بداية لا يتمنى أحد فى مصر كلها لرئيس مصرى الفشل وإلا كان خائنا لبلاده فكل من يسعى لنهضة مصر ينبغى أن ينال التكريم والدعم ولكننا اليوم وجدنا شيئا غريبا.
وجدنا الناس ثلاثة أقسام :
قسم يجعل كل ما يفعله الرئيس محمد مرسى إنجازا عظيما ولا يفرق بين واجبات الوظيفة والإنجاز بل البعض يبالغ فى التبرير لكل شىء.
قسم ثان لا يرى للرئيس محمد مرسى أى إنجاز ويغمض عينيه عن كل خير للرجل.
والقسمان بالطبع مخطئان.
وقسم ثالث حائر بين القسمين يتساءل عن المستقبل ؟؟؟؟
ولكى نخرج من هذه المشكلة علينا التركيز على مطالب يناير (عيش – حرية – عدالة اجتماعية).
فالقسم الأول الذى يعدد كل إنجاز تناسى شيئا مهما وهو أن أول المطالب كان ( عيش ) وهو ما يعانى منه الفقراء اليوم، ولكن الحكومة اتجهت لأفكار جميلة لا يظهر لها أثر إلا بعد حين مع أن الناس لن يصبروا كثيرا فى الوقت الذى انشغلت فيه جماعة الإخوان وحزبها السياسى عن العمل من أجل تحقيق العيش، وتفرغت للمعارك الفكرية وتشويه المعارضين بالحق أو بالباطل وهو ما كانت تفعله المعارضة مع الإخوان من قبل.
والقسم الثانى يمنى نفسه بالحكم ويجد أن إنكار كل خير للرجل وسيلة رائعة للقضاء عليه سياسيا مع أن هذا القسم لا يقدم البديل ولا الحلول لهذه المشكلات. واكتفى بالنقد ولو كان فى نفس المكان لما تحرك خطوة لأن الجميع (إخوان ومعارضة) لم يكن يحلم يوما فى وصوله للحكم فلا يدعى أحد أن لديه حلولا جاهزة لمشكلات مصر ولا يدعى أحد أن لديه خبرة إدارة الدولة، فمن أين تعلمها ومتى ؟؟؟؟
واليوم نعيش هذه الحياة المرتبكة والتى شارك فى صنعها الجميع، حيث المعارضة ببخلها على مصر بكفاءاتها وتركها الحمل لمرسى والإخوان، والجماعة شاركت بالمبالغة فى الوعود وتعظيم الذات وباستغنائها عن حلفاء الأمس وغرورها بل فقدت حليفين مقربين (حزب النور والجماعة الإسلامية) كما خسرت القوى الثورية ولم تسع لجمع الشمل والتوحد خلف شعار واحد (مصر للمصريين) وما حدث بالتحرير 12 /10 2012 يدمر هذا الشعار.
ولكى نعيد بناء مصر فعلى الجميع جهد كبير ولكن الجهد الأكبر يقع على عاتق الرئيس والجماعة ومن ذلك :
1- الاهتمام العاجل بالفقراء ومعدومى الدخل وإصدار قوانين عاجلة تمنع ولا تردع فقط المتاجرين بالغاز والخبز وإعلان الأحكام يوميا فى كل الصحف على أن تتناسب مع عظم الجريمة. فإننا نسمع يوميا عن ضبط سلع وغاز مهربة ولم نسمع عن عقاب لأحد.
2- البعد عن خلافات ومناقشات النخبة والتركيز على الأفكار المبدعة القابلة للتنفيذ على أن تكون الأولوية للأفكار ذات البعد الاجتماعى والاقتصادى والتى لا تكون عبئا على موازنة الدولة.
3- عمل مؤتمرات ضخمة تضم معظم خبراء مصر والوصول لمشاريع مصرية خالصة لحل المشكلات العاجلة والتخطيط للمستقبل بحيث يصبح لدينا طريقا واضحا يستكمله الآخرون.
4- ألا تعتبر الجماعة إدارة الدولة كإدارة الجماعة فشتان بين من يصدر أمرا لأعوانه وبين من يدير دولة. فالجماعة تعرف التنافس مع الآخر ولكن الدولة لا تعرف إلا المشاركة المساواة والعدل بين الجميع.
5- التوقف عن خطاب الآخر بأنه أقل تدينا وأقل حبا للشريعة بل العمل على نشر الحب بين كل المصريين دون استفزاز من فريق لآخر.
6- أن تلجأ المعارضة للنقد الموضوعى الهادف القائم على تقديم الحلول والبدائل حتى لا تتحول إلى معارضة كارتونية تشبه معارضة مبارك.
7- إجراء مسابقات بين الشباب لتقديم الأفكار المبدعة القابلة للتحقيق على أرض الواقع فلا يترك التفكير فى الحلول على عاتق الحكومة فقط.
وفى النهاية علينا أن ندرك أن مصر محفوظة بحفظ الله لها وأن رسالة التاريخ لكل حاكم مصرى هى: من ارتفع لعظمة الشعب المصرى خلده التاريخ ومن أراد أن ينزل بالشعب لمستواه فمصيره مزبلة التاريخ.
شعبان سيد مرعى يكتب: الناس ثلاثة.. عاشق ورافض وحائر
الجمعة، 19 أكتوبر 2012 06:09 م
مظاهرات بالتحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صـفـوت صـالـح الـكـاشف / الـقــــــاهـرة
/////// إنها حقـــ***ـــــا ثورة لذيذة جدا ///////