بعد انتهاء الجدل، حول شحنة العجول الأسترالية المهرمنة، البالغة 33 ألف رأس، والتى تم حجزها بالعين السخنة والإسماعلية قرابة 90 يوما، بعد ثبوت إصابتها بنسبة عالية من الهرمون المحفزة الضارة بالإنسان، حيث تم تشكيل عدد من لجان خبراء الطب البيطرى، وكانت آخرها اللجنة المشكلة من قبل مجلس الوزراء، التى أقرت بذبح العجول لعدم وجود أى هرمونات، قام وزير الزراعة الأسترالى بتوجيه الشكر إلى الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة، وذلك بمناسبة انتهاء أزمة العجول الأسترالية التى انتهت، بإقرار الوزير ذبح العجول.
وجاء فى الخطاب الذى تم إرساله يوم 17 أكتوبر الماضى: "أشكركم شكرا جزيلا على تلقى اتصال هاتفى يوم 24 سبتمبر، بشأن الماشية الأسترالية المحتجزة فى ميناء العين السخنة بالإسماعيلية منذ نهاية يوليو الماضى، وعلى مساعدتكم فى حل هذا الأمر بنجاح".
وأضاف: حكومة أستراليا تدعم وتقدر تجارة تصدير الماشية مع مصر، وهى تلتزم بإمداد مصر بأجود الماشية، حيث ترى الحكومة الأسترالية أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من هذه التجارة، ومن أجل استمرارها بما يحقق المنفعة المشتركة لكلا البلدين، على المدى الطويل، يجب الحفاظ على صحة الماشية وحسن معاملاتها.
كما طالب جو لو دويج وزير الزراعة والثروة السمكية والغابات عن ولاية كوينز لاند، الهيئة العامة للخدمات البيطرية بحسن معاملات الماشية الأسترالية المستوردة، لضمان تحقيق معايير الرفق بالحيوان المتفق عليها، فى مذكرة التفاهم الموقعة بينن مصر وأستراليا.
يذكر أن وزارة الزراعة قامت باحتجاز شحنة عجول أسترالية بلغت 30 ألف رأس ماشية فى ميناء العين السخنة لفحصها بعد اكتشاف كبسولات خلف أذنها، تبين فيما بعد أنها هرمونات طبيعية، وتم عقد عدة لجان علمية لتحديد مدى خطورتها، وأصدرت اللجنة قرارا بعدم خطورتها على صحة الإنسان إذا أخذت فترة من الوقت تبلغ 60 يوما.
من جانبه، طالب الدكتور حسين قاعود أستاذ الأوبئة ورئيس قسم الصحة بطب القاهرة سابقا، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، الحكومة بضرورة مناقشة تقارير اللجنة العلمية المشكلة من قبل كافة الجهات التى أجرت الكشف على شحنة العجول الأسترالية المهرمنة بصورة علانية، وعرض كافة الأسانيد العلمية المستند إليها فى قرارها بذبح الحيوانات للتوصل إلى الحقيقة، لافتا إلى أن تلك الحيوانات المعاملة الهرمونات تتسبب فى تغيرات جينية على الإنسان، وذلك بحسب ما إذا كان هرمونا ذكوريا مثل هرمون "التستيسترون" أو هرومنًا أنثويًا مثل هرمون "الإستروجين".
ووصف قاعود، قرار الحكومة بقرار ذبح العجول الأسترالية، بعدم الاستناد إلى العلوم التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا على خطورة الهرمونات على صحة الإنسان، وقال: إنها تسبب خللا فى فى الخلايا، مما يتسبب فى إصابة الإنسان بالأمراض مثل السرطان والفشل الكلوى، قائلا: "الهرمونات التى تسجل نسبة عالية فى اللحوم السبب فى زيادة التحرش فى مصر"، مشيرًا إلى أن أستراليا لا توجد لديها أية أزمة فى استخدام الهرمونات، مادامت تلك الحيوانات يتم إعدادها للتصدير.
ورفض أستاذ الأوبئة، قرار اللجنة بذبح شحنة العجول، مرجعًا ذلك إلى أن قانون الحجر البيطرى المصرى، ينص على حظر استيراد الحيوانات الحية واللحوم المجمدة المعاملة بالهرمونات، مشيرًا إلى أنه على الرغم من نص القانون على ذلك، إلا أن الحكومة شكلت لجان بيطرية بهدف تمرير الشحنة، ضاربين بعرض الحائط صحة المواطن المصرى، لافتا إلى أن إحجام جميع دول العالم عن استيراد الحيوانات واللحوم من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لاستخدامهم هرمونات ومحفزات النمو، مضيفا أن استخدام تلك الهرمونات تتسبب فى ارتفاع نسبة إصابة المواطنين الأمريكيين لتصل إلى 34% بسرطان الثدى بجانب غيره من الأمراض.
وأشار قاعود، إلى أن بعض الشركات تتعمد استخدام هرمونات ومحفزات نمو محظورة دولية، وهو ما قد يكون له نتائج وخيمة على صحة المواطن، حال تناول اللحوم المعالجة بتلك المواد، وهو ما يتطلب ضرورة تحليل اللحوم لمعرفة نوعية الهرمونات التى تم معاملة العجول بها، لافتًا إلى أن المستوردين المصريين يعملون على استيراد أردأ أنواع اللحوم والحيوانات الحية، وذلك بسبب انخفاض أسعارها وتحقيق أعلى نسبة ربح، دون النظر إلى صحة المواطن.
أستراليا توجه الشكر لوزير الزراعة بعد انتهاء أزمة العجول المهرمنة
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 02:33 م