استبعد عدد من الخبراء أن تكون للسياسة الخارجية الأمريكية تأثير كبير هذا العام على السباق الانتخابى الضارى بين الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، وخصمه اللدود ميت رومنى المرشح الجمهورى، باعتبار أن الوضع الاقتصادى المهترئ وارتفاع نسبة البطالة والضرائب ستكون محور الانتخابات، لكنهم على ما يبدو كانوا على خطأ، فالسياسة الخارجية ستكون محور المناظرة التليفزيونية الثالثة والأخيرة مساء اليوم، والتى سيحسم من خلالها الأمريكيون اختيار مرشحهم المفضل.
ويقول تقرير لمعهد "ثيرد واى" الأمريكى، والمعنى بمناقشة أبرز التحديات، التى يواجهها الأمريكيون، إنه برغم اتفاق رومنى مع إدارة الرئيس أوباما فى كثير من قضايا الأمن القومى، مثل وضع نهاية للحرب فى العراق، والحفاظ على العلاقات مع باكستان، واستخدام الطائرات دون طيار والعمليات الخاصة لمحاربة تنظيم القاعدة، إلا أنه يختلف مع أوباما فى كيفية إدارته لتلك المسائل، فى محاولة لكسب نقطة جديدة تؤهله فى السباق ضد غريمه.
وستدور مناظرة اليوم حول عدة قضايا أبرزها؛ تغيير الوضع فى الشرق الأوسط ووجه الإرهاب الجديد، والحرب فى أفغانستان وباكستان، ونووى إيران وإسرائيل، وسطوع نجم الصين، والولايات المتحدة ودورها فى العالم.
أما عن الشرق الأوسط والإرهاب، فأغلب الظن سيتحدث أوباما بفخر عن انتصاراته الأخيرة ضد الإرهابيين، إلا أن رومنى سيستغل تنامى المد الإسلامى، والصراع العالمى لمواجهة الجماعات الإسلامية، المتشددة لمواجهته.. غير أن أوباما لن يغفل عن ذكر سعى الإدارة الأمريكية لمواجهة القاعدة وفروعها فى اليمن والصومال وشمال أفريقيا وغيرها، وتمكن قواته من قتل أسامة بن لادن فى باكستان وأنور العولقى فى اليمن.
ليبيا، ستحتل كذلك مساحة كبيرة من مناظرة اليوم، فرومنى سيكرر انتقاده للإدارة الأمريكية لمحاولة إخفائها لحقيقة أن الهجوم على السفارة الأمريكية فى بنى غازى، والذى راح ضحيته السفير كريس ستيفنز، كان إرهابيًا، بدعوى أنه كان عملا عفويا أسفر عنه الفيديو المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام.. أما أوباما فسيدافع عن نفسه لافتا إلى تعهده بملاحقة الجناة والإسراع من وتيرة التحقيق، كما سيهاجم اتهامات حملة رومنى غير المسئولة بإظهار نقص فى فهم الحقائق، التى وقعت فى بنى غازى وإدراك مدى تعقيد العملية الاستخباراتية، التى تقوم بها الولايات المتحدة.
كما سيكون للوضع الإنسانى الخطير فى سوريا مساحة أيضًا فى هذه المناظرة الحاسمة، فلطالما انتقد المرشح الجمهورى السياسة الخارجية للرئيس أوباما، بل وهاجم هو نفسه بشدة نظام بشار الأسد متبنيا نهجًا أكثر حدة فى محاولة لإظهار ما يفتقر إليه الأول من حزم.. وأغلب الظن سيكرر رومنى عزمه العمل مع المعارضة السورية وسيسعى لحصولهم على الأسلحة، التى يحتاجونها لهزيمة دبابات وطائرات الأسد.. أما الرئيس الأمريكى، فسيؤكد أنه كان واضحا منذ بداية الأزمة فيما يتعلق بضرورة رحيل الأسد، كما سيؤكد على خشيته أن تنتهى الأزمة السورية بحرب أهليه تهتز لها أرجاء الشرق الأوسط بأكمله، "وإن كان رومنى يريد أن يرسل الأسلحة الثقيلة إلى الثوار، إذا فكيف سيمنعهم من الوقوع فى أيدى المتشددين.
أما نووى إيران، تلك القضية الشائكة، التى طالما أرقت الولايات المتحدة وإسرائيل، فغالبا ستكون عامل الحسم فى مناظرة اليوم، بالطبع سيستغلها رومنى لإظهار فشل خصمه فى مواجهة الخطر النووى، بينما سيدافع أوباما عن إدارته بالتطرق بالحديث إلى سعيه الحثيث لوقف البرنامج النووى دون الاضطرار إلى الدخول فى حرب، فهو فرض أقسى عقوبات فرضت على النظام الإيرانى فى التاريخ، وكان لذلك نتيجته على الاقتصاد الإيرانى.
الإرهاب ونووى إيران والشرق الأوسط تحسم السباق فى آخر مناظرة بين أوباما ورومنى.. مقتل بن لادن وإنهاء الحرب فى العراق ورقة الرئيس الحالى..وتنامى المد الإسلامى وتأثيره على الأمريكيين أداة المرشح الجمهورى
الإثنين، 22 أكتوبر 2012 08:06 م
أوباما ورومنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة