طرح "اليوم السابع" سؤالا على قرائه من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لمعرفة رؤيتهم حول التنافس بين كافة الأحزاب والقوى السياسية فى استخدام ساحات الصلاة، خلال صلاة عيد الأضحى المبارك، فى الدعاية لأحزابهم، خاصة وأن الأمر لم يقتصر على الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وإنما امتد الأمر إلى الأحزاب الليبرالية واليسارية التى كثيرا ما أعربت عن رفضها إقحام الدين فى العمل السياسى.
وبدا خلال متابعتنا لتعليقات قرائنا أن هناك حالة من الخلاف التى ثارت حول ما شهدته مختلف محافظات مصر من تنافس بين القوى السياسية باختلاف توجهاتهم، ربما يعكس حالة الصراع السياسى الذى تشهده مصر فى الوقت الحالى بين مختلف التوجهات سواء كانت ليبرالية أو إسلامية أو يسارية.
رأى بعض القراء أن إقحام الدين فى السياسة ليس وليد اللحظة، حيث أن هناك حالة من الخلط التى أدت إلى اعتبار المعارضة السياسية نوعا من التدخل فى الدين وربما يصل البعض إلى حد اعتبارها نوعا من الازدراء المرفوض للأديان، إلا أن البعض الآخر قد نظر إلى القضية بصورة مختلفة، حيث اعتبروا أن ما حدث اليوم هو نوع من المشاركة المجتمعية التى تهدف إلى مشاركة المواطن احتفاله بالعيد بالإضافة إلى الدعاية السياسية للحزب.
يرى القارئ محمد الفطام أن إقحام الدين فى السياسة قد حدث بالفعل "من زمان"، حتى أن المعارضة السياسية أصبحت تدخل فى نطاق المحرمات الدينية، فى حين أن مودى السيد رد على ذلك قائلا: "نوع من أنواع المشاركة الاجتماعية طبعا"، إلا أن عبير عبد النبى تبنت اتجاها ثالثا، حيث اعتبرت أن السلوك الذى تنتهجه الأحزاب السياسية هو استخفاف بعقول الناس.
لم يخلُ النقاش الذى أدارته "اليوم السابع" من بعض التعليقات التى ربما تعكس تأييدا أو تعاطفا من أصحابها مع تيارات بعينها سواء كانت مدنية أو دينية، فقد لمست القارئة نورا صلاح الدين أن هناك ازدواجية واضحة فى التعامل مع تلك القضايا خصوصا ضد جماعة الأخوان المسلمين، حيث قالت فى تعليقها: "لو الإخوان عملوا كده هتقولوا خلط للدين فى السياسة"، مشيرة إلى أن هناك تجاهل واضح للانتهاكات التى تمارسها الأحزاب الأخرى فى هذا الصدد.
واتفق بعض القراء مع الطرح الذى قدمته نورا، حيث أكد القارئ أحمد عاطف سلطان أن حزب الدستور الليبرالى قام بعمل دعاية بين المصلين بعد صلاة الجمعة، حيث قال: "ارحموا الأحزاب الإسلامية شوية"، وكذلك القارئ محمد عبد ربه الذى أوضح أن حزب الدستور "العلمانى" هو من أقحم الدين فى السياسة اليوم وليس الأحزاب الإسلامية.
إلا أن هناك كذلك من بين قرائنا من اختلف مع هذه الرؤية، حيث أكدوا أن إقحام الدين فى السياسة يتمثل فى الدعاية للقوى السياسية من خلال منابر المساجد، وهنا يؤكد القارئ حسام الزعيم أن الخلط يرتبط بالصعود على منبر المسجد "لكى تقول انتخبوا كذا حتى تدخلوا الجنة ولا تنتخبوا فلان لأنه ضد الشريعة"، معتبرا أن ما قام به حزب الدستور يهدف فى المقام الأول إلى مشاركة المصريين فرحتهم بالعيد، موضحا أن هناك اختلافا كبيرا بين الموقفين.
من ناحية أخرى اتفق عددا من القراء الأعزاء على أن ما حدث اليوم خلال صلاة العيد يعد أمرا طبيعيا للغاية، إلا أن الأزمة من وجهة نظرهم تتمثل فى أن الأحزاب المدنية أقدمت اليوم على القيام بما كانت تنقده بشدة من قبل.
وأوضح القارئ محمد شولة أن مناسبة العيد ينبغى أن تشارك فيها كافة طوائف المجتمع بما فيها الأحزاب السياسية، فى حين أن القارئ أحمد مرسى يرى أن الأمر عاديا نظرا لارتباط الدين بالسياسة وارتباط السياسة بالدين، وهو الطرح الذى اتفق معه عمرو عبد القوى الذى أكد على أنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة بأى حال من الأحوال.
فى حين أن بعض القراء نظروا إلى الأمر باعتباره الوسيلة التى تبرر غاية الوصول إلى السلطة أو الاحتفاظ بها، حيث يرى القارئ حمدى الوكيل أن كل حزب يصل إلى السلطة "يسعى إلى تجنيد أى حاجة لخدمة مصالحه بطريقة أقرب إلى هويته"، مستشهدا فى ذلك بخطابات الرئيس مرسى.
قراء "اليوم السابع": تنافس الأحزاب فى الدعاية أثناء الاحتفال بالعيد تعكس الصراع السياسى الحالى.. إقحام الدين فى السياسة ليس وليد اللحظة.. الليبراليون يمارسون الآن ما كانوا ينتقدونه فى الماضى
الجمعة، 26 أكتوبر 2012 08:10 م