صناعة البسمة من خلال موقف كوميدى صنفها النقاد لسبعة أنواع منها كوميديا سوء الفهم والكوميديا السوداء وكوميديا الشتائم والسباب وضرب الآخرين والسخرية منهم وهى الأسوأ، وأرقاها كوميديا الموقف التى كان يستخدمها كبار نجوم الكوميديا فى أفلامهم مثل الريحانى وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى.
الفنان الكوميدى سامح حسين اختار فى فيلمه الأول كبطولة مطلقة «30 فبراير» النوع الأرقى، كوميديا الموقف، فقد اعتمد كاتب السيناريو صلاح الجهينى على مواقف متعددة يتعرض لها «نادر السنهورى» الشاب المنحوس الذى ولد فى يوم لا يأتى إلا كل 4 سنوات، ويلازمه النحس فى كل المواقف الحياتية التى يمر بها مع أسرته وفى عمله حتى يتعرض لحادث وينقل للمستشفى وهناك يتعرف على «نور» آيتن عامر التى تعمل مراسلة لبرنامج سياسى لإحدى القنوات الفضائية والتى يلازمها هى الأخرى النحس فى كل مكان تذهب إليه، حيث يتحول ما تقدمه على الشاشة لمواقف كوميدية.
ولكن فى المستشفى يكتشف «نادر» أن الحظ عاد إليه بعدما تعرف على نور فقد حصل على 20 ألف جنيه تعويضاً عن الحادث الذى تعرض له فيحاول جاهدا أن تكون معه فى كل مكان يذهب، وبالفعل تتحول «نور» لتميمة الحظ بالنسبة لنادر الذى يحقق نجاحا كبيرا فى عمله، ولكنها عندما تكتشف ذلك وتشعر أنه يحبها فقط لهذا الغرض تبتعد عنه وتقرر السفر لإحدى الدول الخليجية للعمل كمذيعة، لكنه يرسل لها خطابا يخبرها بأنه سوف يتعرض لعملية جراحية خطيرة، حيث إنه سيتبرع بالنخاع لابنة أخته فتلغى «نور» سفرها وتتوجه لنادر فى المستشفى وبعد نجاح العملية تتزوج نور من نادر.
قصة الفيلم جيدة أو كما يقال بلغة السوق «القماشة حلوة»، ولذلك فقد نجح المخرج معتز التونى فى صناعة مواقف كوميدية مختلفة اعتمد فيها على الموقف وابتعد قليلا عن كوميديا الإفيهات، وهو متميز فى تقديم الكوميديا، وظهر ذلك جليا من قبل فى فيلمه الأول «سمير وشهير وبهير» وربما يكون عمله أيضا كممثل كوميدى فى عدد من الأفلام ومنها فيلم «30 فبراير»، هو ما جعله يعرف كيف يخرج البسمة من شفاه المشاهدين دون إسفاف أو ركاكة.
سامح حسين قدم شخصية «نادر السنهورى» بخفة ظل معهودة واستطاع أن يحدد ملامح الشخصية من خلال الشكل الذى رسمه لنفسه بالنظارة والملابس وطبقة الصوت واللازمة التى استخدمها «أوى ى ى» وخرج من الشخصيات التى كان يقدمها من قبل «عبودة» و«الزناتى مجاهد» و«رمزى» التى كانت محل انتقاد له واستطاع سامح أن يقدم من خلال فيلمه كوميديا راقية ينافس بها فى موسم عيد الأضحى السينمائى وصنع لنفسه مساحة على خريطة نجوم السينما الكوميديان.
قدم المخرج معتز التونى بجوار سامح وآيتن عامر عدد من الوجوه الكوميدية المميزة منهم أحمد فتحى وحمدى الرملى وبيومى فؤاد ورحاب عرفة ونجح فى اختيار شخصياته بعناية، لأن الفيلم الكوميدى يتطلب اختيار نوعية مختلفة من الممثلين، ومعتز بارع فى هذا الأمر ويعرف كيف يخرج من الممثل طاقاته الكوميدية.