صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، ضمن سلسلة الإبداع القصصى، ترجمة رواية بعنوان "راحلة من أفريقيا" من تأليف "إيزاك داينسن" وترجمتها للغة العربية رانية خلاف، وراجعها الدكتور طلعت الشايب، وقدم لها "جريته روستبول"، وتقع الرواية فى 447 صفحة من القطع المتوسط.
ويقول دريته روستبول فى مقدمته إن قراءتك للفصول واحدًا تلو الآخر، تجعلك تشعر وكأنك واقف تتأمل الغروب، أو كأنك فى رحلة سفارى تطلق النار على الأسود وتشم رائحة الجبال فى مرتفعات نجونج. هناك كذلك حزن شفيف فى النص، لأنك تتابع انهيار سعادتها، ففى أفريقيا كانت تبقى فى المكان الذى تود البقاء فيه، وكانت سعيدة هناك، ولكن عليها أن ترحل.
ويشير "روستبول" إلى أن "رحلة فى أفريقيا" حقق نجاحًا ساحقًا فى أمريكا، وكذلك فى الدنيمارك والدول الإسكندنافية الأخرى، وجعل منها كاتبة شهيرة ومحبوبة، أنه أشبه بحلم من الماضى، حلم للأيام الجميلة، وخيالات عن الطبيعة والحيوانات الوحشية، إن موهبتها تزدهر وتخلق لغتها مناخًا من الجمال والخلود.
حينما تشارف على قراءة السطور الأخيرة من "راحلة من أفريقيا" ستشعر وكأنك بالفعل كنت هناك، وتنتقل إليك حساسية الكاتبة بالفقد الكبير، وتشترك كارين بليكسن فى تجربتها الخاصة بالرحيل عن البلد الذى أحبته مع كتاب آخرين، مثل سيرة إدوارد سعيد "خارج المكان" وكتاب الباحث المصرى إيهاب حسن عن ذكرياته "خارج مصر"، فهؤلاء قد يرحلون بسبب الظروف، لكن ليس لأنهم أحبوا الرحيل عن المكان، وإنما لأنهم ينتمون للطبيعة وكان عليهم أن يحققوا أحلامهم فى مكان آخر.
ورانية خلاف، كاتبة ومترجمة ومحررة ثقافية فى جريدة الأهرام ويكلى، صدر لها "جسد آخر وحيد" مجموعة قصصية عام 1998، و"حكاية الحمام المخطط" رواية عن دار الدار فى يناير 2009، وصدر لها العديد من الكتب المترجمة منها "الطفل المنبوذ" للكاتب ميلان مونديرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998، و"صود البروتستانتية الإيفانجليكية فى أمريكا وتأثيره على العالم الإسلامى" من تأليف محمد عارف مكتبة الشروق الدولية، وكتاب "الإسلام رمز الأمل" من تأليف هانس كونج عن دار الشروق، وغيرهم.