على الرغم من قبول قيادات الجيش النظامى والحر فى سوريا التزامهما بالهدنة التى اقتراحها الأخضر الإبراهيمى خلال عيد الأضحى، وأعلنوا وقف إطلاق النار من صباح الجمعة، حتى يوم الاثنين، وحظى الإعلان بترحيب عربى دولى وإشادة أممية، باعتبار أنه خطوة قد تفتح المجال أمام حوار سياسى، إلى أن الاشتباكات بين قوات الأسد والجيش الحر مازالت مستمرة، ولم يعد للشعب السورى أمل ولو لبضعة أيام، أن يبتعد عن نزاعه الدموى، وكأن القدر حكم على السوريون تقديم أنفسهم بديلا عن أضحية عيد الأضحى المبارك للعام الثانى.
ولم تخلف مبادرة المبعوث الأممى توقعات الذين أكدوا بأنها لن تنجح، حيث كانت السعودية قد رفضت المبادرة، وأكدت أن الأزمة السورية ستقضى على الأخضر واليابس، وأعربت الخارجية الأمريكية عن شكوكها فى أن يحترم النظام والمعارضة الهدنة إزاء سجل دمشق فيما يتعلق بالوفاء بالاتفاقات.
فقد أكد شهود عيان فى سوريا أن قوات متمركزة على جبل يطل على دمشق، أطلقت وابلا من قذائف المدفعية على حى بجنوب دمشق مساء الخميس، بعد ساعات من قبول قيادة الجيش الهدنة واستهدف القصف ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التى يسكنها لاجئون من هضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل.
وذكر ناشطون سوريون أن حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن ارتفعت إلى 80 شخصا فى محافظات عدة عشية عيد الأضحى، وأشاروا بأن هناك اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على أطراف حيى "التضامن" و"القدم"جنوبى دمشق، رغم إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة، منذ يوليو الماضى.
وأكدت لجان التنسيق المحلية فى سوريا عن سماع دوى انفجارين ضخمين هزا مدينة قطنا فى ريف دمشق جراء سقوط قذيفة، وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف وعشوائى، كما ذكرت اللجان أن قصفاً مدفعياً عنيفاً يأتى من الفوج 175 مستهدفاً منطقة اللجاة، حيث سقط أكثر من سبع قذائف خلال النصف ساعة الأخيرة.
وأشارت اللجان إلى حدوث قصف عنيف على حى جورة الشياح فى مدينة حمص آتياً من حاجز مديرية الصحة فى حى الغوطة، وعن سقوط قذيفة هاون وسط إطلاق نار كثيف من قناصة برج نقابة الصيادلة.
وفى السياق ذاته، تحدثت اللجان عن حصول اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامى فى مدينة تلكلخ فى محافظة حمص على محاور عدة، وترافقت مع أصوات انفجارات ضخمة هزت المدينة، كما أفادت بحدوث اشتباكات فى حى الأكراد مع شبيحة القرى المجاورة.
وأفاد ناشطون أن قصف طال أحياء جوبر والخالدية بحمص، ومدن تلكلخ والرستن وبلدة القريتين بريفها"، مضيفين أن "انفجار ضخم وقع بالقرب من دوار بلال القريب من حى البياض تبعه إطلاق نار كثيف".
وذكر ناشطون أن حملة دهم واعتقالات شنت على أحياء الكاشف وشمال الخط وساحة بصرى بمنطقة المحطة فى درعا، فى وقت تجدد القصف على بلدة المزيريب، فى حين تم اقتحام مدينة إزرع وشنت حملات دهم واعتقال".
وقال ناشطون، إن "الطيران المروحى قصف أحياء الجبيلة والعرفى، بالتزامن مع قصف مدفعى طال بقية أحياء المدينة، وبلدات الحسينية والحصان والجنينة والصعوة وسفيرة تحتانى وزغير جزيرة والخريطة".
وأضاف ناشطون أنه "تم اقتحام حى الناعورة بحماة، وقصف مدفعى طال مدن خان شيحون وسلقين ومعرة النعمان وقرى سهل الروج، فى حين دارت اشتباكات فى مدينة سلقين بين الجيش ومسلحين معارضين".
ومن جانبها، زعمت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "وحدة من قوات النظام السورى لاحقت مجموعة إرهابية كانت تروع المواطنين وتقوم بأعمال تخريب وقطع للطرقات فى بلدة مهين شرق حمص ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها.
النظام السورى يقضى على مبادرة الأخضر قبل ساعات من بدء الهدنة ووقف إطلاق النار.. قصف واشتباكات تتواصل بعدة مناطق سورية.. ووكالة الأنباء الرسمية تزعم أن قوات الأسد تلاحق مجموعة إرهابية
الجمعة، 26 أكتوبر 2012 12:45 ص