محمود البدرى يكتب: الأضحية

الجمعة، 26 أكتوبر 2012 10:14 م
محمود البدرى يكتب: الأضحية خروف العيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن الأضاحى فقال "سنة أبيكم إبراهيم"، رواه أحمد وابن ماجة وأبو العرب هو إسماعيل بن إبراهيم، وليس إسحاق بن إبراهيم، كما هو معروف والقرابين كانت تذبح فى مكة، وليس فى الشام، استجابة لدعوة إبراهيم ربه (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) إبراهيم: 37، (وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير.. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) الحج: 27 - 29.

حكمها: هى سنة مؤكدة للقادر عليها، وهو قول الجمهور، وليست بواجب، فعن النبى صلى الله عليه وسلم ضحى عمن لم يضحّ من أمته، لحديث أم سلمة رضى الله عنها، أن النبى -صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحى فلا يمسّ من شعره وبشره شيئاً، فقوله: (وأراد) ظاهر الدلالة فى عدم الوجوب.

وقتها: يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد لحديث أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين.. ويمتد وقت الذبح إلى آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذى الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة.

صفة ذبحها: يسن أن يذبحها بيده، فإن كانت من البقر أو الغنم أضجعها على جنبها الأيسر، موجهة إلى القبلة، ويضع رجله على صفحة العنق، ويقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عنى (أو اللهم تقبل منى) وعن أهل بيتى، أو عن فلان إذا كانت أضحية موصى.. وإن كانت الأضحية من الإبل نحرها معقولة يدُها اليُسرى؛ لحديث ابن عمر -رضى الله عنهما- أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، فقال: (ابعثها قياماً مقيّدة، سنّة محمد.

وعن عبد الرحمن بن سابط -رحمه الله- (أن النبى -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليُسرى، قائمة على ما بقى من قوائهما.. ويحرم بيع شىء منها حتى من شعرها وجلدها، ولا يعطى الجزّار بأجرته منها شيئاً، لقول على رضى الله عنه- (أمرنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بُدْنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وألا أعطى الجزار منها).

ما يجزئ فى الأضحية: لا تجزئ إلا من الإبل والبقر والغنم؛ لقوله تعالى (لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج: 34] وبهيمة الأنعام هى: الإبل، والبقر، والغنم، كما تجزئ الشاة عن الواحد وأهل بيته، لقول أبى أيوب -رضى الله عنه- لما سئل: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله؟ فقال: (كان الرجل يضحى بالشاة عنه وعن أهل بيته، كما تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة وأهل بيوتهم؛ لحديث جابر رضى الله عنه قال: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم أن نشترك فى الإبل والبقر، كل سبعة منا فى بدنة.. وأقل ما يجزئ من الضأن ما له نصف سنة، وهو الجذع؛ لقول عقبة بن عامر -رضى الله عنه- قال: (ضحينا مع رسول الله بجذع من الضأن.. وأقل ما يجزئ من الإبل والبقر والمعز سنّة، وهى من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنين لحديث جابر -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تذبحوا إلا سنة، إلا أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن.

أربع لا تجوز فى الأضاحى، كما فى حديث البراء بن عازب -رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع لا تجوز فى الأضاحى: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ظلعها، والكسير، وفى لفظ: والعجفاء التى لا تنقى ما يجتنبه المضحى: إذا دخلت العشر حرم على من أراد أن يضحى أخذ شىء من شعره أو ظفره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضى الله عنها أن النبى قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحى فـلا يمس من شعره وبشره شيئاً)، وفى رواية (ولا من أظافره شيئاً حتى يضحى.

وهذا النهى خاص بصاحب الأضحية، أما المضحى عنهم من الزوجة والأولاد فلا يعمهم النهى، لأن النبى ذكر المضحى، ولم يذكر المضحى عنهم.. ومن أخذ شيئاً من شعره أو ظفره فى العشر متعمداً فلا يمنعه ذلك من الأضحية، ولا كفارة عليه، ولكن عليه أن يتوب إلى الله.

الأضحية عن الميت: تصح الأضحية عن الميت إذا كانت إنفاذاً للوصية، أما أن يفرد الميت بأضحية تبرعاً، فهذا ليس من السنة، وقد مات عم النبى حمزة وزوجته خديجة، وثلاث بنات متزوجات، وثلاثة أبناء صغار، ولم يرد عنه أنه أفردهم أو أحداً منهم بأضحية، وإن ضحى الرجل عنه وعن أهل بيته ونوى بهم الأحياء والأموات شملهم جميعاً.

ما يستفاد مما سبق: أن الأضحية هى تضحية وفداء لله سبحانه وتعالى، وهى ترمز إلى طاعة العبد لله متمثلة فى طاعة إبراهيم لربه، وطاعة الابن لأبيه المتمثلة فى طاعة إسماعيل لأبيه إبراهيم، كما أنها توسعة على الفقراء فلا تنس حق الفقير فى أضحيتك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة