وقال "عرب" إننا نشعر بقدر هائل من الضعف الإنسانى ونحن نكرم نماذج إنسانية مصرية راقية، وأضاف "حينما التقيت وشَرُفت بأحمد عطوة عرفت لماذا كانت الشهيدة متميزة فى إبداعها وفنها، هذا الأب الذى يرعى ابنته لكى تصل إلى هذه الدرجة من الوعى والمعرفة لابد أن يكون أبا جديرا بالاحترام، الذى يأتى من الصعيد إلى القاهرة مرات عديدة لا يبحث عن شىء أو مقابل وإنما يبحث فقط عن تقدير ابنته الشهيدة المبدعة، فمهما قمنا بتكريمها وأقمنا لها حفلات التكريم والحديث عنها، لن نستطيع أن نقلل من الشعور بالألم والفقد والمرارة، وكذلك الدكتور فوزى فوزى الذى فضل أن يظل فى بلده الرائع بأسوان، فقد عشق الفن والمسرح متمسكا بتربة وطنه وإقليمه لكى يبدع فى هذا المكان القصى البعيد، مشيرا إلى أن الشهيدان نماذج رائعة لو أراد أى كاتب فى الدراما أو المسرح أو الرواية أو الشعر أن يكتب عن هذه النماذج، لن يستطيع أن يُوفى بحق هذه النماذج البشرية المثالية الباقية، وأضاف " أننى لا أستطيع أن أعبر عن كم كان الوطن قاسيا والإهمال جسيما والقدر صعبا لكى يختار هذا المشهد".
وقال السنباطى إن لقاءنا يعد امتدادا لفاصل التكريم الذى بدأ مع بداية المشروع الفنى لآفاق مسرحية والذى يحاول جاهدا أن يُكرم معظم فنانى مصر من الإسكندرية حتى أسوان الأحياء منهم والراحلين عرفانا بما قدموه للفن والمجتمع، فقد تم تكريم بعض الفنانين فى افتتاح المشروع، أما هذه الليلة سنكرم الدكتورة هناء أحمد عطوة وهى أول شهيدة فى محرقة بنى سويف، والدكتور فوزى فوزى أحد رواد المسرح الحر بأسوان، مشيرا إلى أنهم قد أعطوا الكثير ورحلوا عن عالمنا، ولكنهم باقون بأعمالهم وسنوالى تكريم البعض الآخر على مدى فعاليات الملتقى والمهرجان الختامى منهم أرواح الراحلين حسنى أبو جويلة، علاء المصرى، سامية جمال، ياسر ياسين، أحمد على سليمان، سلامة حسن، رمضان خاطر، ومن الأحياء عادل شاهين، السيد فجل.. وغيرهم حتى نصل فى الختام إلى تكريم 35 فنانا، بالإضافة لتكريم شهداء ومصابى محرقة بنى سويف على مدار خمس دورات لمشروع آفاق مسرحية بمعدل 13 شهيدا ومصاب لكل دورة.
وأضاف السنباطى إلى أن الملتقى شهد إقبالا جماهيريا كبيرا وصل عددهم إلى 5280 متفرج على مدار 17 ليلة عرض تم خلالها عرض 44 مسرحية.
أعرب أحمد عطوة والد الشهيدة د. هناء أحمد عطوة عن شكره وتقديرة لوزير الثقافة الذى استقبله وبعث فى نفسه الطمـأنينة على القائمين بالعمل فى المناصب القيادية واطمئنانه لتكريم الشهيدة هناء بما يليق بها وهى التى كانت متميزة فى مجالها وقد أعدت موسوعة علمية وهى الأجدر بالتكريم والاحترام.
وأوضح الشاذلى فرح فى كلمته التى ألقاها نيابة عن أسرة الراحل د . فوزى فوزى أنه لم يكن رجل مسرح فقط بل كان حياة وطن، فقد بدأ العمل المسرحى منذ الستينيات وتخرج من مدرسته الكثير من الفنانين والمبدعين الموجودين على الساحة الآن، وأضاف أنه كان سابقا لعصره وكان متفوقا فى إخراج المسرح العالمى والكوميدى والأساطير، وقال لقد رحل عن عالمنا ولكن روحة مازالت تحلق بيننا.
تضمن حفل التكريم تقديم فقرة إنشادية للغة النوبية والتى ترجمت إلى العربية عن الشهداء لفرقة فوزى فوزى المسرحية، بالإضافة لعرض مسرحى بعنوان " ملحمة مصرية" لفرقة فوزى فوزى المسرحية الحرة بأسوان، تأليف محمد هاشم، إخراج يحيى عبد العظيم.
يدور العرض فى قالب غنائى استعراضى حول أمجاد الوطن والثورات وحقوق الشعوب من خلال مجموعة من أفراد الفرقة الذين يقدمون أشكالا متنوعة من الفنون الأدائية الإبداعية مثل الغناء، التمثيل، العزف، الاستعراض فى شكل مرتبط بالبيئة الأصيلة التى تميز صعيد مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة