تواجه حكومة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد انتقادات واسعة بسبب صمتها أمام التقلبات الحادة فى أسواق العملة، بعد أن هبط الريال الإيرانى لأدنى مستوياته التاريخية أمام الدولار فى السوق المفتوحة، هذا الصمت الذى يقابل هذه الأزمة من قبل الحكومة جعل كثيرا من الدوائر تنتقد أداء الحكومة فى التصدى لهذه الأزمة.
وكان من بين المنتقدين للحكومة حسين شريعتمدارى رئيس صحيفة كيهان الإيرانية ونائب المرشد الأعلى للشئون الصحافة، والذى انتقد الحكومة فى مقالته بالصحيفة، وانتقد صمت المسئولين الاقتصاديين فى البلاد، وقال إنهم وضعوا سوق العملة فى يد "مافيا معروفة"، إلا أنه لم يوضح ما هى تلك المافيا.
وكتبت مريم حاج نوروزى مسئولة القسم الاقتصادى بوكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، والمتعلقة بالحرس الثورى، أن الحكومة مازالت صامتة أمام أزمة العملة التى تمر بها البلاد، وتساءلت: هل السكوت هنا علامة الرضا؟ أم غموض ويأس أصيب به من هم على رأس صناعة القرار فى المجال الاقتصادى؟
وفى تقرير آخر لوكالة فارس اليوم الثلاثاء، انتقدت فيه الوكالة صمت أحمدى نجاد تحت عنوان "سيدى الرئيس! الدولار وصل لآلاف التومانات هل سينتهى ذلك؟ أشارت فيه الوكالة إلى أنه منذ عام قال نجاد إن الدولار لا يساوى 900 تومان، وتساءلت الوكالة: ماذا حدث الآن كى يصل الدولار إلى 3500 تومان، ولم نسمع صوت الحكومة؟
وأكد التقرير أن المرشد الأعلى أكد على ضرورة حل المشكلات الاقتصادية التى تضغط بشكل خاص على الطبقة الضعيفة فى المجتمع، وذكرت الوكالة أنه فى هذه الظروف يجب أن نسأل المسئولين الاقتصاديين والتنفيذيين، وعلى رأسهم نجاد، إلى أى حد تصل قيمة الدولار كى يجدوا حلا، ويخرجوا عن صمتهم أو وعودهم المتكررة؟
وقال محمد كشتى أراى، رئيس اتحاد بائعى الذهب لموقع خانه ملت المتعلق بالبرلمان الإيرانى، إنه تم إيقاف حركات بيع وشراء العملة اليوم فى الأسواق بسبب عدم تحديد أسعار الذهب المحلية والدولار. ووصل التداول بالدولار إلى 32 ألفاً و300 ريال فى السوق المفتوحة، مقابل حوالى 29 ألفاً و600 ريال، وفى الوقت نفسه تقول الحكومة إنها ستتصدى للمخالفين والمخلين بسوق العملة.
وفى نفس السياق، اعتبرت أمريكا العقوبات الدولية المفروضة على إيران هى التى تسببت فى هبوط قيمة الريال الإيرانى على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، مضيفة أن هذا الهبوط للعملة الإيرانية دليل على نجاح العقوبات القاسية التى فرضها المجتمع الدولى، بهدف إيقاف إيران برنامجها النووى الذى تقول إنه سلمى. ويؤكد المسئولون الإيرانيون أن البرنامج النووى لأغراض سلمية، ولن يتراجعوا قيد أنملة عنه.
انتقادات شديدة لحكومة نجاد بسبب صمتها على الأزمة الاقتصادية
الثلاثاء، 02 أكتوبر 2012 02:30 م