حب الدين: أصعب وأجمل أيام حياتى فترة ما بعد النكسة

الخميس، 18 أكتوبر 2012 10:42 ص
حب الدين: أصعب وأجمل أيام حياتى فترة ما بعد النكسة اللواء أيمن حب الدين
كتب عبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال اللواء أيمن حب الدين قبل أن نخوض بحديث حول انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 73 يجب علينا حتى لا ننسى أن نتذكر مرارة الهزيمة والنكسة ومدى المعناة التى عناها الشعب المصرى خلال الأيام الصعبة التى تلت النكسة من التخبط الذى عشناه جميعا كجيش وشعب وقيادة، بسبب الفجيعة التى أفاقت عليها مصر إبان الحرب وما عاشه الشعب من خدعة كبيرة ووهم عن أن جيشنا هو المتقدم على الجبهة، وأن جيشنا يصول ويجول ويقتل ويأسر الجنود الإسرائيليين، بينما فى الحقيقة المرة أن قيادة الجيش فى ذلك الوقت كانت توهم الشعب بكل ما تقوله لتخبئ الكارثة، وهذا السبب الحقيقى فى التخبط الذى حدث بعد النكسة من اتخاذ قرارات انفعالية فى لحظة شتات من هول الأمر، ولكن إيمان هذه الأمة بالله وبتاريخها العريق، ولأن أهلها فى رباط إلى يوم الدين سرعان ما تماسكت، وعلى الفور رجعت إلى المعركة، لتؤكد أنها لم تمت ولن تموت وأن أبناءها لن يرجعوا دون أن يحرروا الأرض ويسترجعوها.

وأضاف اللواء أيمن حب الدين، أحد قادة الكتائب فى شبكة الصواريخ على الجبهة أثناء الحرب، خلال الندوة التى عقدت له فى مركز طلعت حرب الثقافى مساء أمس الأربعاء، تحت عنوان "أكتوبر بطولات منسية" والتى أدارها الكاتب والمؤرخ محمد الشافعى، رئيس تحرير مجلة الهلال، أن من أصعب وأشد أيام حياته التى عاشها هى فترة ما بعد النكسة، حيث كان يبلغ 23 عاما من عمره، وكان يحمل رتبة نقيب، حين شغل منصب قائد سرية رادار فى كتيبة صواريخ مضادة للطائرات بمنطقة عيون موسى بجنوب سيناء.

ويقول حب الدين، إنه فى صباح يوم 8 يونيه 67 قامت الطائرات الإسرائيلية بالتوغل داخل الغرب، حيث قامت بقصف الموقع الذى نتواجد فيه بالقنابل والصواريخ، وتم ضربنا برشاشات الطائرات، مما أدى إلى استشهاد الكثير من زملائنا، ويضيف حب الدين، أننا فى تلك اللحظة كنا نستعد لنغادر موقعنا هذا متجهين إلى شمال مدينة السويس حسب أمر الانسحاب العشوائى وليست خطة الانسحاب مما يدل على عدم حسن إدارة القيادة العسكرية فى ذلك الوقت.

ويشير حب الدين إلى أنه رأى بعينه كل الوحدات والكتائب التابعة للجيش المصرى وهى تنسحب فى فوضى مدمرة، حيث كانت الأوامر بالانسحاب هى ما قالته القيادة فى ذلك الوقت "انسحب دون الأسلحة الثقيلة" أى أن الجندى ينسحب من الأرض التى عليها تاركا مدفعه أو دبابته وطاقم التسليح، مما أدى لسهولة استيلاء العدو عليها وتدميرها وأسر الكثير من خيرة أبنائنا من الجنود، مضيفا أن الجنود كانت تسابق الزمن للوصول إلى الشاطئ الغربى لقناة السويس بطريقة عشوائية غير منظمة أو مخططة، حيث صدرت لنا التعليمات بحماية القوات المنسحبة فى منطقة الجناين بالقرب من مدينة السويس جنوبنا، حتى رأينا قوات الجيش الإسرائيلى وهى تقف على الضفة الشرقية للقناة وتلوح إلينا رافعة العلم الإسرائيلى فى استفزاز حقير منهم.

ويسترسل أنه فى مارس69 بدأت حرب الاستنزاف بدخول مدفعيتنا مع العدو، حيث كان الهدف من حرب الاستنزاف هو إعادة ثقة المقاتل المصرى فى نفسه وفى سلاحه وقدرته على هزيمة العدو.

ويشير حب الدين أن غرور العدو بسبب تفوقه الجوى جعله يقوم فى محاولة بالدخول فى عمق العمق فى مصر ليشمل القصف الجوى للعمق والتوغل بالغارات الجوية إلى الدلتا والقاهرة دون تمييز بين مدنيين وعسكريين، وفى مساء 19 سبتمبر 1969 أثر استطلاع جوى صدرت الأوامر بالمناورة للكتيبة بنقل موقعها من منطقة عجرود إلى موقع آخر ووضع فى هذا الموقع معدات هيكلية وفى ظهر الجمعة 20 سبتمبر 1969وأثناء قيام الطائرات الإسرائيلية بضرب الموقع فوجئت بنقله وقامت الكتيبة بضرب الطائرات الإسرائيلية وتمكنت من إسقاط 3 طائرات وفى 30 يونيه 1970 عندما بدأ الحائط يزحف من القاهرة كل يوم إلى الأمام فى اتجاه قناة السويس بأعداد كبيرة من مواقع إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، أى تتحرك الكتائب الثانية من الخط الخلفى لتأخذ مواقعها فى الخط الأمامى، وعندما شعر العدو بأن مواقع الصواريخ تقترب من الجبهة شيئا فشيئا جن جنونه وغامر بشدة لمنع وجود كتائب صواريخ بالجبهة.

ويضيف أن العدو بدأ يشعر بوصول هذه الكتائب إلى الجبهة، وكانت المجازفة من العدو لينقذ ما يمكن إنقاذه لنفسه بتدمير ما يستطيع من هذه الكتائب التى ستحرمه امتلاك السماء فى المعركة والتى من شأنها تقليل كفته فى المعركة، وعليه قرر العدو التخلص من هذه الكتائب بأى ثمن فأرسل طائراته لتهجم على هذه المواقع لكتائب الصواريخ التى تقترب من القناة، وبدأت المعارك العنيفة تتوالى مع هذه الكتائب وطائرات العدو، حيث استطاع الدفاع الجوى إسقاط 17 طائرة مقاتلة مما ساعد بحد كبير على استكمال حائط الصواريخ فيما بعد، حيث بدأت تتساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية.

ويضيف حب الدين، شرف لى أننى اشتركت فى هذا البناء كرئيس عمليات بالكتيبة، وكان لى نصيب فى إسقاط أول طائرة إسرائيلية فى 3 أغسطس 1970 من موقع بمنطقة وادى الملاك خلف منطقة فايد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة