"كما تدين تدان"، تلك العبارة تنطبق على الجماهير الإنجليزية التى تعيش حالياً تحت واقع الصدمة، عقب الأحداث المؤسفة التى شهدتها المباراة التى جمعت بين منتخبى صربيا وإنجلترا، بمدينة "كروسيفاتش" الواقعة بجنوب صربيا، فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية للشباب تحت 21 عاماً، والتى انتهت بفوز منتخب الأسود الثلاثة بهدف نظيف.
وكانت الجماهير الصربية، قد أطلقت هتافات عنصرية، ضد لاعب المنتخب الإنجليزى "دانى روز"، صاحب البشرة السمراء، كما قامت بإطلاق أصوات القرود تجاه اللاعب، مما أدى إلى اندلاع مشاجرة عنيفة بين الأجهزة الفنية واللاعبين لكلا المنتخبين عقب نهاية المباراة، تبادل خلالها الثنائى اللكمات والركلات، بعدما قام "دانى روز"، باستفزاز الجماهير الصربية رداً على هتافاتها العنصرية.
فى ذات الصدد، قرر الاتحاد الإنجليزى التقدم بشكوى ضد نظيره الصربى، لدى الإتحاد الأوروبى لكرة القدم "اليويفا"، بسبب الهتافات العنصرية التى تسببت فى حالة غليان داخل الوسط الرياضى فى إنجلترا، سواء من الناحية الجماهيرية أو الإعلامية.
يمكن القول إن جماهير إنجلترا، تذوقت الآن مرارة الهتافات العنصرية، التى داومت على إطلاقها ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، خلال مباريات الدورى الإنجليزى "الممتاز"، ودورى الدرجة الأولى "الشامبيون شيب"، ومدى العواقب الوخيمة، والحالة النفسية السيئة التى تصيب اللاعبين الذين يتعرضون للهتافات العنصرية، وهى الظاهرة التى باتت متفشية فى الملاعب الإنجليزية على مدار الأعوام الأخيرة.
من أبرز حوادث العنصرية التى شهدتها ملاعب إنجلترا هذا العام، هى قيام جماهير ليفربول بإطلاق هتافات عدائية تحمل طابع العنصرية ضد توم أوديمى لاعب أولدهام أتلتيك، خلال مباراة التى جمعت بين الفريقين مطلع العام الجارى، ضمن مباريات الدور الثالث، فى بطولة كأس الاتحاد الإنجليزى، والتى انتهت بفوز ليفربول بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.
وبكى اللاعب خلال سير المباراة، بسبب هتافات جماهير ليفربول، التى تمثلت فى "أنت نذل أسود"، و"أنت سخيف"، وكاد أن يغادر ملعب "الأنفيلد"، حيث أقيمت المباراة غاضباً، لولا تدخل زملاءه، كذلك لاعبى ليفربول.
فى سبتمبر الماضى، شنت جماهير تشيلسى هجوماً عنيفاً عبر المنتديات الإلكترونية على لاعب الفريق النيجيرى أوبى ميكيل، تحمل طابع العنصرية، بعدما تسبب فى تعادل فريقه اللندنى أمام يوفنتوس الإيطالى بهدفين لكل منهما، فى المباراة التى جمعتهما بملعب "ستامفورد بريدج"، ضمن مباريات دور المجموعات، فى دورى أبطال أوروبا، الأمر الذى أثار استياء الإيطالى روبرتو دى ماتيو المدير الفنى للفريق، وأخيراً تعرض رباعى فريق بولتون، سورديل، وتشونج يونج، وودارين براتلى، وبينك أفوبى، لهتافات عنصرية من جانب جماهير ميللول، خلال المباراة التى جمعت بين الفريقين، ضمن مباريات الجولة العاشرة من منافسات دورى الدرجة الأولى "الشامبيون شيب"، والتى انتهت بفوز ميللول بهدفين مقابل هدف واحد، أوائل الشهر الحالى.
و امتدت حوادث العنصرية فى الملاعب الإنجليزية، إلى اللاعبين بين بعضهم البعض، ولعل أشهر هذه الحوادث، واقعة جون تيرى مدافع تشيلسى وأنطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز، والتى أحدثت صدى واسعاً فى وسائل الأعلام المحلية والعالمية، دفعت تيرى فى النهاية لإعلان اعتزاله اللعب دولياً، بعدما شارك فى 78 مباراة مع منتخب الأسود الثلاثة، كذلك واقعة الأوروجوايانى لويس سواريز مهاجم ليفربول مع الفرتسى باتريس إيفرا مدافع مانشستر يونايتد.
