لا يغيب عن الجميع، أن الرئيس مرسى، هو مرشح الجماعة، والتى ساندته بكل ما أوتيت من قوة، ولا زالت تقدم خدماتها، متطوعة لتقديم العون والمساندة، إلا أن الأمر اختلف بعد فترة، من توليه الرئاسة.
حيث شكلت فى بعض الأحيان أهمية كبيرة، كموقف الجماعة فى إظهار نتائج الفرز، من خلال دفاتر القضاة، كإجراء استباقى، منعاً لأى سيناريو يمكن أن يتم إخراجه من وراء الكواليس، وتبعه النزول إلى الميادين، كوسيلة ضغط قوية، لإتمام العملية الانتخابيةن وإظهار نتائجها، التى ظلت حبيسة الصناديق، فاحتبست معها الأنفاس.
أستطيع أن أتفهم المساندة الإيجابية من الجماعة، قبل وأثناء الحملة الانتخابية، حتى الفوز بالمنصب الرئاسى، وأتفهم استمرار المساندة، فى صراع الرئيس مع العسكرى، لاستخلاص صلاحياته، كرئيساً للبلاد، غير أننى لا أستطيع، أن أتفهم تدخلات أخرى، أضرت بالرئيس، ومدى استقلاليته عن عباءة الإخوان.
صارت مساندة الجماعة للرئيس، بوضعها الحالى تشكل خطراً عليه، بعدما كثرت التدخلات من قيادات الجماعة وأعضائها، فى أمور الرئاسة وإطلاق ماكينة التصريحات، نيابة عن الرئيس، وعن مؤسسة الرئاسة، برغم وجود متحدث رسمى للمؤسسة، وهو ما أوحى للجميع، تدخلاً سافراً غير مرغوب فيه، أضر بالطرفين خاصة بالرئيس.
أضف إلى ذلك، تهليل الجماعة، لكل قرارات الرئيس، بصرف النظر عن دوافعه أو سلبياته أو إيجابياته، مما أعطى انطباعاً بعدم الموضوعية، وأوحى للجميع أنها المتفردة والمنفردة، للحديث والدفاع عن الرئيس، مما أعطى انطباعاً، بملكية الرئيس للجماعة، وملكية الجماعة للرئيس، وهو ما يفسر استمرار هتافات البعض، "يسقط حكم المرشد"، فحمل على الرئيس تصرفات كثيرة، هو برئ منها، مثل تصرف الجماعة الأخير فى الميدان، وأنا لا أعفى أياً من التيارات السياسية من المسئولية، حيث كان الجميع حريص على إخراج أسوأ صورة للميدان، بتصرفاتهم الصبيانية، ولنتذكر ردود أفعال المتظاهرين أمام دولة المخلوع البوليسية، حيث كان الجميع يتحرى ضبط النفس، لعدم تشويه صورة الثورة السلمية.
وبصرف النظر، عن من امتلك شارة إرسال الصورة السيئة، التى أساءت إلى الثورة والثوار والميدان، فإن الطرفين مخطئين بشدة، فى كل الأحوال، ومهما كانت المبررات، التى سيسوقها كل طرف، لتبرئة ساحته من تلك الواقعة، التى ستظل خطيئة فى مسيرتهم.
وضعت تلك التصرفات، الرئيس فى حرج بالغ، حيث ظهر قرار تحريك النائب العام، أو إقالته وكأنه تصفية حسابات، لماضى أسود قديم، بين الجماعة والنائب، وليس إنصافاً للثورة والثوار وأهالى الشهداء، وهو بالتأكيد ما يسعى إليه الجميع، لأنه ببساطة مطلب ثورى وجماهيرى، لكل الأطياف والتيارات، حتى التى تنسلت منه عند اشتداد الأزمة، أضف إلى ذلك تصريحات لبعض قيادات الجماعة، باتخاذ حزمة من القرارات تجاه مسئولين سابقين، وفضائيات محسوبة على الفلول، وهو ما يعتبر استباقاً، لقرارات الرئيس، ويصبغ الرئيس بالتبعية للجماعة.
وإكمالاً فى الإنصاف، تبارت بقية التيارات المختلفة على النقد للنقد، والذى وصل فى أحيان كثيرة إلى التجريح والتشنيع، وهو ما يؤكد سوء النية فى تناول الأحداث، لدوافع شخصية وحزبية، لتحقيق نصر سياسى.
قد نحتاج فى هذا الموضوع، إلى الفكر الأمريكى، حيث يقف الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وراء مرشحه الرئاسى، بكل ما أوتى من قوة، حتى نجاحه، ثم يتركه يعمل بكامل صلاحياته، وبكل ثقة فيه دون أدنى تدخل فى شئونه، من غير أن يُخفى أحدهما، فضل الآخر عليه، فضلاً عن مساندة باقى الفصائل السياسية، والحزبية للرئيس، لإنجاحه فى مهمته، لأنها نجاح للدولة الأم، حتى إشعار آخر، وهو الاستحقاق الانتخابى، فى الدورة الجديدة.
أتمنى أن لا يتقمص الجميع شخصية الدبة، التى قتلت صاحبها، حيث كلٍ يهدم فى الجدار المصرى، بدعوة الوطنية والحب لمصر، ولمصلحة مصر.
أتمنى أن ينظر الجميع، إلى مصلحة مصر، فبصلاح أحوالها، سينصلح حال الجميع، وليس العكس، وأن يُخلوا بينهم وبين الرئيس وأمور الحكم، وليُترك يمارس مهامه، دون تدخل حتى يكمل مدته الرئاسية، وعندها يكون الحكم، والتقييم والاختيار.
محمود البدرى يكتب: هل تُسقط الجماعة "الرئيس" ؟
الخميس، 18 أكتوبر 2012 09:36 ص
شعار جماعة الإخوان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
الجمعة موعد مظاهرات تطبيق شرع الله في كل ميادين مصر الجبه السلفه أعلنتها قوية مصر بشرع هتق
عدد الردود 0
بواسطة:
معالي الباشا
مقاله اكثر من رائه وتصف الحال بوصف دقيق جداااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
نتمنى
نتمنى حدوث ذلك لكن لاأعتقد الحدوث.
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf
الموضوعيه والاخطاء الاملائية
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق لمصر وناسها
الى صاحب التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبدالوهاب
الجماعة تجرف الرئاسة الى الهاوية