محمود البدرى يكتب: الدويقة أرض الموت

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 09:07 ص
محمود البدرى يكتب: الدويقة أرض الموت الدويقة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
6/9/2008 ذلك التاريخ المشئوم الذى وقعت فيه كارثة الدويقة بسقوط صخور على ساكنيها، فقتلت من قتلت وأصابت من أصابت من غير أن يحرك ذلك ساكناً للنظام البائد وعصابته، وكأن الكارثة قد وقعت فى بلاد بعيدة لا تعنينا ولا تهمنا وكأن ساكنيها هم مخلوقات غريبة قد طرأت عليهم لا ترقى الى أن تلقى أدنى اهتمام أو رعاية من الأسياد الذين يسعون فى الأرض فساداً.

لم تكن مأساة ساكنى تلك الجحور محصورة فى تلك الصخور المختبأة فى أحضان الجبل، بل إن حياتهم مليئة بكوارث تعادل فى قسوتها تلك الكارثة، حيث انعدمت الخدمات الأساسية التى لا يستطيع إنسان أن يعيش بدونها فلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحى ولا بيوت بالمعنى المتعارف عليه بل هى أكواخ لا تغنى من برد ولا تقى من حر، أضف الى ذلك ضيوف عليهم بصفة دائمة من الزواحف والحشرات كثيراً منها قاتل وبقيتها تؤدى الى نفس المصير.
شكلت مياة الصرف الصحى أنهاراً وبحيرات أحاطت بهم لا لتجلب نسيماً أو خيراً بل جلبت عليهم ولهم أمراضاً ظلوا يتوارثونها فيما بينهم.

كما شكل انعدام ماء الشرب إلى أن تحولت حياتهم الى صحراء جرداء وكأنهم ليسوا من بلد النيل العظيم الذى يجرى بطول القارة السمراء كلها.

كنت أظن أن شيئاً ما سيتغير بعد ثورة يناير والتى قامت أركانها على ما يفتقده قاطنى تلك المناطق من عيش كرامة وحرية وعدالة إنسانية، فجميعنا خرج على النظام البائد من أجل تلك المبادئ غير أنهم يرتضوا بأى منها لكى يعيشوا حياة يمكن أن يصبروا عليها.

الكارثة مازالت قائمة ومعرضة للانفجار فالجبل مازال يحمل على أكتافه صخوراً كثيرة أوشكت على السقوط على ضحايا جدد مازالوا عاجزين عن توفير سكناً غير الذى يسكنونه .. فهل من يد عونٍ تمتد اليهم ولهم ؟!







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة