مسودة الدستور الجديد تتجاهل "الرقابة المالية" رغم ضمها كل الهيئات الرقابية.. وخبراء: عدم إدراجها يخالف الأعراف الدولية.. وجهات سوق المال تطالب التأسيسية بضمها

السبت، 20 أكتوبر 2012 02:38 م
مسودة الدستور الجديد تتجاهل "الرقابة المالية" رغم ضمها كل الهيئات الرقابية.. وخبراء: عدم إدراجها يخالف الأعراف الدولية.. وجهات سوق المال تطالب التأسيسية بضمها أشرف الشرقاوى
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علم "اليوم السابع" أن عددا من الجمعيات والجهات العاملة فى سوق المال المصرى تقدمت للجنة التأسيسية للدستور بطلب بتقديم مقترح ضم الهيئة العامة للرقابة المالية، ضمن ما نص عليه الباب (الرابع) من مسودة الدستور الأولى ضمن باب الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة.

وكانت المسودة الأولى للدستور المصرى الجديد قد تجاهلت الهيئة العامة للرقابة المالية، رغم ضمها لكل الهيئات الرقابية الموجودة فى البلاد، ولم تتضمن المسودة نصاً يخص الهيئة العامة للرقابة المالية ضمن باب الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة.

وتضمنت الجمعيات الموقعة على البيان الشعبة العامة للأوراق المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية والاتحاد المصرى للتأمين والجمعية المصرية لإدارة الاستثمار والجمعية المصرية للتمويل والاستثمار والجمعية المصرية للأوراق المالية.

ونصت مسودة الدستور على أن تتمتع الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة، المنصوص عليها فى هذا الدستور، بالشخصية الاعتبارية العامة، والحياد، والاستقلال الفنى والإدارى والمالى، ويجوز عند الاقتضاء (بموجب قانون) إنشاء أجهزة رقابية وهيئات مستقلة أخرى وقال أن تقارير الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة علنية، تنشر على الرأى العام، وتقدم إلى رئيس الجمهورية ومجلس النواب، ويجب على المجلس أن ينظرها ويتخذ حيالها الإجراء اللازم فى مدة لا تتجاوز تسعين يوما من تاريخ ورودها إليه، وتبلغ الأجهزة الرقابية سلطات التحقيق المعنية بما تسفر عنه نتائج أعمالها من قيام دلائل على ارتكاب مخالفات أو جرائم على النحو الذى يحدده القانون.

كما نص على أن يعين رئيس الجمهورية رؤساء الأجهزة الرقابية والهيئات المستقلة بعد موافقة أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ، وذلك لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، وهم غير قابلين للعزل ويحظر عليهم مزاولة الأعمال المحظورة على الوزراء، ويتبع فى اتهامهم ومحاكمتهم القواعد والإجراءات المقررة فى هذا الدستور لاتهام ومحاكمة الوزراء ويشكل كل جهاز رقابى أو هيئة مستقلة بمقتضى قانون، يحدد اختصاصاتها الأخرى غير المنصوص عليها فى هذا الدستور، ونظام عملها، ويمنح أعضاءها والعاملين الفنيين فيها الضمانات اللازمة لأداء عملهم، ويبين طرق تعيينهم وترقيتهم ومساءلتهم تأديبيا، وغير ذلك من أوضاعهم الوظيفية بما يكفل استقلالهم.

ومن جانبه قال الدكتور عوض الترساوى، الخبير القانونى فى سوق المال، إن هذا الباب من الأبواب المستحدثة ولم ترد موضوعاتها وأحكامها قط فى الدساتير المصرية المتعاقبة، بيد أنها جاءت فى العديد من الدساتير العالمية والمقارنة، وفى العديد من مشروعات الدساتير التى تعبر عن اجتهادات وطنية فردية أو جماعية.

وأكد أن عدم إدراج هيئة الرقابة المالية ضمن الهيئات المستقلة بالدستور يخالف الأعراف العالمية، ففى الولايات المتحدة الأمريكية أنشئت سلطات التنظيم فى شكل لجان مستقلة، وتظهر من هذه السلطات لجنة الأشراف على العمليات المالية والبورصة وفى المملكة المتحدة لا يمثل نظام الحكومة البرلمانية من الناحية النظرية عاملاً ملائماً لاستقلال السلطات الإدارية المستقلة فاستقلالها لا يعدو أن يكون نسبياً إذ أن مسئولية الحكومة أمام البرلمان أحد أركان هذا النظام.

أما محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، قال إنه فى مصر مازال المناخ القانونى المسيطر على الحكومات المتعاقبة هو التشبث بمبدأ مركزية الإدارة بالإضافة إلى عدم فهم الدور الذى تقوم به الهيئة العامة للرقابة المالية فى تنظيم والرقابة على القطاع المالى غير المصرفى، مشيرا إلى أن الاتجاه السائد فى الدول الأوروبية يجعل من سلطة تنظيم الأسواق المالية سلطة مستقلة إذ أن الاستقلال عنصر أساسى فى السلطة والاستقلال يكون أساساً فى مواجهة السلطات السياسية، كما أنه يعنى فى مواجهة السلطة التنفيذية بوجه خاص انعدام السلطة الرئاسية الوصائية على سلطة تنظيم الأسواق المالية بمعنى أنه لا يجوز توجيه أوامر أو مجرد تعليمات إليها من الحكومة، لذلك فإن استقلال سلطة تنظيم الأسواق المالية هو الذى يميزها عن غيرها من السلطات الإدارية التقليدية ويحيطها بالعديد من الضمانات.

وأضاف أن تنظيم النشاط المالى والاقتصادى يعد وظيفة تقليدية من وظائف الدولة غير أن هذا التنظيم تطور مؤخرا تطورا ملحوظا، كان من أبرز ملامحه إنشاء سلطات إدارية مستقلة تتولى تنظيم هذا النشاط، وأصبح إنشاء سلطة مستقلة لتنظيم النشاط المالى أمراً تسوغه عدة اعتبارات ترجع إلى ضرورة التزام الدولة الحياد، وإلى تحقيق المرونة والفعالية فى تنظيم القطاع المالى، مؤكداً ضرورة ضم الهيئة العامة للرقابة المالية ضمن الهيئات المستقلة بالدستور.

وأوضح أنه فى هذا المعنى يقرر المجلس الدستورى أن إنشاء سلطة إدارية مستقلة يعد ضمانة أساسية، من أجل ممارسة حرية عامة لهذا القطاع الحيوى، مؤكدا أن هذا المفهوم هو ما يجب أن يتنباه دستور مصر الحرة بعد ثورة 25 يناير ليكون مواكبا وغير مانع من تطبيق تلك الأفكار الحديثة فى آليات الرقابة على الأسواق المالية، وما قد ينشأ من أفكار أكثر تطورا، وأول ما يجب مراعاته هو صراحة النص الدستورى استقلال الهيئة فى مباشرة وظائفها أمام البرلمان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة