تطرح المعارضة الفنزويلية أكبر تحد انتخابى يواجهه هوجو تشافيز منذ انتخابه رئيسا أواخر 1998، وأعاد إحياءها هنريك كابريليس الذى ابتعد عن الأحزاب القديمة الملطخة بالفساد، ويسعى للفوز بالتصويت الشعبى المؤيد تقليديا للرئيس المنتهية ولايته.
وأكد رئيس معهد "داتاناليسيس" لاستطلاعات الرأى لويس فنسنت ليون قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأحد، "لم يسبق أن اتفقت المعارضة على مرشح أفضل من ذلك، قام كابريليس بحملة استثنائية اتسمت بقربه من الناس وعرض قوته".
وعلى الرغم من ترتيبه فى استطلاعات الرأى، خلف تشافيز الذى لا يزال يحتفظ بشعبيته، قلص الحاكم السابق لولاية ميراندا الغنية (شمال) والبالغ من العمر 40 عاماً، الفارق بحوالى 10 نقاط ويأمل فى ختام حملة ميدانية طويلة، أن يبنى رصيده على الاستياء المتراكم بعد 13 عاما من حكم تشافيز.
وتقول تيريسا البانيز، رئيسة اللجنة الانتخابية لائتلاف "طاولة الوحدة الديمقراطية"، الذى يضم ثلاثين حزبا معارضا، إنه تتوافر لكابريليس الذى يدعمه "هذه القدرة على التعاطى مع أكثر المشاكل التى تهم الناس، كالتعليم والصحة، وتتسم رسالته بالبساطة لكنه يقترح حلولا لذلك ينظر إليه على أنه قريب جدا من الحياة اليومية للفنزويليين".
ويؤكد محللون أن المعارضين لتشافيز باتوا فى موقع مؤات جدا، لكن الفضل فى ذلك لا يعود فقط إلى كابريليس المعروف بديناميكيته، فهذا الوضع المؤاتى نجم أيضا عن مجهود متواصل بذلته المعارضة حتى تتجنب أخطاء الماضى وتلمع صورتها لئلا يعاد تصنيفها مع الأحزاب التقليدية القديمة التى أدى نبذها إلى انتخاب هوجو تشافيز فى ديسمبر 1998.
وقالت المؤرخة مارجاريتا لوبيز مايا، إن أعضاء ائتلاف "طاولة الوحدة الديمقراطية" الذى تأسس فى 2008 "يدركون أن ثمة مرشحين من أحزاب قديمة تثير استياء عارما".
وهى تشير بذلك إلى حزبى العمل الديمقراطى وكوبيى اللذين توليا بالتناوب قيادة البلاد طوال أربعة عقود، وباتا فى عداد أحزاب "طاولة الوحدة الديمقراطية". وينحدر كابريليس العضو فى حزب "بريميرو جوستيسيا" (اشتراكى ديمقراطى) من جيل جديد من السياسيين "مارسوا العمل السياسى فى ظل حكم تشافيز" ويستفيد من الشرعية التى اكتسبها من خلال فوزه الكبير بالانتخابات التمهيدية التى نظمها ائتلاف "طاولة الوحدة الديمقراطية" مطلع السنة، كما تقول لوبيز مايا، ففى 12 فبراير، نظمت المعارضة الفنزويلية للمرة الأولى انتخابات تمهيدية مفتوحة لاختيار مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية.
وأدت تلك الانتخابات الناجحة - ثلاثة ملايين شخص أى 16% من الهيئة الناخبة إلى فوز كابريليس (62%من الأصوات) أمام بابلو بيريز (29%) العضو فى العمل الديمقراطى، وقام قادة المعارضة أيضا بأول عملية نقد ذاتى تتعلق بدعم بعض القطاعات السياسية لمحاولة الانقلاب على تشافيز فى 2002 أو مقاطعة الانتخابات النيابية فى 2005 التى أمنت الأكثرية المطلقة للسلطة القائمة.
المعارضة الفنزويلية تطرح أكبر تحدٍ انتخابى لتشافيز منذ 1998
الثلاثاء، 02 أكتوبر 2012 02:15 م