هذا السؤال يراودنى منذ صدور الحكم بتبرئة المتهمين فى موقعة الجمل، وأنا أسأل هذا السؤال، إذا كان هؤلاء أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب فمن قتل هؤلاء أم هؤلاء قتلوا أنفسهم؟
لماذا الاستهتار بمشاعرنا ومشاعر أهل الضحايا التى هى متأججة وملتهبة أكثر منا بكثير كان الله فى عونهم خاصة بعد ضياع حقوق أبنائهم نحن نعلم أن القضاء يحكم بناء على الأدلة والبراهين.
ومن المؤكد أن هؤلاء لديهم أعوان من البلطجية الذين هم الطرف الثالث أو اللهو الخفى فى تللك الواقعة فلماذا حدث تباطؤ فى القبض عليهم وعلى من ساعدهم من أتباعهم.
هذه الموقعة شاهدها العالم كله على التلفاز فكيف يخرج من دبرها بمنتهى السهولة نتيجة إهمالنا فى جمع المعلومات والأدلة التى تدينهم مما أثر على صورتنا وصورة قضائنا أمام العالم كله إذا حدث ذلك فى الغرب كان سيحدث محاكمة للجميع وكان الكل سيعمل من أجل جمع المعلومات اللازمة لتقديمها للعامة لأنهم يسيرون على مبدأ الشفافية ونحن نسير على مبدأ الغموض والضبابية.
كان هناك بطء ملحوظ فى جمع المعلومات نحن مازلنا نخشى النظام السابق حتى بعد سقوطه لذلك تملكنا الخوف من مجرد إدانة لهم فى حادثة مهمة مثل تلك راح ضحايا الكثير من شبابنا الباسل وكل ذنبه أنه ذهب للدفاع عن حريته وإبداء رأيه فمازلنا فى بلادنا نخشى كلمه الديمقراطية والحرية ونعمل على قمعهم.
إن ما حدث يدل أننا فى حاجة إلى تعديل فى منظومة جمع المعلومات والأدلة وليس معنى ذلك تعديلها على أهواء الأنظمة الحاكمة أو قمعها أتمنى أن يحدث تغيير وأن تصبح الدولة دولة نظام وعدل فهل سيأتى ذلك اليوم؟
