"اليوم السابع" تحاور الشاب السعودى عمار الشهير بـ"قاهر المستحيل": فى أمريكا تعلمت فى المدارس العادية وفى بلدى اقترحوا انضمامى لمدارس المتخلفين عقلياً.. والتحدى الأهم أمام المعاق الاختيار أو الانهيار

الجمعة، 19 أكتوبر 2012 06:21 م
"اليوم السابع" تحاور الشاب السعودى عمار الشهير بـ"قاهر المستحيل": فى أمريكا تعلمت فى المدارس العادية وفى بلدى اقترحوا انضمامى لمدارس المتخلفين عقلياً.. والتحدى الأهم أمام المعاق الاختيار أو الانهيار قاهر المستحيل
مسقط - محمد سعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمار بوقس، شاب سعودى يحمل لقب قاهر المستحيل، فهو إلهام ورمز للصمود، فرغم أن الأطباء توقعوا ألا يعيش أكثر من سنتين بعد ولادته بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1986، لأنه مصاب بمرض نادر جداً يصيب واحداً من بين 30 مليون شخص، ويسبب هذا المرض شللا كليا فى جميع أنحاء الجسم ماعدا العينين واللسان، إلا أن الله أمد فى عمره.

عمار استطاع أن يصنع النجاح واستطاع أيضاً التأكيد بأن الإرادة يمكن امتلاكها والإمساك بزمامها متى عزم الشخص أياً كان سواء كان سليماً أو معاقاً.. يمكن تحقيق الهدف مهما كان بعيداً أو مستحيلاً، وبإرادة الله وإيمان والديه استطاع عمار أن يثبت كفاءته وقدرته على تحدى الإعاقة فلم تمنعه إعاقة جسده من تحقيق طموحاته والتخرج من الجامعة مع مرتبة الشرف الأولى وعمله كصحفى رياضى وممارسة حياته الطبيعية كأى شخص لا يشكو أى إعاقة، بل وتكريمه وتعيينه معيداً فى جامعة دبى، وحصوله على الماجستير والدكتوراه.. وإصدار كتابه الأول "قاهر المستحيل".

"اليوم السابع" التقت عمار أثناء تواجده فى سلطنة عمان أثناء مشاركته فى دورة "تمكين 4" لذوى الاحتياجات الخاصة، وأجرت معه هذا الحوار.

من هو قاهر المستحيل؟
عمار هيثم بن هيثم بن عبد الله بوقس الملقب بـ"قاهر المستحيل"، وُلدت فى الولايات المتحدة مصابا بشلل كلى، ثم أكملت دراستى وحصلت على الثانوية بنسبة 96%، حفظت القرآن كاملاً فى عامين عندما أكملت الـ 13 عاماً، ودرست فى كلية الإعلام جامعة الملك عبد العزيز بجدة وتخرجت منها حاصلاً على المرتبة الأولى على مستوى الجامعة بأكملها، وعملت صحفيا رياضيا فى عدة صحف سعودية، وأقوم الآن بإعداد برنامج بعنوان "صوت الإرادة" على محطات فضائية عدة، وكتبت قصتى مع المرض فى كتاب عنوانه "قاهر المستحيل".

واجهت العديد من الصعاب فما أكثرها تأثيرا عليك؟
يجيب عمار بابتسامة قائلا: واجهت العديد من الصعاب والعراقيل والغريب فى الأمر أثناء دراستى فى أمريكا، عشت إنساناً طبيعياً، وبدأتُ دراستى فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصف الثالث فى مدارس عادية، غير مخصّصة للمعاقين، وبمجرد وصولى إلى وطنى، لم تقبلنى أى مدرسة، بل على العكس، اقترحوا انضمامى إلى مدارس المتخلفين عقلياً، لكننى أكملت بعدها تعليمى بنظام الانتساب، بالإضافة إلى نظرة الناس لى فى البداية وتململ بلادى منى، وعدم رعايتها لموهبتى.. وفى إحدى سنوات دراستى طردنى موظف مكتب مدير جامعة الملك عبد العزيز.. وصدمتى الأكبر كانت من أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة، الذين توقّعت منهم العون والمساعدة.. ولكنهم استهانوا بى، ووجهوا لى عبارات كانت محطمة لحلمى، إلا أننى استهنت بهم وقويت عزيمتى.. وبعد المواجهة والصبر بدأت الأمور تسير فى مجراها الطبيعى.. فكنت من أوائل المتفوقين فى المدرسة، والأول على الدفعة فى الجامعة.. وعملت صحفياً رياضياً، ومعد ومقدم برامج وعُرضت على أكثر من 13 قناة تلفزيونية العمل معها.

وكانت سعادتى كبيرة برعاية ولى عهد دبى، الشيخ "حمدان بن راشد آل مكتوم، الذى عاملنى على أننى قدوةً ومثالاً حيًا للشاب العربى الطموح"، وحقق بعدها الشيخ حلمى بأن أكملت دراستى الجامعية فى كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية فى دبى، كما اختارنى الأمير "سلطان بن عبد العزيز" لإلقاء كلمة فى المؤتمر الدولى الثالث للإعاقة بالرياض، وشاركت فى العديد من المؤتمرات والمناسبات كدورة تمكين 4 هنا فى مسقط.. وأيضا اليوم العالمى للإعاقة بجمعية الأطفال المعاقين بجدّة.

وما الأعاقة الحقيقية من وجهة نظر عمار؟
نفتقد فى المجتمعات العربية والخليجية ثقافة التوعية وفن التعبير عنها، ولبيان أن الإعاقة الحقيقية مرتبطة بالعقل فقط، وليست بالجسم، نحن نمتلك مواد مادية وعلمية ومعنوية، لكننا لا نستثمرها فى توفير موارد التوعية، فمجتمعنا لا يزال متأخراً فى تعزيز ثقافة التعامل مع المعاق، وتجاوز مرحلة اعتباره عبئاً، بل مخزونا بشرياً ومكسباً وطنياً، يحتاج إلى منظومة محيطة محفزة، كباقى الأشخاص الأصحاء جسدياً، لتمكينه من الإبداع والإنتاج.

كيف تتعامل مع الآخرين.. وماذا عن علاقتك بالجمعيات؟
ليس لى علاقة بأية جمعية خاصة، فأنا أتعامل مع الجميع وأتعامل مع الناس بشكل طبيعى بمساعدة والدى الذين قدما لى كل شىء وأحمد الله على هذا القدر وأنا أتأقلم مع المجتمع بالرغم من الصعوبات التى أجدها فى التعامل مع الناس.. لكن ليس كل الناس متشابهين وهم ليسوا على درجة واحدة.. وأتقبل نظرة الأطفال بكل رحابة صدر عندما يروننى بحالتى الصحية هذه.. لكن المصيبة أن ترى نظرة رجل مثقف ومتعلم تعليماً عالياً وينظر إليك نظرة مختلفة فهذه هى المصيبة.

وفى الجامعة أتعامل مع الجميع بشكل طبيعى والكثير يتعامل معى بنفس الشكل كما أننى أمارس دورى فى الحياة بشكل طبيعى وأؤدى دودى بشكل كامل والحمد لله.

ولماذا اخترت مجال الإعلام؟
دخلت الإعلام وأصررت عليه لسبب رئيسى وهو أن معظم ذوى الاحتياجات الخاصة يدخلون أقسام اللغة العربية والإسلامية، وكنت أريد أن أفعل شيئا جديداَ ومختلفاً وأثبت للعالم أن المعاق يمكن أن ينجح فى مجال الإعلام والحمد لله تخرجت بتقدير ممتاز.. وأنا لم أدرس من أجل الوظيفة فأنا عندى مداخل كثيرة فى الإعلام يستطيع المعاق فى مثل حالتى الدخول فيها، وأنا أجيد الكتابة الصحفية وخاصة الرياضية ومقالاتى حيادية فأنا أفرق بين ميولى وبين الكتابة بشكل حيادى.. وأحب الرياضة وأشجع النادى الأهلى وأتابع مبارياته فى الملعب والتلفزيون، وأنا عضو شرف فيه ومعى بطاقة عضوية.

عمار لو عاد بك الزمن للوراء ماذا تقول للأطباء الذين قالوا إنك لن تعيش طويلاً؟
أقول لا يعلم الغيب إلا الله.. وإنجازات عمار ونجاحاته هى أكبر رد على هذا السؤال وعلى من شككوا فى إمكانيات عمار، والآن عمار كبر ودرس وتخرج وتزوج وعنده طفل اسمه يوسف وقصة نجاحى والحمد لله حققت صدى كبيراً وعرفها الناس.

ما هدف عمار الحالى؟
أسعى حالياً لاستكمال الدراسات العليا والحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية.. فالهدف الذى أسعى إليه هو تصحيح نظرة المجتمع السلبية لذوى الاحتياجات الخاصة.. فالدنيا مليئة بالتحديات، وأنت لك القرار (أما أن تختار أو تنهار).. الإعاقة انطلاقة والإعاقة نقطة بداية، وإن نطقت وقلت أنا هنا فثق تماما بأنك هنا.

وكيف نتعرف أكثر على عمار وقصة حياته؟
تجدون على اليوتيوب "فيلم عمار" للمخرج السعودى الشاب "بدر الحمود"، وأيضا كتبت قصة حياتى مؤخراً فى كتاب بعنوان (قاهر المستحيل) الذى تم تدشينه فى جده مؤخرا بحفل كبير بحضور صاحب السمو الملكى الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب، وتحت رعاية صاحب السمو الملكى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، يتناول الكتاب صفحات من قصتى وكفاحى ونضالى فى تحدى كبرى الصعاب وحياتى التى ملئت بالصعوبات والتحديات القاهرة، ولكن قهرتها أولا بتوفيق الله ثم بإرادة وعزيمة لا تعرف التراجع عن متابعة المسيرة قدما لتحقيق الطموحات.. وهنا أتذكر أننى بعد كتابة 60 صفحة من هذا الكتاب لم أقتنع بكتابتى فقمت بحذفها وإعادة الكتابة من جديد.
































مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الله يحفظه

الله يحفظه ويكرمه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الله يوفقه

عدد الردود 0

بواسطة:

ئشن

هذا أعجاز من الله عز وجل .. وفى أنفسكم افلا تبصرون !!

عدد الردود 0

بواسطة:

بالتوفيق

احنا دايما بيحصل معنا كده

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم محمد صبحى

بارك اللة فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

ام عبد الرحمن - الغردقه

كل التحية لأسرة عمار

شخص رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

بالتوفيق يا عمار

عدد الردود 0

بواسطة:

كيفان

ارادة..

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

ربنا يعينك و يشفيك

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

ما شاء الله

ربنا يوفقك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة