د.عبد الجواد حجاب يكتب: عمار يا مصر

السبت، 27 أكتوبر 2012 06:44 م
 د.عبد الجواد حجاب يكتب: عمار يا مصر علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلمة جميلة تبعث على الأمل سمعتها مئات المرات من جدى وجدتى ووالدى رحمهم الله جميعا، كانوا بسطاء وقلوبهم نقية ومقتنعين أن مصر دائما عامرة بالمصريين وخيرات ربنا من كل صنف ونوع لم يعرفوا كلمة صراع حتى عند السلطة والحكم يقولون ربنا يولى من يصلح.

فى الحالة التى نعيشها ولا تخلو من فوضى أحيانا تذكرت هذه الكلمات المحفورة فى ذهنى منذ نغومة أظافرى وتذكرت معها مسيرة طويلة فى حب مصر من أبنائها منذ أيام أحمد عرابى وكان جدى يسميها هوجة عرابى بمعنى ثورة عرابى عندما قال للخديو لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نورث بعد اليوم، مسيرة طويلة تذكرت مصطفى كامل وهو بقول لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا سعد زغلول وأزهرها الشريف وكنيستها المصرية وغيرهم كثيرون على مدار التاريخ ضحوا بأرواحهم وأموالهم وسجنوا وتم نفيهم فى سبيل الوطن وحريته.

المصرى إنسان صاحب معدن أصيل يحب العمل ويقدسه مما جعله قادر على أن يقدم الكثير للبشرية من بناء الأهرامات وإقامة السدود والخزانات وحفر الترع والمصارف وقناة السويس والأهم من كل ذلك قدم الرجال خير أجناد الأرض. المصرى بطبيعته متدين وأول من قدم للعالم فكرة التوحيد. المصرى بطبيعته اجتماعى أقام القرى والمدن على ضفاف النيل لأول مرة فى التاريخ.

المصرى بطبيعته مضياف وكريم ليصبح شعب مصر يحمل ملامح البشرية كلها وكل ألوانها، مصر بلد التعددية العرقية والتعددية الدينية بها كل الألوان وكل الأجناس، حاول المحتلون ومن بعدهم أذناب الاحتلال أن يغبروا ثقافة مصر ونجحت مصر فى تغيير ثقافتهم لأنها هى الأصل.

مصر كلها خيرات أرضها تجود بكل شىء نيلها وأرضها الخصبة تنتج كل ألوان الزراعات وأرضها تجود بالنفط والغاز والمعادن كل المعادن خيراتها كثيرة تكفى وتزيد بالرغم من نهب مقدراتها من فلة ضعيفة النفوس.

مصر مهد الثقافات والخبراء وأم العلوم والعلماء فى القديم والحديث أنظر إلى أبنائها فى دول العالم يشير إليهم العالم بالبنان.
يكفى أن مصر بها أكثر من ثلثى آثار العالم ويتهافت كل سكان العالم للمجىء إليها ويشرب من نيلها.

مصر خلية نحل تعمل ليل نهار مضيئة تحمل فى طياتها الأمان سافر فى أى وقت من الليل تجد الأمان وتجد خلايا النحل تعمل حتى فى أوقات الفجر. مصر بلد المساجد والكنائس والمآذن والقباب.

يمكننا القول إن مصر رمانة العالم وقلبه وجيش مصر رمانة المنطقة، مصر لم تعرف الفوضى أو الحروب الأهلية آخر حروبها الأهلية تلك التى وحدت القطرين من أيام مينا. جيوش مصر أنقذت العالم من الهكسوس ومن المغول.

مصر أم الربيع العربى ثورتها سلمية لا عنفية وهى البلد الوحيد الذى قدم النموذج والقدوة وعنده القدرة والمقومات لتقديمه مرات ومرات لكل بلاد العالم ولا فخر.

مصر بلد الأديان والوسطية والوحدة الوطنية والتعايش والمواطنة وهى قاطرة حوارات الحضارات والأديان وهى صانعة التعايش والسلام.

كل ذلك وأكثر يحتاج منا التأمل والدراسة والتفكر وخاصة فى هذه الأيام أيام استكمال المؤسسات بعد الثورة وأيام وضع الدستور الجديد وأيام تشكيل الحياة السياسية بدون إقصاء وأيام نشر ثقافة الحرية والديموقراطية وإرساء ثقافة تبادل السلطة. ما أحوجنا أن نقرأ ونفهم ونعرف من هى مصر وما هو تاريخ مصر لنصنع مستقبل مصر.

صدقونى هذه هى مصر بشكل سريع ومختصر وهذا هو شعب مصر الذى لن يقبل بأقل من ذلك وسيلفظ ما هو غير ذلك.

صدقونى الشعب المصرى لن يختار إلا البنائين السلميين الوسطيين المحافظين على الهوية المصرية والعربية والإسلامية. لا مجال بيننا للبعض من المتشنجين والشتامين والفوضويين ومروجى ثقافة العنف أو الفوضى وأنصح هؤلاء بأن يبحثوا عن بلد آخر ليمكنهم أن يهدموه. لا مجال بيننا للطامعين ولا للاهثين وراء المال أو السلطة.

من زمان والمصرى يقول عمار يا مصر أمان يا مصر يا مصر يا أم الدنيا فحافظوا أرجوكم على مصر يا أولاد مصر حافظوا على وحدة مصر يا أبناء مصر حافظوا على جيش وقوة مصر يا شباب مصر حافظوا على كرامة مصر وخيرات مصر يا حكام مصر.

وأخيرا أقول افهموا مصر ومزاج شعب مصر ومكانة مصر التى ذكرت فى القرآن وكل الكتب السماوية. وأخيرا أقول لكل شعوب الأرض ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة