انتهت المناظرة الأخيرة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى مت رومنى فجر اليوم الثلاثاء، المخصصة فى قاعة جامعة لين فى بوكا راتون بولاية فلوريدا، لمناقشة مسائل القضايا الخارجية، قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية التى ستقام فى السادس من نوفمبر المقبل.
أوباما ورومنى تبادلا الانتقادات حول ملفات الإرهاب والتعامل مع الملف الإيرانى، وما يحدث فى البلدان العربية، ولكنهما اتفقا على استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وضرورة دعم وتسليح المعارضة السورية، لأن أيام نظام "الأسد" ولت،على حد قول أوباما.
دخل المرشحان قاعة المناظرة بدون فارق فى نسب نوايا التصويت فى استطلاعات الرأى بالمراكز والشبكات الإخبارية الأمريكية، وأصبحت المناظرة بمثابة الضربة القاضية لأى منهما، لأن السياسة الخارجية الأمريكية تعتبر بمثابة الأمن للمواطن الأمريكى بعد عشر سنوات من الحرب التى شنها الرئيس السابق جورج بوش.
اتفقا أوباما ورومنى على مبدأ تسليح المعارضة السورية بالأسلحة الثقيلة، وأعلن أوباما أنه لا يمانع فى تزويد المعارضة السورية بالأسلحة الثقيلة، لمساعدتها فى إسقاط حكم الرئيس السورى بشار الأسد، ولكنه رفض فكرة تدخل الولايات المتحدة العسكرى فى سوريا.
قال رومنى من جانبه، إن على بلاده أن تعمل على مساعدة دول الربيع العربى، والتأكيد على تمكين المرأة، وحماية الأقليات ونبذ التطرف الدينى، لأنه أصبح هناك تغييرات فى العالم خاصة فى الشرق الأوسط بعد الثورات العربية، ووصول رئيس جديد لمصر، والوضع المتصاعد فى سوريا، واقتراب إيران من حيازة سلاح نووى.
وأضاف رومنى خلال المناظرة الأمريكية الأخيرة، قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية "يجب أن نفهم أن الرئيس قام بالكثير من الأعمال من محاربة القاعدة وقتل بن لادن، ولكن قتل الأشخاص ليس كافياً للتصدى للتطرف.
وقال "علينا أن نحمل الأسد على الرحيل من سوريا، وسقط عدد كثير من السوريين وزاد عدد اللاجئين، وإيران أصبحت خطرا على أصدقائنا، وأيضا على العالم الإسلامى أن يرفض التطرف.
وبينما قال باراك أوباما "مهمتنا ليست فقط بناء الدولة داخليا، ولكن الاهتمام بالدول الخارجية.
وأضاف "فى المنطقة لدينا صديق أساسى هو إسرائيل ونتشاور معه للوصول لحل فى سوريا وبدأنا حوار مع تركيا".
وقال "يجب أن ندرك أن انخراطنا فى عمل عسكرى فى سوريا خطوة خطيرة، وكى نفعل ذلك يجب أن نعرف على وجه اليقين من نساعد، ويجب ألا نضع الأسلحة فى أيدى جهات يمكن أن تنقلب علينا وعلى حلفائنا فى المنطقة".
وحول الربيع العربى، قال أوباما إنه غير نادم على دعمه لرحيل الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، مشيرا إلى أن أمريكا أظهرت قيادة كبيرة فى دعمها للحرية فى العالم العربية.
اتفقا رومنى وأوباما أيضا فى ربط الوضع فى سوريا بالأمن الإسرائيلى، خاصة عندما تحدثا عن علاقة نظام بشار الأسد بإيران، والطموح الإيرانى بحيازة قنبلة نووية وتهديدها لإسرائيل.
واتفقا المرشحان على الوقوف بجانب إسرائيل فى حال تعرضت لخطر يهدد أمنها خاصة من جانب إيران.
ورغم قول أوباما إنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من إيران "ستقف الولايات المتحدة بجانبها"، فإن رومنى اتهم الرئيس الأمريكى بالتخلى عن التحالف التقليدى لواشنطن مع إسرائيل.
وقال: "علينا أيضا الوقوف إلى جانب حلفائنا، أعتقد أن التوتر الذى حصل بين إسرائيل والولايات المتحدة أمر مؤسف".
وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى، قال أوباما إن "قدرات إيران النووية تراجعت بنسبة 80 %.. وإذا حصلت على قدرات نووية سوف نبنى أكبر حلف عالمى ضدها، لأن إيران تريد أن تمحو إسرائيل، وهذا غير مقبول، وإن تعرضت إسرائيل لضربة عسكرية سنقف بجانبها، والحديث عن حملة عسكرية ضدها سابق لأوانه، واختلف عن "رومنى" فى أننى لا أريد خيارا استباقيا ضد إيران.
وقال مت رومنى: "علينا مواجهة إيران من خلال السبل الديمقراطية، وسأشدد العقوبات على إيران، وسنكثف الضغوط على إيران والحل العسكرى هو الأخير بعد نفاد كل السبل.
وعن العلاقة مع الصين، قال رومنى، إن الصين يمكن أن تكون شريكاً لأمريكا، ولكنها لا تحترم قوانين التنافسية، وهى تتلاعب بالعملة، ويجب وضع حد لذلك، ويجب التعامل مع الصين بطريقة مسئولة، لافتا إلى أن الصينيين يزورون بضاعتهم ولا نريد حرباً مع الصين، وهناك حرب تجارية صامتة مع الصين بالفعل الآن ونحن نخسرها.
من جانبه، قال باراك أوباما، تقدمنا بشكاوى اقتصادية كثيرة ضد الصين، ووضع القاعدة هو الأضعف منذ توليت الحكم، والصين قوة دولية وشريكة لنا بشرط الالتزام بالحقوق والأخلاقيات.
مضيفا: إذا لم نستثمر فى التعليم سنخسر قوتنا ولن نسمح بإغراق أسواقنا بالمنتجات الصينية، ومنطقة المحيط الهادى مهمة لنا جدا.
فى المناظرة الأخيرة ..أوباما ورومنى يتفقان على تسليح المعارضة السورية.. والرئيس الأمريكى يرفض التدخل العسكرى ضد الأسد.. المرشحان يؤكدان التزامهما لإسرائيل.. ويهاجمان الطموح النووى الإيرانى
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 07:59 ص