زعمت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية إن المجموعة الهائلة من المتطرفين فى سيناء المزودين بأسلحة ثقيلة قادمة من ليبيا والسودان يتفوقون على الجيش المصرى من حيث عدد العتاد. وأضافت أن عمليات الجيش التى تسعى إلى الحد من تنامى المتشددين فى شبه الجزيرة المضطربة، والتى بدأت بعد هجوم أسفر عن مقتل 16 جنديا مصريا فى أغسطس الماضى، لم تحقق سوى مكاسب ملموسة قلية، فى الوقت الذى يبدو أن الجماعات المتطرفة قد زادت جرأة.
وزعمت نقلها عن عضو فى حركة السلفية الجهادية فى شمال سيناء يدعى عبد الرحمن قوله إن الجيش لا يستطيع أن يحاربهم لسببين، لأن جماعته مثل ست جماعات أخرى على الأقل موجودة فى المنطقة، تريد أن تفرض الشريعة الإسلامية، وأن تحارب إسرائيل.
ويضيف عبد الرحمن قائلا: "أولا عقيدتنا الإسلامية تنتشر ولا يمكن تدمير العقيدة، وثانيا أن انتشار الأسلحة يعنى أنه لا يمكن التمييز بين الجهادى والمواطن العادى، فهناك أسلحة فى كل مكان".
وتشير "جلوبال بوست" إلى أن شمال سيناء طالما كانت ممراً للأسلحة المتجهة إلى قطاع غزة، كما أن العديد من البدو وعددهم حوالى 170 ألف يسلحون أنفسهم ضد الدولة المصرية التى يرونها قمعية وتمييزية. وقد تم استغلال الفراغ الأمنى فى أعقاب ثورة يناير، وقام المتطرفون من جميع أنحاء البلاد بجمع الأسلحة وتقوية أنفسهم.
وتقول الصحيفة الأمريكية أن من تحدث إليهم، سواء من مهربى الأسلحة أو مسئول المخابرات المصرية، قالوا إن هناك على الأقل ألف مقاتل فى سيناء يمتلكون كل شىء، بدءاً من الأسلحة الآلية إلى الصواريخ المضادة للدبابات والخارقة للدروع، والتى تطلق من الكتف، إلى جانب المدافع المضادة للطائرات التى تم نهبها من ترسانة الأسلحة الليبية. والكثير من هذه الأسلحة تم استخدامه فى هجمات ضد إسرائيل أو القوات الأمنية المصرية.
ويقول مسئول المخابرات المصرى، الذى رفض الكشف عن هويته، إن المسلحين ليسوا أفضل من الجيش، لكنهم مجهزون جيدا بما يكفى لإبداء مقاومة فعالة.
وفى إحدى الهجمات استخدم المسلحون مدفع رشاش سوفيتى الصنع من عيار 14.5 ملم لضرب طائرة هليكوبتر آباتشى تابعة للجيش، مما اضطرها للتراجع، وقد أكد الجيش هذا فى وقت لاحق.
ويقول المسئول الاستخباراتى إن التضاريس أيضا صعبة، فالجغرافيا فى شمال سيناء هى مزيج من الجبال العالية والسهول الساحلية، والتى تجعل الجيش غير قادر على استخدام قدراته بشكل كامل.
من ناحية أخرى، يقول سكان شمال سيناء إن ضعف الاستخبارات العسكرية فى المنطقة تعرقل العمليات. ويقول الشيخ عبد القادر الذى يعيش بالقرب من منطقة شهدت هجوما عنيفا فى 16 سبتمبر أدى إلى تراجع الجيش، إن القوات المصرية فى حاجة إلى التوقف عن تنفيذ غارات واعتقال الأشخاص الخطأ.
وزعمت الصحيفة أن بعض البدو يتعاونون مع المتطرفين، وينضمون إلى صفوفهم، إلا أن الأغلبية المسلحين يأتون من الدلتا وقطاع غزة. وأحضروا معهم شبكات وتكتيكات جديدة تعمل فى بعض الأحيان خارج البنية التحتية الإجرامية التقليدية فى سيناء. ويقول عبد القادر إن من قتلوا فى غارة 16 سبتمبر كانوا غرباء لم يكن أحد يعرفهم.
وتقول جلوبال بوست إن الجيش لا يحصل على مساعدة كبيرة من البدو الذين يتم معاملتهم كمواطنين درجة ثانية منذ سنوات.. وكما يقول الشيخ عبد القادر فإن الجيش لن يفوز إلا عندما يكسب عقول وقلوب السكان المحللين "نحن نريد جيشا يفهم دوره، فهو مواطن وأنا مواطن وبيننا القانون، وبعدها سنساعدهم".
صحيفة أمريكية تزعم: المتطرفون يتفوقون على الجيش بسيناء فى العدد والسلاح.. ومسئول بالمخابرات المصرية: المسلحون مجهزون جيداً بما يكفى لإبداء مقاومة فعالة.. وصعوبة تضاريس المنطقة تحد من قدرة الجيش
الثلاثاء، 02 أكتوبر 2012 03:05 م