وأكد الخطيب، أن الدول الناهضة تحتاج لتسمو بأرواحها بالعبادات، والحج يمنح العبد جرعة إيمانية تملأ قلوب الأمة وتهيأها لتواصل نهضتها وترفع رايتها، مضيفاً: "لذا خاطبنا الله بقوله (فاستقم كما أمرت)، لأن الأمم الناهضة تحتاج إلى رواد يوجهون دفتها ويأخذون بأيدى الناس للوصول إلى الله.
وأوضح الخطيب: "المادة وحدها لن تستطيع تحقيق السعادة للناس ولن تلبى احتياجاتهم، لذا كانت دعوة الله للناس فى الحج أن الله ناصرهم ومؤيدهم وسيمكن لهم فى الأرض، ثم بين الله القانون (الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)".
وأكد الخطيب على أهمية الوحدة التى بها تتحقق القوة، قائلاً: "الحج يدعونا للتحرك فى صفوف كوحدة واحدة لا نتحرك كالقطيع الذى يفكر كل فرد فيه بالنجاة منفردا وينبغى أن نكون متماسكين متعاطفين يكفل بعضنا الآخر وقبل أن يطلب الفرد حقه يجب أولاً أن يؤدى الواجب الذى عليه، حينها سنتقدم وننهض".
أضاف: "أضحية العيد ليس المهم فيها الدم أو اللحم أو الأكل والشرب، وإنما كما قال الله تعالى (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين)، مشيراً إلى أن درس الأضحية يكمن فى الإذعان لله دون تكاسل لاحياء شرع الله والإذعان لأمره، مضيفاً: "يجب علينا ألا ننسى ونحن فى فرحتنا المضطهدين فى مشارق الأرض ومغاربها، ممن أخرجوا من ديارهم وانتهكت أعراضهم".
وأوضح خطيب العيد عقب الصلاة لـ"اليوم السابع"، أن "آيات سورة الحج تشير إلى أن المادة وحدها لا تحقق نهضة وإنما لا بد من وجود الروح والارتقاء بها، وتطبيق الشريعة لأنها واجبة التطبيق وليست اختيارية، وفى الدستور يجب أن يكون كل قانون لا يخالف الشريعة".
وحول تركيزه على تكرار قوله تعالى (فاستقم كما أمرت) خلال الصلاة والخطبة، قال د.محمود عبد الرحمن: "كنت أخاطب بها رئيس الدولة والأمة جميعاً فى أنه ينبغى أن نكون وقافين عند تعاليم هذه الآيات"، معرباً عن رضاه عن أداء الرئيس مرسى قائلا: "مع وجود هذه التحديات فأداء الرئيس يرضينى".
وأوضح الخطيب، أن تكراره قوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) غنما قصد به الذين يحيدون عن المنهج، موجها حديثه للرئيس، قائلاً: "أقصد أن يستقيم الرئيس على النهج ولا يلتفت لمن يخوفون الناس من الشريعة".














