معهد واشنطن يرصد تحديات ما بعد الهجوم الإسرائيلى على إيران: الحد من تصعيد الموقف بتقييد حرية طهران فى التصرف.. والتقليل من أضرار انتقامها.. وإبعاد حزب الله ووكلاء إيرانيين آخرين عن الصراع

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2012 11:57 ص
معهد واشنطن يرصد تحديات ما بعد الهجوم الإسرائيلى على إيران: الحد من تصعيد الموقف بتقييد حرية طهران فى التصرف.. والتقليل من أضرار انتقامها.. وإبعاد حزب الله ووكلاء إيرانيين آخرين عن الصراع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر معهد واشنطن الأمريكى تقريرا يرصد فيه التداعيات والتحديات التى ستنجم فى حالة شن هجوم عسكرى إسرائيلى على إيران بسبب برنامجها النووى.

وقال المعهد فى التقرير الذى كتبه مايكل أيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية بالمركز البحثى، إنه على الرغم من أن أى هجوم إسرائيلى على المنشآت النووية الإسرائيلية ليس مؤكدا، إلا أن العواقب المحتملة لحدوث هذا واضحة بالنسبة للولايات المتحدة، لأن هذا التطور سيشكل تحديات رئيسية من ناحية إدارة الأزمات، وربما يوفر فرصة لتعزيز مصالح واشنطنن وفقا لما جاء بالتقرير.

وأشار التقرير إلى أن أهم هذه التحديات هو الحد من تصعيد الموقف بتقييد حرية إيران فى التصرف، والتقليل من الأضرار التى ربما تحدث بسبب انتقامها، وإبعاد حزب الله ووكلاء إيرانيين آخرين عن الصراع.

فضلا عن ذلك، يتابع التقرير، فإن تحجيم الخيارات التصعيدية من جانب إيران فى الخليج ربما يمكن أمريكا من منع حدوث ارتفاع فى أسعار النفط يمتد لفترة طويلة، ومن ثم المساهمة فى الحفاظ على الدعم الدولى للجهود المبذولة لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.

ولتحقيق هذه الأهداف، يرى المعهد الأمريكى أن واشنطن ستحتاج إلى اتخاذ عدد من الخطوات سواء قبل القيام بهجوم أو بعده مباشرة، ويجب أيضاً أن تكون مستعدة للرد بسرعة على الحسابات الخاطئة، سواء من قِبلها أو من قبل أصدقاء وخصوم، فضلاً عن غيرها من التبعات غير المقصودة التى قد تُعقِّد من الجهود الدبلوماسية عقب الهجوم.

ويوضح معهد واشنطن أن إدارة أوباما تواجه تحديا إضافيا يتمثل فى الإعداد لحدث تحاول الإدارة بوضوح تجنبه دون أن تظهر إما "متواطئة" فى الأعمال الإسرائيلية، وفقا لما قاله رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى، أو قد تبدو غير راغبة فى دعم حليف وثيق، وهى إسرائيل، فى وقت الشدة. وفى أعقاب الهجوم ستحتاج واشنطن إلى كبح غضبها من الحكومة الإسرائيلية وقصره على مهمة إدارة الأزمة بطريقة تعزز من المصالح الأمريكية وتقوى مكانة الولايات المتحدة فى نظر شركائها الإقليميين.

من ناحية أخرى، نصح التقرير المسئولين الأمريكيين بالقيام ببعض الخطوات قبل وقوع أى هجوم على إيران من أجل تقييد حرية نظامها الحاكم فى شن عمل عسكرى والحد من قدراته. وقال إنه على الرغم من محدودية قدرة واشنطن على التأثير على حسابات طهرات، إلا أن بإمكانها أن تبلغها بصورة هادئة بأنه فى أعقاب الاستفزازات الأخيرة، التى تشمل مؤامرات لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن فى العام الماضى وموظفى السفارة الأمريكية فى أذربيجان فى وقت سابق من هذا العام، وكلاهما مرتبط بطهران، فإن الولايات المتحدة سوف ترد على الهجمات المستقبلية التى تنفذها إيران أو وكلاؤها على مصالحها بطريقة قوية. وينبغى أن تكرر واشنطن هذه الرسالة الآن حتى إذا تم نقلها فى الماضى.

كما دعا التقرير إلى تكثيف المراقبة على عملاء الاستخبارات الإيرانيين، سواء المشتبه بهم أو المؤكدين، ممن يعملون خارج إيران وإظهار ذلك التدقيق البالغ بصورة واضحة إلى طهران. وويوضح الكاتب الهدف من هذا قائلا إنه لو كان النظام يعلم أن وكلاءه يخضعون للمراقبة، فقد يكون أقل استعداداً لاستخدامهم للقيام بأعمال انتقامية.

وفى أعقاب وقوع هجوم إسرائيلى مباشر ينبغى على واشنطن أن تأخذ بهذا النهج كخطوة أخرى إلى الأمام وتضغط على الحكومات الحليفة للإعلان بأن العملاء الإيرانيين هم أشخاص غير مرغوب فيهم.

وأوصى التقرير كذلك بالحفاظ على وجود أمريكى بحرى وجوى قوى فى الخليج للحد من الخيارات العسكرية أمام إيران عقب وقوع الهجوم، مشيرا إلى ضرورة تغيير مواقع حاملتى الطائرات التابعتين لها فى الخليج العربى ونقلهما إلى خليج عمان، حيث ستكونان أقل عرضة لهجوم إيرانى مفاجئ وفى وضعية أفضل لشن حملة "من الخارج إلى الداخل" لاستعادة حرية الملاحة فى مضيق هرمز.

كما ينبغى على واشنطن إقناع حلفاءها وشركائها، خاصة أولئك الذين يعتمدون على نفط الخليج، بتحذير طهران من مغبة عرقلة شحنات النفط، وأن يذكّروا طهران بأن خسارتها للحرب مع العراق ترجع فى المقام الأول إلى اتخاذها العديد من الإجراءات التى صرفت المجتمع الدولى عنها. كما يجب أن يكونوا مستعدين للإفراج عن كميات كبيرة من النفط من احتياطياتهم الاستراتيجية للحد من الارتفاع المحتمل فى أسعار النفط.

ويجب على واشنطن أن تعمل على ردع طهران عن الخروج أو الانسحاب من "معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، وأن تذكر النظام فيها بأن المجتمع الدولى قد اكتشف جهودها السابقة لبناء منشآت تخصيب سرية، وأنها سوف تواجه عقوبات أشد لو فعلت ذلك مرة أخرى، وأن الانسحاب من المعاهدة ليس خياراً قانونياً فى ضوء انتهاكها المحتمل لالتزاماتها المنصوص عليها فى المعاهدة.

وخلص التقرير فى النهاية إلى القول بأنه نظراً لأن أى هجوم عسكرى إسرائيلى على إيران سيكون خطوة محفوفة بالمخاطر مع وجود احتمالات كبيرة للتصعيد، فإن تسوية الأزمة النووية دبلوماسياً يُعد الحل الأفضل إلى درجة كبيرة. إلا أنه حتى مع استمرار واشنطن فى تحذير إسرائيل من خطورة تلك الخطوة، فمن المستحسن اتخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الآثار السلبية لذلك الهجوم، والحيلولة دون حدوث المزيد من التصعيد، وإعاقة جهود إيران لإعادة بناء برنامجها النووى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة