ممكن تعتبره "فش خلق".. وممكن تقول: "قلة حيلة".. مع إن السياسة لا تعرف "قلة الحيلة" ولا "فش الخلق".. القلب الشايل ليس من أخلاق السياسيين.
رغم بلاوى الإخوان.. اقتراح عمرو حمزاوى تدويل كتابة الدستور لا تصدر عن أستاذ علوم سياسية.. مجرد الدعوى كارثة.. كلام لا يقوله ليبرالى مثقف.. ولا يصّدق أن يتبناه متحضر حول معصمه "بريسلت" على طريقة الأوروبيين.. ليست زلة لسان.. إنما معيار فشل.
الذين قالوا إنهم "قوى مدنية" فشلوا.. مفترض أن يبصموا بالعشرة على هذا.. تكلموا كثيراً خلال إعادة الانتخابات الرئاسية.. فلسفوا دعمهم للإخوان ضد شفيق.. قالوا كلاماً لم نصدق أن ناساً فى قدرهم وليبراليتهم ونظرياتهم ممكن أن يصدقوا أنه سوف يحدث..
تبنوا منح الفرصة للإخوان.. قال بعضهم العفريت اه لكن شفيق لأ.. شفيق نظام سابق ولا فرصة جديدة للنظام السابق.
ظنوا الإخوان أسهل.. بعض الظن إثم.. قالوا: نجرب.. ثم أتى مرسى.. اكتشفوا أنهم كانوا مثاليين.. رومانسيين.. حالمين.
استأثر الإخوان بكل شىء.. صُدم الليبراليون.. اختفت تويتات علاء الأسوانى لتأييد مرسى.. غابت مقالات حمدى قنديل الذى ظهر على التليفزيون لدعم الإخوان.. بعد أن لعب به وبآخرين الإخوان.
تعشم الليبراليون والمدنيون وكثير من الائتلافات والحركات والحاجات والمحتاجات وأبوك السقا مات خيراً فى الجماعة.. وعدهم مكتب الإرشاد.. ولما ركب الإخوان.. انزلوا الليبراليين من على الحصان.
عاد الليبراليون لدوائر التحالفات المغلقة ضد الإخونة، ثم جاء حمزاوى ليطالب بتدويل كتابة الدستور.
"غيظ" أكثر من كونه اقتراحاً.. "فش خلق" كما يقول السوريون.. لو سيطر الليبراليون على التأسيسية ما كانوا يقبلون دعوة إخوانية لإشراك مؤسسات دولية، ومجتمع مدنى أجنبى فى كتابة دستور مصر.. حمزاوى نفسه استهجن دعوات أقباط المهجر بالتدخل الأمريكى لحماية المسيحيين.
القوى المدنية ليست فى حاجة إلى حكم أجنبى بينها وبين الإخوان على طريقة الأهلى والزمالك.. الدورى وقفوه.. الحل فى أن ينمى المدنيون والليبراليون والحركات والائتلافات والحاجات والمحتاجات قدرتهم على مواجهة الإخوان.
أخطأ حمزاوى كما أخطأ كثيرون.. وجهوا الرأى العام فى فترة الشك.. روجوا للإخوان نكاية فيما سموه النظام السابق.. قطعوا أنوفهم نكاية فى وجوههم.. فعل الإخوان كما فعل النظام السابق.. الحل فى تكتل المدنيين فى الشارع لا فى الفضائيات.
سياسة "فشل الغليل" لا تصلح فى السياسة.. الكلام الكتير والرومانسية المفرطة غير متعارف عليهما فى أمور الحكم.. أيضاً خرجنا من نقرة وقعنا فى دحديرة.
أزمات الساسة مثل الدكتور حمزاوى تصورهم حلولاً للمشاكل وفق "المفروض" وفق ما يتمنون من حلول، مع إن الأزمات يجب أن تدار وفق المعطيات.. ووفق "المتاح".
السياسة علم تحقيق "الممكن".. تأتى المصايب من تعامل الرومانسيين وفق الذى يجب أن يكون.. السياسة ليست أحلاما وردية.. ولا هى كثر كلام عن أساطير "شرقية".
السياسة لعب.. وكما رضى الذين مثل الدكتور حمزاوى بالوقوع فى "فخ" دعم الإخوان.. عليهم أن يسلموا بقواعد اللعبة.. وبحكم الإخوان.. وبشراك الإخوان.
بدلا من الاستقواء بالخارج عليهم الكف عن مزيد من الإعلانات والمؤتمرات والاجتماعات والتحالفات فى مواجهة الإخونة. عليهم العمل فعلاً لمواجهة الإخونة.
بينهم وبين أنفسهم يجب أن يعتذروا عن رومانسية طلبة الجامعات لا أساتذتها.. خير الخطائين التوابون.. لا يدخل الجنة من فى قلبه مثقال ذرة من كبر.. كما لن يدخلها غالبا من وعد واخلف.. ولا من تحدث.. وكذب.
ويل للمرءون.. قاتل الله الخراصين.. ما اسخم من سيدى إلا ستى.. وأحمد زى الحاج أحمد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
OMG
حمزاوي اخطأ ومن رجولته اصلح رأيه في زمن يندر ان يعترف السياسي بخطأه
اعجبني تحليلك شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بركات
القوى السياسه تبطل كلام على الفاضى ليلا نهارا على الفضائيات
عدد الردود 0
بواسطة:
noha
انا معاك فى كل اللى و لكن
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف الفقى
رائع رائع