تونس (أ ف ب)
دعا مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطنى التأسيسى (أعلى سلطة فى تونس) الثلاثاء "القوى المدافعة عن الثورة" فى تونس إلى عدم الانسياق وراء "العنف السياسي" وذلك اثر مقتل ناشط بحزب معارض فى مظاهرة جنوب البلاد نظمتها "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" التى تعتبر قريبة من حركة النهضة الإسلامية التى تقود الائتلاف الحاكم.
وقال فى خطاب فى المجلس التأسيسى فى الذكرى الأولى لانتخاب أعضاء المجلس يوم 23 أكتوبر 2011، "أن المرحلة تستدعى من كافة القوى المدافعة عن الثورة أن لا تنساق فى طريق العنف السياسي، علينا جميعا إزالة حالة الاحتقان والتجاذب وتغليب لغة العقل والحوار والتهدئة".
وأضاف "لا بد من الوفاق والتعايش رغم الاختلاف فى السياسات" محذرا من "الفرقة والخلاف والعداء".وتابع "الأحداث الأخيرة التى شهدتها بلادنا وتصاعد مظاهر التوتر والخطابات المتشنجة التى تفتح الباب أمام العنف بمظاهره اللفظية والمادية، خط احمر يجب الوقوف عنده".والخميس قتل فى تطاوين ( 600 كلم جنوب العاصمة) لطفى نقض المنسق الجهوى لحزب "نداء تونس" المعارض الذى يترأسه الوزير الأول السابق الباجى قايد السبسى.
وكانت حكومة السبسى قادت المرحلة الانتقالية الأولى فى تونس بعد الإطاحة فى 14 يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن على واستقالة حكومة محمد الغنوشى آخر رئيس وزراء فى عهد بن على فى نهاية فبراير 2011 تحت ضغط شعبي.
ووصف السبسى مقتل نقض بأنه "أول عملية اغتيال سياسى فى تونس بعد الثورة" ودعا مع أحزاب معارضة إلى حل رابطة حماية الثورة التى تعادى حزبه بشدة وتعتبره امتدادا لحزب التجمع المنحل الحاكم فى عهد بن على (1987-2011).
ويعتبر معارضون هذه الرابطة التى حصلت على ترخيص بالعمل فى يونيو الماضى من الحكومة التى يرأسها حمادى الجبالى أمين عام حركة النهضة، "منظمة إرهابية" مكونة من "ميليشيات عنيفة" تأتمر بأوامر حركة النهضة التى تنفى هذه الاتهامات. والاثنين ندد راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة بقتل لطفى نقض لكنه رفض حل رابطة حماية الثورة.وقال الغنوشى فى تصريح إذاعى إن المنتمين إلى الرابطة "هم الذين صنعوا وقادوا الثورة" وإنهم "استمدوا شرعيتهم من نضالهم" و"لا احد له الحق فى إنهاء هذه الشرعية".
وكان الرئيس التونسى المنصف المرزوقى دعا فى المناسبة ذاتها الأحزاب السياسية فى بلاده، الى وقف تبادل "إطلاق النار الإعلامية" للحفاظ على "الوحدة الوطنية" للبلاد.وتجمع أمام مقر المجلس الوطنى التأسيسى بباردو غرب العاصمة متظاهرين فى تجمعين منفصلين احدهما يدعم الحكومة ويشيد بمنجزات الائتلاف الحكومى بقيادة الإسلاميين والثانى معارض للسلطة ومندد بأدائها.
بن جعفر يدعو القوى المدافعة عن الثورة التونسية لعدم الانسياق وراء العنف السياسى
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 04:00 م