فتاة عانس لأن قطار الزواج قد رحل بدون التوقف عندها، وإلحاقها بالنساء الموجودات داخل عرباته الصغيرة والممتلئة بالمصاعب الحياتية والمشكلات اليومية.. ويالها من عربات!!
يتعذر على كل من يفكر بأسباب العنوسة أن يجد لها سببا واحدا ومنطقيا، وهذا بسبب التداخل الشديد والاختلافات البائنة بين هذه الحالات فبعضهن يرفض الزواج لاستكمال دراساتة العليا والحصول على الدكتوراه والأخريات يرفضن بسبب الضعف المادى والاقتصادى من قبل المتقدم وفى حالات أخرى كثير يكون الرفض خوفا من الالتحاق بمثل هذه العربات الموجودة فى القطار السعيد السالف ذكرها، والتى سنتعرض لها تفصيليا لكى يصبح لقب العانس ليس مقصورا فقط على هؤلاء اللواتى رفضن وغضبن.. لرفض المجتمع بوجودهن داخله ومعاملتهن معاملة غير لائقة.. وهن لم يقترفن بذلك ذنبا.
عندما تمر الأيام تلو الأخرى ولا ينهض النهار لاستقبال فارس الأحلام المنتظر.. تندثر الأيام وتنهار الأحلام وتستيقظ الفتاة وهى فى غضون الثلاثين عاما، لتتساءل ما الذى حدث؟.. وكيف مرت الأيام هكذا وبهذه السرعة دون جدوى فى ما انتظر؟.. ولعلها كانت تنتظر ما لن يأتى.. وهنا ستأتى فى تعداد المحظوظات أن كانت قد أنجزت أشياء أخرى فى حياتها كمنصب مرموق فى العمل أو الحصول على شهادات عليا أو إقامة مجهود ملموس لخدمة المجتمع، أما من جلست بجوار والدتها منتظرة الإفراج عنها من سجن العمر للانتقال إلى سجن الحياة.. فهى حبيسة نفسها حقا مخذولة أمام نفسها ومجتمعها، والأجدى بها الإنجاز والإتقان لأن حياتها القادمة ما هى إلى صورة لأصل حياتها الراهنة.
ثم نعود لنتحدث عن تلك العربات المدرجة بداخل قطار الزواج وإن كان يسير على قضيب واحد، فإن العربات بداخلة كثيرة ومتنوعة فمنها عربات تسير على نهج منظم ومدروس والأخرى كادت على الانحراف والانقلاب من على شريط قضبانها السريع، فما لبثت كل فتاة أن انتقلت والتحقت بقطار الزواج لترى سرعة منه لا مثيل لها على مر زمانها بأكمله.. مسؤلية الزواج ليست شيئا هلاميا أو سهلا مذكورا فى الخرافات والحكايات بل إنه واقع ملموس فى الحياة بمجرد الانتقال من حياه اللا مسئولية إلى الحياة الزوجية تتصاعد الفجوات والحقائق والوقائع عن واقع لم ولن يراه إلا من دخل هذا القطار، حتى وإن بلغت النصائح والتجارب والمقولات حدود السماء فهى مرتبطة ارتباطا وثيقا بدخول القطار نفسة وليس الوجود بمحطاته الخارجية.
الزواج خير والنسل خير كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم "تناكحوا تكاثروا فإنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، ولكن ما قصده الرسول فى نص هذا الحديث هو زواج ونسل يشرف الإسلام والمسلمين ولا ينتهى به الحال إلى الوضاعة والإفساد والانقسام والالتحاق بقائمة الفاسدين.
فلابد قبل الاقتراب من معنى العنوسة شكلا ومضمونا والخوف منها واللهفة الغير كائنة بمكانها من قبل كل المقبلين على الزواج أن يضعوا نهجا لأنفسهم صحيحا لاستكمال الحياة، وليس بدأها حيث إن فشل كل الزيجات الحديثة سببه مشكلات كانت قائمة وحية وتتنفس قبل صعودهم القطار بل وكانت أمام أعينهم، ولكن تغيبوا عنها بإرادتهم المسبقة، وهذا فقط من أجل التخلص من لقب عانس أو الحصول على اللقب الجديد، وهو الأمومة دون وعى بأن لقب زوجة وأم لا يحمل فى طياته مطلاقا معنا للأنانية أو حب الذات وإنما هو أن جاز التعبير اسمى وأنبل معنا فى الوجود بأكمله فهو يكمن داخله معان لا حصر لها من تضحية ومسئولية ومساءلة وإنفاق واتفاق.. فحق أبناؤنا علينا أن نختار لهم أبا مناسبا مشرفا خلوقا حتى نستحق منهم بأن يلقبونا باسمى لقب، وأبهى معنى وهى كلمة "أم".
من دخلت وانضمت لعربات قطار الزواج دون وعى ودون أن تصنع حياة لنفسها أولا، ثم تشارك بها رجلا يستحقها ودون أن تنتقى من الرجال رجلا يستحقه أبناؤها هروبا من لقب عانس، فمن المؤسف أنها بذلك مستحقة بالفعل وأحرى لها بالفعل أن تكون.. حقا عانس.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
اتفق ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مقال رائعععععععععع
عدد الردود 0
بواسطة:
أمجد
أحلام غير واقعية
عدد الردود 0
بواسطة:
ferial
حقا انها عانس
عدد الردود 0
بواسطة:
eslam
facts,
عدد الردود 0
بواسطة:
phoebe
Thank you so much
عدد الردود 0
بواسطة:
هالة
ليه التحامل على البنت
عدد الردود 0
بواسطة:
شبكة العفاف للزواج الإسلامى
al3afaf.com
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد قاسم
اللهم ارزقنا العفاف
عدد الردود 0
بواسطة:
omnia
مش مشكله اهل