على حسن السعدنى يكتب: سحر زمن القيادة

السبت، 20 أكتوبر 2012 07:15 م
على حسن السعدنى يكتب: سحر زمن القيادة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل عصر، وفى كل شعب، هنالك أفراد يستقطبون اهتمام الناس ويكسبون الأكثرية، وعليهم تنعقد آمال الناس ومطامحهم، لكن ليسوا دائماً ممن يحوزون على منصب الرياسة السياسية والحكومية، فسواء حصلوا عليها أو لا، هم قد حصلوا على القيادة، فمثلاً فى الهند حصل المهاتما غاندى على قيادة لا على منصب، فأحيانا تثنى وسادة القيادة للثائر، وأحيانا لمنقذ الاقتصاد والحالة المادية، وأحيانا للفيلسوف، وأحيانا للفنان والأديب، وأحيانا للطيب وأحيانا للخبيث، وأحيانا للشيخ وأحيانا للشاب، كل ذلك يعتمد على فلسفة الجيل وتطلعاته وظروفه العصرية؛ أحيانا تستمر القيادة بضع سنين، وأحيانا لا تنتهى إلا بوفاة القائد، وأحيانا تستمر بعد وفاته، بل تتحول قيادته إلى ألوهية، مثل هبل واللات التى ورد فى بعض المصادر أنهم أفراد كانت لهم قيادة لمجتمعات شبه الجزيرة العربية، لكنها أكثر من قيادة عشائرية وقبلية مثل أبى سفيان وغيره، إن القيادة لا تتحول إلى التقديس إلا إذا كانت تتضمن قيادة روحية، فالجاذبية الروحية للشخص هى التى تدفع للتقديس بعد وفاته، لا الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية والطبقية.

وقد تنصب اهتمامات الناس وتنعقد مطامحهم بالقائد السياسى دون أن يأخذ بمجامع قلوبهم، ويقود أرواحهم، لكن هيبته الطبقية، وصلاحياته فى ذلك المجتمع تجعله يحصل على القيادة قهراً وفرضاً على المجتمع. وهذا لسنا بصدد الكلام عنه، إنما نتكلم عن الظواهر التى تتكرر تلقائياً، أى المرتبطة بطبيعة المجتمعات، أما هذا النوع فأسباب حصوله واضحة ولا تحتاج إلى التحليل.

يلاحظ بأن قيادة الجيل على مر التاريخ، تأتى بعد زمان من الخمول، والافتقاد للشخصية التى تسيطر على القلوب، وقد نعيش هذا حاليا فى الوطن العربى بل فى أكثر دول العالم، وهى غياب القطب الاجتماعى، بل يوجد أكثر من شخصية فى كل مجتمع لها شىء من تلك القيادة، أما أن توجد شخصية كالقمر بين النجوم فهذا لم يحصل فى القرن الحادى والعشرين الميلادى، وقد كان موجودا حتى أواخر القرن السالف، فقد كان موجودا فى العراق مثلا ولا نريد ذكر الأسماء، وفى الخمسينيات كان موجودا أيضا فى العراق، وقبله كان موجودا فى مصر، وفى كوبا، وفى ألمانيا والاتحاد السوفياتى، نعم فهنالك شخصيات مثل لينين قيادتها لبعض الشعوب قل نظيرها، وإلى الآن، فقد تم الحفاظ على جسد لينين للشعور على الأقل بالحضور البدنى لذلك القائد؛ إن هذه الأمثلة غير متجانسة أبدا، ففيها رجل الدين، وفيها الرجل العسكرى والسياسى، وفيها المفكر، حسب الجيل والعصر كما ذكرنا، لكنها تشترك فى صفة واحدة متشابهة عيناً، وهى صفة القيادة للقلوب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة