شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كأثرين آشتون اليوم، الثلاثاء على دعم الاتحاد لاستقرار لبنان وتجنب الفراغ فيه، معتبرة خلال زيارة قصيرة لبيروت أن البعض يسعى الى افتعال المشاكل فيه "لتحييد الأنظار" عن الوضع الإقليمى.
ونقلت آشتون الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "دعم الاتحاد الأوروبى للبنان وسيادته واستقلاله واستقراره وتجنب الفراغ"، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأضافت أن آشتون أكدت على "الوحدة الوطنية ودعم جهود الرئيس سليمان على صعيد الحوار".
وتأتى زيارة وزيرة الخارجية الأوروبية غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الامن الدولى وممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم الاثنين رئيس الجمهورية.
وتأتى هذه المواقف مع مطالبة المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة التى يرأسها نجيب ميقاتي، بعد اتهامها ب "تغطية" اغتيال رئيس فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى العميد وسام الحسن بتفجير استهدف سيارته فى الاشرفية فى شرق بيروت الجمعة. كما اتهمت المعارضة المناهضة لدمشق، نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الاغتيال.
كذلك التقت آشتون ميقاتى فى السرايا الحكومية. ونقلت الوكالة الرسمية عن وزيرة الخارجية الأوروبية قولها "نحن متخوفون على استقرار لبنان. حتما البعض يسعى الى تحييد الأنظار عن الوضع فى المنطقة بافتعال مشكلات فى لبنان".
وثمنت آشتون مواقف ميقاتى "من اجل الحفاظ على تماسك لبنان ووحدته فى هذا الظرف الصعب". واكتفت بعد اللقاء بالقول أن الاجتماع كان "جيدا جدا". ومن المقرر أن يكون لها مؤتمر صحافى الساعة الرابعة عصر اليوم فى مطار بيروت.
وكان ميقاتى أعلن السبت انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، مشيرا الى انه علق أى قرار حول استقالته فى انتظار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الإطراف السياسيين، مؤكدا انه "لن يداوم فى السراى الحكومي". وهو اللقاء الأول يجريه فى السرايا منذ إعلانه هذا الموقف.وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين فى منطقة سنية فى غرب بيروت، وبين السنة والعلويين فى مدينة طرابلس (شمال) أدت الى مقتل سبعة أشخاص.
وكان الحسن من ابرز الضباط الأمنيين السنة، ومقربا من سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق المعارض لسوريا. وتحول تشييعه الأحد فى وسط بيروت، تظاهرة شعبية طالبت بسقوط الحكومة التى تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه المقربين من دمشق. وانتهت التظاهرة بمحاولة متظاهرين اقتحام السرايا الحكومية. وعلى الأثر وجه عدد من أركان المعارضة نداء الى أنصارهم للانسحاب من الشوارع.إلا أن اعتصاما لشبان من كل أحزاب قوى 14 آذار (المعارضة) لا يزال قائما قرب السرايا منذ السبت. وقد تم نصب خيم فى المكان. كما نصبت خيمتا اعتصام على مقربة من منزل ميقاتى فى طرابلس للمطالبة باستقالته.
