صوت المرأة ثورة وسكوت الرجال عورة

شعار جميل رفع فى مسيرات "مصر مش عزبة" توقفت أمامه من قوة وعمق مضمونه وهى أيضا عبارة تؤكد على حضور المرأة المصرية بقوة فى الحراك الشعبى الذى بدأ من يوم 25 يناير 2011 والموازى تماماً لحضور الشباب والرجال، ومع هذا ظلت المرأة المصرية بعد الثورة معرضة للتنكيل والتهميش والإهانة من تيارات لا ترى المرأة إلا مجرد مخلوق ثانوى وظيفته الإنجاب فقط.

لقد أثبتت المرأة المصرية أنها جزء لا يتجزأ من الحراك الثورى، فقد ثارت المرأة لأجل حريتها وحرية بلدها، وسعت بكامل إرادتها لتكون جزءاً لا يتجزأ من كل تفاصيل الثورة، فهى المتظاهرة والكاتبة، وأم الشهداء، وزوجة المعتقلين السياسيين، والأهم هى أيضا الشهيدة، وهى التى تدفع الضرائب تماما مثل الرجال، فهم يأخذون منها ضرائب كاملة ويريدون إعطاءها حقوقا منقوصة.

صحيح أن المرأة والرجل تساويا فى الظلم تحت حكم النظام البائد، لكن المرأة المصرية ما زالت تواجه مشكلة أخرى، كونها ما زالت تعيش فى مجتمع ذكورى لا يريد أن يراها على أنها شريك كامل الحقوق بل ينظر إليها نظرة جنسية جسدية بحتة.

لقد وقعت مصر فى السابق على ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحقوق المرأة، والذى يعطى المرأة فى أحد بنوده "حق الحراك السياسى والتعبير عن رأيها"، وأيضاً، "وجوب حماية النساء خصوصاً من الاعتداء والاغتصاب والبغاء القسرى أو أى شكل آخر من التحرش الجنسى"، والآن، وفى حالة الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة، يجب على كل القوى المدنية استخدام كافة الأدوات السياسية والإعلامية المتاحة للتأكيد على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحقوق المرأة والمطالبة بملاحقة ومحاكمة أى شخص قام أو يقوم بالإساءة إلى أى امرأة مصرية لمجرد أنها امرأة، إن الصمت سيؤدى لضياع حق المرأة.

هناك حاجة لخلق ثقافة ووعى جديدين، وإرساء قواعد سلوكية تنظم وتحكم سلوك المصريين الأخلاقى والقانونى، ويستدعى ذلك الاعتراف بأن المرأة والرجل متساويان تماما فى الدستور وأمام القانون، فالحضور الأصيل للمرأة المصرية فى ثورة يناير وما بعدها، يعكس مدى كفاح النساء ليرين بلدهم حرا مدنيا ديمقراطيا، لهن فيه نفس الحقوق والواجبات كالرجال.
لذلك أقول من قلبى صوتكم يا نساء مصر ثورة وصمت الرجال هو العورة.