ترجمة لدراسة ألمانية حول مستقبل علم الاجتماع

الجمعة، 26 أكتوبر 2012 06:20 م
ترجمة لدراسة ألمانية حول مستقبل علم الاجتماع صورة أرشيفية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرًا عن دار فولفرام بريجر وسابرينا بومر بألمانيا، كتاب بعنوان ما هو مستقبل علم الاجتماع" ونقله للغة العربية الدكتور سامى حسين عبد الستار الشيخلى.


الكتاب مجموعة من المقالات تقدم إلى القارئ العربى ما هو جديد فى مادته ومعلوماته وأهدافه فى مجال علم الاجتماع التطبيقى (العملى)، وهو سيرة ذاتية من خبرة متخرجين لقسم الاجتماع فى ألمانيا تمكنوا من إيجاد أعمال لهم فى مختلف وظائف الدولة والهيئات الاجتماعية وشرائح المؤسسات والشركات، فأدخلوا تجربة جديدة عملية كُلٌ فى مجال اختصاصه، وأبدعوا أكثر من زملائهم من الذين لم يدرسوا هذا الفرع، فهم لا يعرضوا نظريات فى الدراسة الجامعية، بل يوضحوا توظيف نشاطهم فيما درسوه فى علم الاجتماع وفروعه لاستخدامها فى الواقع العملى اليومى، هدفهم إثبات مقدرتهم العملية فى إيجاد حلول مهمة ومناسبة لإثراء اختصاصهم والعمل مع اختصاصات أخرى فى خدمة المجتمع والدولة.

ويشير المترجم فى مقدمته إلى أن الكتاب يقدم عرضًا لأفاق جديدة كانت مجهولة لسنين عديدة فى تطبيقات علم الاجتماع الأوروبى، حيث كان التركيز على النظريات ذو الاتجاه السياسى بالدرجة الأُولى، أما فى البلاد العربية فظلت مقتصرة على ترديد النظريات الأوروبية وتدريسها للطلاب ومحاكاتها نظرياً، ويندر استخدام مجالاتها الايجابية فى التطبيق العملى اليومى، إذ يواجه أغلب خريجى هذا الفرع المهم وظيفة غير واضحة المعالم فى وظائف الدولة، حتى أنَّ بعض الجامعات العربية أخذت تلغى الدراسة فى علم الاجتماع، لأنها كما ترى "ترف غير مفيد" أو مجرد دراسة نظريات أوروبية لا تفيد الواقع العربى بشىء، علماً بأنَّ أجزاء من مواد هذا العلم يتناسب تدريسها مع أغلب الفروع العلمية كجزء مُلحق بدراسة الاختصاص فى كل البلدان المتقدمة، فاستحدثت فروع تُدرِّسُ علاقة علم الاجتماع بالاقتصاد أو بالصناعة أو بتخطيط المدن وبالصحة وإدارة مفاصل مهمة فى الدولة كالشرطة والجيش وغير ذلك. فشبكات العلوم تترابط داخليا ويقع واجب المختصين فى استخراج التطبيق العملى المفيد منها. فالإنسان يعيش فى مجتمع تُديره مؤسسات تعتمد فى التخطيط والتنفيذ لكل المشاريع على نتائج بحوث المختصين فى مختلف المجالات, لتأخذ طريق تنفيذها فى المجتمع الذى هو عماد الدولة, لأجل سعادة أفرادها من كل الطبقات وازدهار أعمالهم لكافة المستويات.

ويهدف الكتاب لاستنباط قيمة فعلية جديدة وفتح آفاق غير مسبوقة فى علم الاجتماع التطبيقى العملى للقرن الحادى والعشرين عن طريق الخروج من النظريات السابقة إلى الميدان الواقعى فى العمل اليومى المباشر، للمساهمة فى حل المشاكل بعيون جديدة، لذلك يتوجه هذا الكتاب فى الأساس إلى دارسى علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، ثم إلى من يستعد للوظيفة أو لمن يُغَيِّر وظيفته، كى يختار ما يناسب رغبته الكامنة فيه وما يُثرى أُسس اختصاصه وطموحاته.

وجاءت مواضيع هذه السِّيَّر الذاتية جاءتْ ثمرة نقاش مكثف لعدة سنوات بعد سقوط جدار برلين والنظام الاشتراكى ومدرسته الاجتماعية الماركسية وحدوث تغييرات فى النظريات الغربية كإعادة النظر فى النظريات السابقة، فى حين لم تناقش هذه الأطروحات فى مجتمعنا العربى بصورة فعالة لإثراء خدمة التطبيق العملى لعلوم هذا الاختصاص الذى وضع أسُسه وتحليلاته ابن خلدون من منطلق الواقع العربى فى زمنه وبرع فيه الغربيون بعده لحد كبير وأهمله العرب المعاصرون سوى تدريسه كفرع فى الجامعات ويبقى المتخرجون بلا عمل مفيد، وهذا ضياع لثمار هذا العلم ودارسيه والمجتمع وللوطن والدولة.
صدر هذا الكتاب بهذا العنوان بالطابع الاستفسارى: ماذا سيكون مع علم الاجتماع؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة