أدى هجوم انتحارى إلى مقتل 32 شخصا على الأقل، وإصابة 34 بجروح حين "فجر انتحارى" نفسه داخل مسجد فى مدينة مايمانا شمال أفغانستان، خلال صلاة عيد الأضحى اليوم الجمعة.
وقال "عبد الستار باريز" نائب حاكم ولاية فارياب، إن المهاجم كان يرتدى رداء الشرطة حين فجر نفسه، وسط الحشود فى مسجد "عيد غاه" فى عاصمة الولاية.
وأضاف "نتيجة الانفجار قتل 32 شخصا، 17 مدنيا و15 من عناصر الشرطة والاستخبارات، وبين الجرحى قائد شرطة الولاية عبد الخالق اقصاى".
وكان مسئولو حكومة الولاية بغالبيتهم يؤدون الصلاة فى المسجد فى أول أيام عيد الأضحى، الذى بدأ اليوم الجمعة، ويستمر أربعة أيام، ويحتفل به المسلمون فى كافة أنحاء العالم، وقال "باريز" كنا قد أنهينا لتونا صلاة عيد الأضحى، وكنا نتبادل التهانى بحلول العيد".
وأضاف "فجأة وقع انفجار ضخم، وارتفعت سحب الدخان والغبار فى المنطقة، وتناثرت أشلاء القتلى من الشرطة والمدنيين فى كل مكان، "كان انفجار قوى جدا"، ولم تتبن أى جهة على الفور المسئولية عن الهجوم، لكن حركة طالبان غالبا ما تلجأ إلى العمليات الانتحارية فى هجماتها الهادفة للإطاحة بحكومة الرئيس "حميد كرزاى" المدعومة من الغرب.
ويعتبر شمال أفغانستان هادئا نسبيا، حيث إن "حركة طالبان" التى أطاح بها تحالف دولى، بقيادة الولايات المتحدة من السلطة فى 2001، تركز عملياتها فى جنوب وشرق البلاد، لكنها عمدت فى الآونة الأخيرة إلى تكثيف أنشطتها فى شمال أفغانستان، رغم وجود أكثر من مائة ألف عنصر من قوات حلف شمال الأطلسى فى البلاد.
والأسبوع الماضى أدى انفجار قنبلة وضعت على حافة طريق إلى مقتل 19 شخصا على الأقل، وجرح نحو خمسين آخرون كانوا يتوجهون على متن حافلة صغيرة، لحضور حفل زواج فى شمال أفغانستان.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 1145 مدنيا، قتلوا بسبب النزاع فى أفغانستان فى أول ستة أشهر من هذه السنة، 80 بالمائة منهم فى اعتداءات نفذها المتمردون، فى حين قضى النصف جراء تفجير عبوات ناسفة تزرع على حافة الطرقات، والسنة الماضية سجلت حصيلة القتلى رقما قياسيا بلغ 3021، كما أعلنت الأمم المتحدة عنه.
لكن عناصر الشرطة الأفغانية ومسئولى الحكومة، أصبحوا بشكل متزايد أهدافا مع استعدادات قوة حلف شمال الأطلسى للانسحاب، وتسليم المسئوليات الأمنية للقوات المحلية.
ومن المتوقع أن تنسحب القوات الدولية من أفغانستان، بحلول نهاية 2014، فيما تسود مخاوف من قيام "حركة طالبان" بتوسيع أنشطتها فى البلاد، إذا لم تكن القوات الأمنية الأفغانية جاهزة بشكل كاف لتولى المسئوليات من قوة حلف شمال الأطلسى.
وقد حذرت مجموعة الأزمات الدولية فى تقرير أصدرته فى وقت سابق هذا الشهر، من أن الحكومة الأفغانية قد تنهار بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسى، خاصة إذا شهدت الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى ذلك العام عمليات تزوير.
