هل تصدق أن شعب مصر بأكمله فقراء وغنياء، جناة وأبرياء، نساء ورجال، شيوخ وأطفال، مسلمين ومسيحيين، مثقفون وجهلاء ضحية حاكم اسمه حسنى مبارك، هذا الرجل يتحمل وحده معاناة هذا الشعب المقهور على مدار ثلاثة عقود، لا أحد غيره، هذ الرجل الذى أعطاه الله كل شىء، السلطة، والمال، والجاه، والحسب، والنسب، فطغى فى الأرض وانفصل عن شعبه وساعده على طغيانه حاشيته من بطانة السوء، وأراد الله أن يكون هذا الرجل عبرة لكل طاغية، بل عبرة لكل من تسول له نفسه أن يستهين بشعبه المقهور.
فكانت حكمته سبحانه وتعالى أن جعل نهايته تبدأ من داخل بيته، من زوجته وأولاده، فجعلهم أعداء له وهو لا يشعر، فكانوا قطعا أحد أهم الأسباب التى عجلت بوضع نهايته المأساوية.
هذا الرجل الذى سخر كافة المؤسسات الأمنية فى خدمته وتأمينه هو وأسرته، بل والبطش بكل من يقترب منه، أو من يريد هز عرش رئاسته، هذا الرجل الذى تخيل نفسه فرعون مصر الحديثة، ولم ينقصه سوى أن يقول لشعبة صراحة وبملء الفيه قولا مثلما قال فرعون: "يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون"، هذا الرجل الذى ترك شعبه يتجرع مرارة الفقر والجوع والجهل والحرمان من كل شىء، حتى بلغ الأمر بالكثيرين من هذا الشعب أنهم باتوا يبحثون عن طعامهم فى صناديق القمامة، فى الوقت الذى كان هو وأسرته ونظامه يتناولون طعام الغذاء ساخنا من أكبر مطاعم فرنسا وغيرها بالطائرة، هذا الرجل الذى كان يعطى حاشيته ورجاله ونظامه والمقربين مرتبات شهرية خياليه بالملايين تكاد تكفى وتحل مشاكل آلاف الأسر فى الوقت الذى ترك فيه جميع العاملين فى الدولة يعانون أشد المعاناة من ضعف المرتبات التى لا تكاد تكفى توفير خبز فقط لأسرهم.
هذ الرجل الذى تفشت فى عهده الأمية بصورة ملحوظة لأنه لم يهتم بمنظومة التعليم بدءا من المعلم مرورا بالمناهج الدراسية العقيمة وانتهاء بالمدارس والتلاميذ، هذا الرجل الذى أهمل أبسط حقوق المواطن المصرى فى توفير الكشف الطبى اللائق والعلاج المجانى لغير القادرين، كما لم يهتم أيضا بالطبيب الذى أنفقت عليه أسرته آلاف الجنيهات بخلاف المشقة والتعب والسهر شهورا وسنوات حتى صار طبيبا ليجد نفسه بعد كل هذا العناء يحصل على مرتب ضئيل يكاد يكفيه بالكاد كمصاريف انتقال للمستشفى يوميا، علما بأن أغلب هؤلاء الأطباء من أسر فقيرة فلا يستطيعون تملك عيادات خارجية تساعدهم على تحمل أعباء الحياة كغيرهم من الأغنياء، هذا الرجل الذى لم يوفر لشعبه وسيلة مواصلات تحترم آدميتهم، فنجد من شدة الزحام والتكالب من يسقط فتدهسه سيارة، والغريب أن من يموت ليس له دية ولا تعويض، فالله وحده هو الذى يتولى ذويه.
لو أن كل المليارات والقصور والفيلات والشقق الفاخرة والأراضى وغيرها والتى كان يمتلكها مبارك وأبنائه وحاشيته بخلاف الأموال وسبائك الذهب التى هربت للخارج قد انفقت بما يرضى الله ورسوله على هذا الشعب المسكين، أليس الحال الآن سيكون غير الحال حتى الظالمين والجناة والطاغين يتحمل ذنبهم هذا الرجل لأنه لم يردعهم بل ساعدهم على طغيانهم فأفسدوا فى الأرض فسرقوا ونهبوا وأرهبوا الآمنين، ظنا منهم أنهم قد قضوا على هذا الشعب وهم لا يدركون أن الشعب إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر – وقد كان وسقط بعض رموز الفساد بثورة إلهية من صنع الله وحده بأيد مصرية طاهرة من شباب مصر وستاتى البقية الفاسدة تباعا واحدا تلو الآخر لأن الله يمهل ولا يهمل.
أن الذين يبكون على مبارك ألتمس لهم كل العذر، فمن حقهم أن يبكوا عليه بدلا من الدموع دما ليل نهار، ولا ألومهم على ما يفعلوه من إثارة فتن، وإشاعات مغرضة، ليجعلوا مصر دوما فى حالة من الاستقرار لأنهم هم الذين استفادوا وحدهم فى عهده على حساب هذا الشعب، عندما جعلوا منه القائد الملهم، والحاكم بأمره، واستغلوا تخديره بمعسول الكلمات، فجمعوا الأموال واشتروا الأراضى بأبخث الاتمان، وسرقوا ونهبوا حتى تضخمت ثرواتهم وعاشوا حياة الملوك والأمراء فكيف لا يبكون ويتباكون على رحيله.
إن الإرث الذى تركه مبارك ثقيل وملىء بهموم وأحزان هذا الشعب الذى هو الضحية الأولى له ولنظامه الفاسد، ولذلك فإن من قبل وارتضى أن يحمل هذه الأمانة فعليه أن يصلح ما أفسده من كان قبله، ولزاما عليه أن يبدأ بالفقير، عليه أن يشعر هذا الشعب بأنه واحدا منهم ليس بالكلمات ولا الشعارات ولكن بالأفعال والقرارات التى تعوضهم عن السنوات العجاف التى عاشوها، هل سيجد هذا الشعب "ضحية الحاكم السابق" أملا فى غد مشرق يعيد إليه كرامته وأمنه وأمانه من جديد – هل سيعوض الحاكم الحالى أحلام هذا الشعب العظيم إلى حقيقة أم أن الكرسى له بريق خاص يجعله ينفصل عن هذا الشعب فتتحول أحلامه إلى كوابيس مزعجة ويكون قدر هذا الشعب أن يكون دوما ضحية حكامه، الأمل فى الله كبير والثقة التى أوليناها للرئيس مرسى تفوق الحدود ولكن لن نستطيع الانتظار كثيرا فكل مصرى يتلهف إلى حياة كريمة لاسيما ونحن أعظم شعوب الأرض بشهادة التاريخ والجغرافيا – حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم.
الرئيس المخلوع حسنى مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
أنت صحيح ظلمتنا معاك ده أقل واجــــب ...
ولكن من الشعب الطيب ... كل سنة وأنت طيب
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
سيدي الرئيس المسجون / وحشتني .. ولا تغضب من بعضاً من شعبك ...
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن صالح
حسبي الله ونعم الوكيل
مبارك دمر مصر و ما زال.
عدد الردود 0
بواسطة:
tarek
شخص واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
باحث
شفت عملت ايه فينا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
حسبى اله ونعم الوكيل فى اصحاب القلوب السوداء
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
مبارك برئ
عدد الردود 0
بواسطة:
شهد
الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الحقيقة المرة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو عمر
الى الأخ رقم 2 و من شابهه