يبدو أن اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان واللواء طه محمد السيد محافظ مطروح أقوى من الرئيس السابق حسنى مبارك ونظامه البائد، الذى سقط خلال ثمانية عشر يوماً لا أكثر، فالرجلان منذ حركة المحافظين الأخيرة التى تمت فى الرابع من سبتمبر الماضى، وبالرغم من كمية الاحتجاجات والتظاهرات التى اجتاحت المحافظتين للمطالبة بإقالتهما، وآخرها ما فعله أبناء مطروح اليوم أثناء وجود الرئيس مرسى، مازالا يحتفظان بمنصبيهما وكأن شيئاً لم يحدث.
ومن وقت لآخر يطالعنا الدكتور أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية بتصريحات يؤكد خلالها عدم إجراء أى تغييرات فى المحافظين، وكأنه يتحدى جميع من يطالبون برحيل محافظيهم، وبالأمس القريب كتب مواطن أسوانى على سيارة اللواء مصطفى السيد "ارحل.. ارحل"، مستخدماً "الأسبراى الأحمر".
ولا تزال صورة أهالى زرزارة ببورسعيد ماثلة أمام أعيننا، هؤلاء المواطنون الذين أجبروا المحافظ أكثر من مرة على استخدام الباب الخلفى للديوان العام دخولاً وخروجاً، خوفاً من مواجهة الغاضبين بسبب سوء الخدمات وعدم توافرها من خبز ومياه وصرف صحى وتعليم وغيرها الأمثلة كثيرة.
تظاهرات إقالة المحافظين التى جابت مصر من أقصاها إلى أقصاها طالبت بتطهير الدولة من الفساد وقياداته ومحاكمتهم، وأن تكون القيادات الجديدة من الشباب باعتبار أن الثورة أصلاً وفى المقام الأول قامت على دمائهم وكانوا وقودها، ووجود الشباب فى مناصب قيادية ربما يحفز ويزيد من وجود رؤى مستقبلية وتفصيلية لتنمية محافظات مصر وتوظيف مواردها.
لم تكن تلك المظاهرات فى مرسى مطروح وأسوان وحديهما، لكنه الحال أيضاً فى الإسماعيلية والبحر الأحمر والقليوبية وبور سعيد وغيرها من محافظات مصر المطحونة.. وام تكن اعتراضات القوى السياسية ضد محافظى الرئيس مرسى ورئيس حكومته هشام قنديل اعتباطية، بل جاءت منطقية ومدفوعة بالأدلة والبراهين، فلا خدمات ولا أمن ولا تنمية ولا فرص عمل، بل انفلات أمنى وبلطجة وبطالة وتخبط سياسى.
فى العاشر من شهر سبتمبر الماضى، أى بعد نحو أسبوع واحد فقط من حركة المحافظين والإبقاء على مصطفى السيد محافظاً لأسوان، وقَّع 20 من القوى السياسية والحزبية بأسوان بياناً يطالب بإقالته، أكدوا خلاله أن بقاءه كان مفاجئًا لجميع القوى السياسية، نظراً لعدم تحقيقه لإنجاز يذكر، بالإضافة إلى مشاكل المحافظة التى لم يستطع التعامل معها ولم تكن لديه المقدرة على حلها.
نفس الأمر ويزيد لمسناه فى مطروح.. مظاهرات جابت أطراف المحافظة ونواحيها، طالبت بإقالة اللواء طه محمد السيد بسبب تردى الخدمات والعملية التعليمية.. وشملت المظاهرات كل الفئات من الطلبة وشباب الحركات السياسية والعمال والموظفين.. لدرجة أن طلاب المدرسة الثانوية العسكرية نظموا مسيرة حاشدة للمطالبة بإقالة المحافظ، وبالرغم من هتافهم: "ياللى بتسأل إيه الموضوع.. صوت الطالب مش مسموع" إلا أنه "لا حياة لمن تنادى".
من يدقق فى الشد والجذب بين المواطنين ومحافظيهم سيجد أن سياسة مبارك ورجاله ما زالت سائدة بكل حذافيرها، فكل محافظ غضب عليه الشعب استطاع استقطاب عدد كبير حوله من أجل تشتيت الرأى العام، وتكوين قاعدة جماهيرية يحسب أنها تؤازره حتى وإن اعتدت على الرافضين لوجوده.. كما حدث فى أسوان.. ففى إحدى التظاهرات الرافضة لبقاء المحافظ حاول أحد المؤيدين له الاعتداء على المشاركين فى المسيرة.. نفس النهج ونفس سياسة رجال مبارك.. فما هو السبب من وجهة نظركم؟.. هل حباً فى سيادته أم نظراً لإنجازات العظيمة التى لن ينساها التاريخ؟ أم أن "نخنوخ" ورجاله و"نخانيخ" آخرين يستطيعون فى أى لحظة أن يقطعوا لسان من يقول "لا"؟.. ونبقى نحن فى نفس الدائرة المفرغة نرفض وندين ونشجب ويكون الرد علينا بالطبطبة أحياناً.. أو التجاهل أحايين أخرى.
سياسة مبارك ما زالت حاضرة بكل "غباوتها" أو لنقل "إداراتها الغبية للأمور"، فمثلاً الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ارتضيا وتبنيا التجاهل التام لمشاكل محافظات من المعروف أنها محافظات حدودية.. وطبق رؤوس الدولة مبدأ "ودن من طين وودن من عجين" وبلغة الشباب "نفضوا" لكل مشاكل الشعب "مين عارف بكره الناس تنسى وتتلهى فى حاجة تانية"، فما أكثر المشاكل.. الانفلات موجود، السرقة وبالإكراه كمان، وعن البطالة فالشباب "مالى" الشوارع.. أما عن الصحفيين اللى زيى فبيتكلموا ولا حد سامعهم.
السؤال الأخير للدكتور مرسى والدكتور قنديل: ممكن تفهمونا أسباب الإبقاء على من طالب الشعب بإقالته؟ الشعب الذى أتى بكم للحكم.. أم أنها دواع أمنية؟.. ولا سياسات حزبية؟.. ولا تربيطات انتخابية؟.. ولا سياسات فلولية مباركية وخلاص؟
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حسين أخمد
هنا السودان
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد طارق وهبة
العقدة اسمها الشعب يريد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى
للأسف
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
نبوات عن مصر من العهد القديم ...هل تتحقق الان
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز رجب الشهيناب
كنت المهدي!!!لما انقلب مبارك