الخبراء يحذرون من توابع موقعة "البارون".. ناصف: الدولة لم تنظر لها بموضوعية.. ومبروك: أخشى وقوع ضحايا فى اشتباكات اللاعبين والألتراس.. وصدقى: الحوار هو الحل

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 12:12 ص
الخبراء يحذرون من توابع موقعة "البارون".. ناصف: الدولة لم تنظر لها بموضوعية.. ومبروك: أخشى وقوع ضحايا فى اشتباكات اللاعبين والألتراس.. وصدقى: الحوار هو الحل زكريا ناصف وفتحى مبروك وحمادة صدقى ونادر السيد
تحقيق: سليمان النقر وأدهم البدراوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد الشارع المصرى أمس، الأحد، حدثاً مؤسفا بين طرفى كرة القدم "اللاعبون والألتراس، حيث يحتج الطرف الأول للمطالبة بعودة الدورى، بينما يعارض الطرف الثانى ذلك لحين القصاص لضحاياهم فى مجزرة بورسعيد.

الرياضة، التى يستمتع بمشاهدتها المواطن المصرى ويُرزق منها قطاع عريض من العاملين بها سواء مدربين أو لاعبين أو إعلاميين وغيرهم، باتت تسبب إزعاجًا للكثيرين من حجم المشاكل الموجودة بها، لاسيما بعدما بدأ الرياضيون مسيرتهم من أمام استاد القاهرة إلى قصر "الاتحادية"، وصولا إلى فندق البارون، الذى شهد حالة كر وفر بين جماهير الأهلى "الألتراس" وبين الرياضيين، لكن شاء القدر أن تنتهى وقفة الرياضيين على خير.

لكن الأمر تطور بعد انحراف مجموعة من الرياضيين متجهين صوب فندق "البارون"، حيث يقيم فريق صن شاين النيجيرى منافس الأهلى فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أفريقيا لحصاره ومنعه من خوض المباراة احتجاجًا على أن الأهلى أحد أطراف مجزرة بورسعيد، ويمارس نشاطه بشكل طبيعى، فى حين أن الأندية الأخرى خارج نطاق الخدمة.

فى هذا الصدد حرص "اليوم السابع" على رصد آراء بعض المدربين والخبراء واللاعبين حول الأحداث، التى حدثت ليلة الأحد.

زكريا ناصف، نجم الأهلى السابق والمحلل الكروى، يرى أنه من حق الرياضيين المطالبة بحقوقهم من أجل عودة نشاط الكرة باعتباره حقا أصيلا لهم، رافضًا ما قام به بعضهم بالتوجه نحو فندق البارون لمنع فريق صن شاين النيجيرى من الذهاب إلى إستاد الدفاع الجوى لمواجهة الأهلى، باعتبارها خطأ وقع فيه الرياضيون.

قال ناصف، إن الدولة لم تنظر إلى الرياضة بنظرة موضوعية وعملية، وهو ما ينذر بوجود وقفات أخرى من الرياضيين بعدد أكبر مما كان عليه فى الوقفتين الماضيتين، مؤكدًا أن ممارسة الرياضة مهمة للشعب لأن لها بعدًا اجتماعيًا وآخر اقتصادى وثالثا فنيا.

تابع ناصف أن الرياضة تقلل من الجرائم وتقلل من حالات الإدمان وتعلم الديمقراطية على المستوى الاجتماعى، كما أن هناك 64% من دخل الدولة يعتمد على الضرائب صناعة الرياضة تدر ضرائب من عوائد عقود اللاعبين والمدربين والرعاية وحقوق البث الفضائى والأندية والمؤسسات الرياضية على المستوى الاقتصادى، إضافة إلى أنها ترفع علم مصر فى المحافل الدولية، حيث تعد الرياضة مرآة للدول المتحضرة، ولو أدرناها متحضرة فلنضع الرياضة بجانب الصحة والتعليم فى الاهتمام، وإذا أعيد النظر فى ذلك ستكون الرياضة مصدرًا من مصادر الدخل للدولة.

فيما أشار فتحى مبروك، المدير الفنى لفريق الشباب بالنادى الأهلى إلى أن وقفات اللاعبين خاطئة وغير منظمة وقد يخلق عنها العديد من المتاعب والمشاكل كما حدث أمس وكان من الممكن أن نسمع عن وقوع جرحى أو شهداء مرة أخرى وتندلع العداوة بين جماهير كرة القدم واللاعبين، والسبب فى هذا الأمر هو عدم مراجعة النفس والتفكير قبل الاندفاع فى التصرفات، مؤكدا أن حصار اللاعبين لفريق صن شاين النيجيرى قبل مواجهة الأهلى تم دون التفكير فى حال الكرة المصرية، وما ضرر هذا الحصار عليها، لأن الفريق النيجيرى لو امتنع عن المباراة كان من الممكن أن يتدخل الاتحاد الدولى والأفريقى، وكنا سنتعرض لعقوبات قاسية.
أكد مبروك أنه لا أحد يستطيع من منع الأهلى من خوض بطولته الأفريقية لأنها بطولة خارجية، ومن المفترض أن نسانده على الفوز بها بدلا من أن نطالب بعدم لعبه لأن الفريق يمثل الكرة المصرية.

كما أكد حمادة صدقى، المدرب العام لنادى سموحة، أن وقفة اللاعبين أمام قصر الاتحادية، التى حدثت، أمس، لن ينتج عنها أى شىء، كما حدث فى الوقفة الأولى أمام وزارة الرياضة، مشيرا إلى أن هناك جهات مسئولة عن كرة القدم مثل وزارة الرياضة والاتحاد المصرى لكرة القدم هم أصحاب القرار فى عودة الدورى أو توقفه، بالإضافة إلى توجيهات رجال الدولة مثل رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، كما أعرب عن استغرابه من الوقفات فى الشوارع وتعطيلها واصفا إياها بأنها وقفات غير منظمة ودون معنى، وأن الأفضل هو التحاور والمناقشة مع المسئولين.

وعن حصار فريق صن شاين النيجيرى قبل مباراته مع الأهلى فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أفريقيا، قال صدقى، إنه حصار بلا معنى وكان قد يؤدى إلى كارثة كبيرة للكرة المصرية يعرضنا لتأخر أكثر من الذى نعانى منه، ولابد أن تتحرك الدولة وتوقف هذا التخبط الكبير، الذى اندلع بين "الألتراس" ولاعبى الدورى تجنبا لأى عواقب فى المستقبل.

واستكمل نادر السيد، حارس مرمى الزمالك والأهلى السابق، الحديث، حيث وجه اللوم على ما حدث للحكومة وليس للرياضيين أو جماهير الألتراس، حيث إن الدولة لم تطبق قانونا يحدث فيها ما حدث أمام فندق البارون، ولو تركنا تقرير المصير لكل فرد حسب أهوائه لأصبحنا بلدا بغير نظام.

أكد السيد أن تدخل الحسابات السياسية فى الشئون الخاصة بالرياضة تفقد الحلول المقدمة مصداقيتها، منتقدا المسئولين فى الدولة من تعطيل الرياضة لحين تحقيق القصاص العادل لشهداء الألتراس، على الرغم من عدم تطبيق ذلك مع شهداء ثورة 25 يناير، الذين يتجاهلهم المسئولون، رغم تعهدهم بوضع حقوق الشهداء على رأس أولوياتهم.

يرى السيد أن كرة القدم صناعة وليست لعبة ويوجد بها حجم كبير من الاستثمارات مثلها مثل أى مجال آخر، لكن هناك من يتاجرون باسم الشهداء لأغراض سياسية، مشيرًا إلى أن القانون الذى يتم تطبيقه حسب الموازنات الخاصة لا يعد قانونا.

يعتقد نادر السيد أن مستقبل الكرة المصرية غير مبشر نظرًا للظروف المحيطة والأوضاع الراهنة، التى تمر بها الساحة الرياضية.

واستنكر محمد عبد المنصف، حارس مرمى الجونة، من تصريحات الألتراس منع الرياضيين من تنظيم وقفات رياضية أخرى خلال الفترة المقبلة، متسائلا "ألم تقر الحكومة بحق المواطنين فى التظاهر والتعبير عن آرائهم فى أٌطر سلمية دون تعطيل العمل، وما هى سلطة هؤلاء فى الدولة ليصرحوا بذلك"؟

شدد عبد المنصف على أنهم مصممون على مواصلة وقفاتهم الاحتجاجية لتوصيل صوتهم إلى المسئولين دون خوف أو تحفظات، مؤكدا أن جميع الرياضيين فى وضع سيئ مما يحدث حاليًا.

اعترف منصف بخطئهم فى الذهاب إلى فندق البارون، مؤكدا أنهم ذهبوا للاحتجاج فى وقفة سلمية فقط، لكنهم فوجئوا بهجوم الألتراس عليهم بالشماريخ، ما اضطرهم إلى الدفاع عن أنفسهم وانتهى الأمر عند ذلك.

توقع عبد المنصف أن مستقبل الرياضة غامض لأنها بدأت بداية سيئة وستكون نهايتها أسوأ، مشيرا إلى أن الألتراس هو من يحدد عودة النشاط، لكن نطالب بحقوقنا وننتظر عودة الحياة لكرة القدم.

من جانبه، أكد محمد فضل، مهاجم الأهلى والإسماعيلى السابق، ولاعب سموحة الحالى، أن وقف اللاعبين كانت سلمية للدفاع عن "أكل العيش"، مشيراً إلى أن اللاعبين وقفوا أمام "الألتراس" دفاعاً عن أنفسهم لأن جماهير الأهلى بدأت بالهجوم على لاعبى الدورى، الذين يطالبون بالعودة لعملهم.

أشار فضل إلى أنه مستاء للغاية من موقف رجال الدولة "الغامد والصامد"، والذين يشاهدون الشعب المصرى وهم يهاجمون بعضهم البعض دون النظر بعين العدل على موقف الرياضيين الضعيف تماماً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة