا فائدة من ورائها إلا إرضاء الشعب السودانى فقط، أو بمعنى أصح الضحك عليه.

ونصيحتى للإخوة فى الخرطوم أن يبدأوا فى معالجة الأخطاء التى ارتكبت من قبل، وأن يهتموا بتطوير أنفسهم بما يملكونه من إمكانيات وموقع جغرافى يؤهلهم لذلك، فالسودان الذى يطلق عليه سلة غذاء العرب، يجب أن يكون فى موقع أفضل مما عليه الآن، كما أن السودان لا يجب أن يقف بمفرده أمام هذه التهديدات التى تترصد به، فمصر من أولى الدول التى يجب أن تكون بجوار السودان وليس خلفه، باعتبار الخرطوم من أهم النقاط الاستراتيجية لمصر، فلا يجب أن نتركها بمفردها ولا أن نكتفى بإبداء النصح فقط، كما كنا ولازلنا نفعل، وإنما يجب أن نكون سباقين فى تقديم يد العون للإخوة السودانيين، مثلما قدموا لنا العون فى محن عدة واجهناها فى مصر، فالجندى السودانى كان بجوار المصرى فى حرب أكتوبر 1973.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة