نعم انتصار ثورة مصر أصبح الأمل والحلم لكل العالم.. هذه ليست مبالغة أو تحيزًا للثورة المصرية، والسبب أن مصر هى بمثابة القلب لهذا العالم ومنطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربى.
موقع مصر المتميز وتاريخ مصر الضارب فى عمق التاريخ ومستقبل مصر المبهر إن شاء الله أجبر العالم كله على الوقوف بجانب ثوار مصر والوقوف بجانب الشعب المصرى، ليعبر بسفينة ثورته إلى بر الأمان.
لا تتعجب عندما تقرأ عن ثورة مصر فى جميع صحف العالم ولاتتعجب إذا شاهدت الاهتمام العالمى بتحليل ومناقشة أيام الثورة يوم بيوم وتطور الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر يومًا بيوم.. لا تتعجب عندما يتكلم قادة وسياسيو إسرائيل والمنطقة والعالم عن مصر ومتابعة أوضاعها كل يوم.
لا تصدر صحيفة إسرائيلية بدون أن تحمل مانشيتات عن مصر وكذلك كل الصحف العربية والعالمية.
يا سادة مصر هى قلب العالم تمر بها نسبة كبيرة من حركة التجارة الدولية وحركة النفط والغاز للدول الغربية، وكذلك السفن الحربية وما شابهها والسبب أن مصر تمتلك قناة السويس أهم شريان عالمى على الإطلاق للملاحة البحرية بين الشرق والغرب.
مصر صاحبة الدور الكبير والمتعاظم فى حل أم المشاكل فى العالم وهى مشكلة شعب فلسطين وهى أخطر مشكلة مزمنة يعانى منها العالم.. لا شك أن مشكلة السلام مع إسرائيل هى أهم شىء يصبو إليه العالم بأسره ودور مصر فى صنع خطوات للأمام فى مجال الأمن والسلم الدوليين لا ينكره أحد.
أهمية مصر فى صناعة السلام الدولى تترجمها المناورات العسكرية المشتركة مع الكثير من دول العالم، واشتراك مصر فى التحالف الدولى، الذى يعمل بمثابة رجل الإطفاء فى المعضلات الدولية الحساسة مثلما حدث فى مشكلة البوسنة والهرسك وحرب الخليج الأولى وفى دارفور وقوات حفظ السلام، الكثير من دول العالم، وكذلك الحرب على الإرهاب وخاصة الجماعات التكفيرية.
مصر تمتلك أقوى جيش فى المنطقة، والذى ضرب مثلا فى الوطنية والشرف العسكرى يتدارسه العالم.
لا تتعجب عندما ترى تهافت قادة العالم على دعوة رئيسنا المنتخب لزيارة بلادهم أو التنسيق معه لزيارة مصر ورؤية ميدان التحرير، ومقابلة الرئيس المنتخب، وتقديم المساعدات فى كل المجالات السياحية والمالية والاستثمارية.. يكفى أن تعرف أن مصر بها أكبر البعثات الدبلوماسية للدول الكبرى.
مصر كانت ومازالت وستستمر قبلة حكماء العالم بفضل شعبها العظيم وثورته السلمية التى أبهرت العالم، كما سبق وأبهرته بعبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف، أسطورة إسرائيل وتدمير مقولة الجيش الذى لايقهر.
من أجل كل ذلك باختصار شديد وبدون تفاصيل أخرى أقول إن ثورتنا لابد أن تنتصر لا طريق لها إلا النصر وتحقيق الأهداف التى تغنى بها الشعب فى الميادين.
نعم سننتصر وأكيد ستنتصر الثورة إن شاء الله، ولكن يلزمنا الوقت لأن تحقيق النصر يحتم علينا أن يكون لدينا دستور جديد نتوافق عليه جميعًا، دستور لمصر القوية والحديثة.. النصر يحتاج إلى برلمان يشرع وحكومة تحصل على الثقة والدعم من هذا البرلمان.. الانتصار وتحقيق الأهداف يحتاج إلى استقرار سياسى واقتصادى يمنح السائحين والمستثمرين الثقة والأمان.
طريق ثورتنا مازال طويلا جدا أمامنا سنوات من العمل والبناء حتى نصل إلى موعد الحصاد.. لا أرى مبررا للاستعجال الذى يبديه البعض منا على الإطلاق.
من على هذا المنبر أطالب جميع القوى السياسية بلا استثناء بالتوافق والتعاون والحفاظ على الزخم الثورى والحفاظ على وحدة مصر والاستمرار فى الحراك السياسى الإيجابى والبناء لإنتاج دستور يليق بمصر الثورة مصر الجديدة والضغط المستمر من أجل التطهير ومحاربة الفساد بالطريقة السلمية بدون صراع أو تخوين مع إعلاء دولة القانون واحترام الدستور.
من على هذا المنبر الحر أطالب وألح فى الطلب بضرورة استمرار الحراك الثورى والسياسى والحضارى فى إطار احترام دولة القانون بهدف بناء مصر فى كل المجالات والحفاظ على هيبتها ومكانتها، التى حباها بها الله سبحانه وتعالى.
مصر لنا جميعا، مصر لكل المصريين، ولكن لا مكان فيها للمتطرفين ولامكان للمبالغة أو التخوين أو العنف ولا مجال فيها لقاتل أو سارق أو مستبد.. ولنعلم جميعا أن الديمقراطية هى سبيلنا والحوار هو طريقنا وتداول السلطة لن يكون إلا بإرادة الشعب الحر من خلال صناديق الانتخابات.
أعتقد أن الفوضى والاستقطاب أعداء لثورتنا.. وأعتقد بل أؤمن ببقاء شعلة ثورتنا منارة لكل دول العالم، وأكيد ثورتنا مازالت وستبقى مستمرة.. حمى الله مصر من شر الفتن ماظهر منها ومابطن.
د.عبدالجواد حجاب يكتب: ثورة مصر أمل العرب والعجم
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 09:10 م