الركود يضرب سوق اللحوم قبل أيام من عيد الأضحى.. تراجع المبيعات يخيم على المحال.. وسلاسل البيع تؤجل عروض العيد.. جزارون: الحمى القلاعية وأسعار الأعلاف وراء اشتعال الأسعار

الخميس، 18 أكتوبر 2012 11:42 ص
الركود يضرب سوق اللحوم قبل أيام من عيد الأضحى.. تراجع المبيعات يخيم على المحال.. وسلاسل البيع تؤجل عروض العيد.. جزارون: الحمى القلاعية وأسعار الأعلاف وراء اشتعال الأسعار الركود يصيب سوق اللحوم
كتبت عبير زاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، شهدت محال الجزارة والمجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية، انخفاضاً ملحوظاً فى إقبال المواطنين على عملية الشراء للحوم الحمراء، سواء البلدية أو المجمدة، مما دعا تلك المحال لتأجيل الدعاية لتلك السلعة الغذائية المهمة، سواء إقامة الزينة والخيام كما اعتادت فى الأعوام الماضية.

وأفصحت المؤشرات التى سجلها "اليوم السابع"، خلال جولته على العديد من الأسواق بالإحياء المختلفة، عن حالة تراجع فى الشراء لضعف السحب على محال الجزارة، التى لا تزال حتى اليوم تعانى ركودا ملحوظا، كما فى منطقه الدقى، ومن أحد المحال التى تقدم عرضاً متواضعاً من اللحوم البلدية البتلو والكندوز والضأن، وقال صاحبه، "الأسعار اشتعلت أكثر من الأعوام السابقة، ووصل سعر الكيلو من لحم الكندوز البقرى إلى 70 جنيهاً، أما البتلو فتراوح الكيلو ما بين 80 إلى 90 جنيهاً، مسجلاً زيادة خمس جنيهات، أما لحم الضأن فيتراوح بين 70 إلى 80 جنيهاً، بواقع 10 جنيهات ارتفاعاً عن العام الماضى".

وأرجع صاحب محل الجزارة هذا الارتفاع إلى عدم الالتزام فى أسعار أعلاف التسمين للعجول والخراف، والتى تشهد طفرات فى أسعارها، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار العجول والخراف، وبالتالى وصولها للمستهلك بأسعار مرتفعة، مما قلص حجم الشراء، وكذا قلل الكميات التى يتم عرضها بمحال الجزارة.

ومن داخل قسم الجزارة بسلسلة متاجر خير زمان، وجدت عروض متنوعة من اللحوم البلدية والمجمدة، إلا أن العديد من الفروع لم تتوسع فى تقديم تلك العروض، مقررة هى الأخرى أن الإقبال الجماهيرى ما زال ضعيفاً، حيث قال محمد عنتر، مدير لجنة التطوير والمسئول عن قسم اللحوم بالسلسلة، إن الظروف المعيشية غير المستقرة أحد أهم الأسباب وراء تراجع شراء اللحوم، لافتاً إلى اهتمام إدارته باستقرار الأسعار والعروض وتخفيض السعر ما بين 7 إلى 10 جنيهات، لتشجيع المواطنين على الشراء، باعتبارهم منافسين فى الأسواق، ومؤكدين مع الموردين له على الالتزام بأسعار تنافسية.

وأشار عنتر إلى أن معظم المستهلكين يطلبون كميات أكبر من لحم الضأن، لأنها المفضلة فى الشواء والأطباق المميزة، خاصة فى العيد، أما لحم العجول فانخفض حوالى 10 جنيهات للكندوز من 48 إلى 73 وللبتلو 42 إلى 86 حسب التشفية والتوضيب.

وكانت شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية أعلنت عن العروض المتوفرة لديها بتوزيع منشورات بأسعار اللحوم البلدية بسعر 40 إلى 57 جنيهاً للكيلو واللحوم المجمدة من الأسترالية والبرازيلية مقابل 25 إلى 38 جنيهاً.

وفى حى باب الشعرية، حيث شارع بورسعيد المتراصة فيه محال الجزارة، فأكد لنا أحدهم أنهم يستعدون مع بداية الأسبوع المقبل لطرح العروض من لحم العجالى، الذى يتراوح سعره بين 68 إلى 70 جنيهاً، والذى يأتى متأخراً عن الأعوام السابقة، حيث إن فترة قبل الثورة كانت هى الأفضل والأكثر سحباً للحوم، لافتاً إلى أن الحملات البيطرية والصحية تمر بشكل يومى على المحلات، حيث يوجد بتلك المنطقة أكثر من 30 محلا، وذلك لفحص اللحوم والتأكد من سلامتها وعدم فسادها بالتعرض للأجواء والأتربة.

وقال جزار آخر بباب الشعرية، إن هذا الموسم "مرَيِح"، بلغة السوق، أى أنه يشهد حالة بيع بطيئة جدا، نظرا للمسئوليات الأسرية الكثيرة، والتى تستدعى تفضيل الأسرة تلبية احتياجاتها أساسية بدلا من شراء اللحوم، لافتا إلى أن المستهلك والبائع مضاران هما الاثنان.

وفى حى إمبابة، أكد محمد إبراهيم، صاحب محل جزارة، أن فقدان عدد كبير من ثروتنا الحيوانية من العجول بسبب مرض الحمى القلاعية كان سببا وراء ضآلة الكمية المتوفرة والباقية من العجول البلدية، كما أن الهلع الشديد مما أثير حول اللحوم المستوردة، وما شهدته الساحة الشهور القليلة الماضية، كان سبباً وراء عدم ارتياح وقلق المواطنين الذين كانوا يجدون أسعار اللحوم المجمدة مناسبة لدخولهم ومستواهم المادى، إلا أنهم فقدوا الكثير من تلك الثقة فتركوا اللحوم المجمدة وهجروا اللحوم البلدية التى لا يستطيعون شراءها لغلائها.

المواطنون أيضا اتفقوا على وجهة النظر القائلة بإحجامهم عن اللحوم بسبب تراجع الظروف المعيشية، حيث قال سيد عبد الله، "أعمل باليومية فى مجال المعمار، ومنذ الثورة انقطع الرزق، ونحصل على عمل كل أسبوعين، ولم نعد نطيق متطلبات الحياة، واللحوم شىء نعرفه بالكاد سواء بلدية أو مجمدة"، وأضاف أن لحوم الأضاحى التى توزع من الأغنياء هى التى تصلهم "أحيانا".

وقالت فاطمة السيد، إنها ربة أسرة، ولديها ثلاثة أبناء بالتعليم، وتحصل على معاش 400 جنيه، فلا تقوى على أن تقدم لأبنائها فى العيد أى نوع من اللحوم، وترى أن متطلبات تربية وتعليم أبنائها والدروس الخصوصية المفروضة أصبحت هى الأولى والعيد لدى أسرتها ليس عنوانه اللحم بل الفول والطعمية كباقى الأيام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة