بهاء الدين حسن يكتب: صــقـفــة للإخـــــوان

مائة يــــوم لنزع جذور فسـاد 30 عامًـا تضـــرب فى الأعمـــاق وإصلاح الحال ليست كافية، لكن الرئيس مرسى هو الذى قطع على نفسه هــذا العهد، وبناء على ما قطعه على نفسه فعليه أن يعى بأن وعــد الحر دين!!

واستكمالا لمسلسل النهب والفساد فمانُهب من مصر وتم تهريبه خلال فترة الثــورة يوازى ما نُهب خلال الـ30 عامًا، فقد تعامل أتبــــاع مبــارك ورجاله مع مصر معاملة المحتل الذى عليه أن يرحل فماكان منه إلا أن دمر البلاد قبل أن يرحل!!

فإذا قلنـــا إن طـــــوافه ـ مرسى ـ خارج مصر كان من أجل مد الجسـور وإصلاح السياسة الخارجية، فـــإن السياسة الداخلية مازالت مهترئة!!

إن الثـــورات فى العالم المتقدم غير الثورات فى العالم المتأخر علميا وثقافيا، والنظـــام السابــق زرع الجهل فجاءت الثـــورة لتحصد الفوضى، فلــــو كنـا تعاملنــا مع الثـــورة بــوعى أكثر ونحينا المطالب الفئويــة والشخصيــــة جانبــا وترفعنا أيضـًـــا عن المهاتـــرات السياسيـــة ورمى بعضنـــا البعض بالتخــوين والعمالة لكان الوضـع يختلف!!

إننا الآن أشبه بمن قام يتخبط كمن مسه الشيطان، فالكثير من المحتجين والمعارضين يمارسون ذلك من أجــل أن يكــون لهم صـوت، حتى وإن كــان ذلك على حساب البلـــد، فالبلـــد الآن أصبح فى يـد الإخوان، والقـوى المناوئة للإخـــوان وجـــدت نفسها بلا حقائب فى حكومة إخوانيـــة، وإذا كان الإخــوان قـد وصلــوا إلى هـــذه المرحلة، فهذا يرجع إلى أن قـوى التــــوازن بين النظام السابق والإخوان، وبين النظـام السابـــق والأحزاب جعلت النظــام السابق يعمل حسابًا للإخـــوان ويهمـــل الأحزاب لأنــــه ـ النظام السابــق ـ استطاع عــن طريق الصفقــــات التى كان يعقدهــــــا مع بعض الأحـــزاب التى اصطلح على تسميتها بالمعارضـــة كنـــوع من الديكـور إيحاء بوجــود ديمـقراطيـه أن لا يعمـل لها ـ الأحــزاب المعارضـة ـ حسابا، واستطـــاع أن يقلص من دورهــا فى الحيــاة السياسية، وألا يتمثل دورها فى أكثر من أنها تنحصر فى صحيفة!!

فنظــــام مبـــارك كان معروفــــًا بأنـــــه كان يكره التنظيمــــات والأحزاب المعارضـــــة، وأن التنظيـم الوحيد، الذى كان يدعمه نظام مبارك هـــو تنظيم الأسرة!!

وفى مقابـــل عــــدم عمل حساب لأحــزاب المعارضة كان يعمــل الحساب الأكبــــر لتنظيم الإخــــوان لأنه كان أقوى من الأحزاب المعارضة من الناحيــة التكتيكيــة والتنظيميـــة، لـــذلك كـانت المفاوضات تجــــرى مع الإخــــــوان، وفى اعتقـــادى ما وصل الإخـــوان إلى ماوصلوا إليـــه الآن إلا بالمفاوضــات، فإذا كان نجـاح الإخــــوان صـفــقــة، ألـــيس جديـــرا بأن نقدم للإخوان صقـفـة؟!