حافظ أبو سعدة

«جمل 2» رسائل للمعارضة وللإخوان

الخميس، 18 أكتوبر 2012 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أكثر من عام ونصف العام على «موقعة الجمل» الشهيرة، تحول ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية لموقعة «جمل جديدة»، حيث تصاعدت اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين والثوار فى مليونية «كشف الحساب» التى دعت لها حركات سياسية وأحزاب ثورية للمطالبة بمحاسبة الرئيس محمد مرسى على ما أنجزه خلال الـ100 يوم الماضية من حكمه، وإعادة محاكمة قتلة الثوار فى «موقعة الجمل» الأولى بعد يومين من صدور حكم ببراءة جميع المتهمين فيها، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية المنوط بها إعداد الدستور الجديد للبلاد، ورغم اختفاء الجمال والبغال التى امتطاها بلطجية مدججون بالسيوف والأسلحة البيضاء لترويع المتظاهرين إبان الموقعة الأولى، فإن جماعة الإخوان المسلمين امتطت الميدان واعتدى شبابها على الثوار وحطموا منصة الثوار التى كان من المقرر أن يذاع من فوقها فعاليات المليونية، وشهد ميدان التحرير عمليات كر وفر بين شباب الجماعة والمتظاهرين، حيث تبادل الفريقان الاشتباك بالأيدى والتراشق بالحجارة، خاصة بشارع محمد محمود «محيط وزارة الداخلية»، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى من الطرفين، بينما امتلأ الميدان باللافتات التى تعبر عن أهداف المشاركين بالمليونية، وانقسم الميدان إلى مجموعتين متصارعتين واحدة مؤيدة للرئيس محمد مرسى وتطالب بإقالة النائب العام وتطهير القضاء، والأخرى من التيارات المدنية والحركات الثورية وتطالب بمحاسبة الرئيس مرسى بعد مرور مائة يوم على توليه الرئاسة. وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة ما يزيد على 160 شخصا من المتظاهرين سلمياً.

فى واقع الأمر إن قرار الإخوان المسلمين بالتظاهر فى هذه المليونية والاعتداء على حق التظاهر السلمى للمشاركين فيه استمرارا لمنهج التخويف والإرهاب الذى تكرر من قبل فى واقعة الاعتداء على الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، فهم اشتركوا فى المظاهرات واعتدوا على المشاركين لمجرد مطالبتهم بمحاسبة الرئيس، بما يعد انتهاكا لحقوق الناس وتكرارا لـ«موقعة جمل جديدة» مع اختلاف الجناة. وهنا نحمل جماعة الإخوان وحزب الحرية العدالة المسؤولية الكاملة عما وقع بحق المتظاهرين سلمياً لكونها كانت تعلم بنزول القوى السياسية فى مليونية محاسبة الرئيس على وعوده فى المائة يوم وقررت النزول لإقالة النائب العام، ولكن ما الذى يدفعهم لإفشال مظاهرات القوى السياسية لمحاسبة الرئيس؟ ولماذا يحطمون منصات المعارضة المصرية ثم يقفون عليها مهللين مكبرين الله أكبر؟!

وهنا نجد أن موقعة «جمل 2» تحمل 3 رسائل بالغة الأهمية للمعارضة والإخوان معا، الرسالة الأولى مشتركة وهى الالتزام بروح الثورة المصرية وهى التكاتف بين جميع القوى السياسية والحزبية فى الميدان باعتبارهم جميعا شركاء فى هذا الوطن لا غلبة لتيار سياسى بعينه على آخر، أما الرسالة الثانية فهى للإخوان وهى ضرورة القيام بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وذلك حفاظاً على أرواح المواطنين المصريين جميعا باختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، وتخلى قيادات الإخوان عن تشويه المعارضة ووصفها بأنها تسعى لإفشال الرئيس، حيث وصف د.جمال حشمت، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، المتظاهرين فى ميدان التحرير بالتيار المدنى، قائلاً: «إنهم يهدفون إلى تعطيل تشكيل مؤسسات الدولة وإبعاد (الإخوان) عن الصورة بأى ثمن»، أما بالنسبة للمعارضة فالمطلوب منها توحيد الجهود المشتركة ولم الشمل والعمل بأساليب جديدة وبشكل أكثر تنظيما من قبل والنزول المستمر للشارع فى الميادين والقرى والنجوع وفى مختلف محافظات مصر استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة والالتحام مع مطالب المواطنين البسطاء بدلاً من البكاء على الماضى وإرثه، أما الرئيس مرسى فالمطلوب منه سرعة رأب الصدع بين مختلف ممثلى القوى السياسية والحزبية، وسرعة التحقيق فى وقائع الاعتداء على المتظاهرين سلمياً بميدان التحرير ومحاكمة المسؤولين عنها على الفور حفاظا على روح الثورة المصرية وباعتباره رئيسا لكل المصريين. هذه رسائل واجبة الأخذ فى الاعتبار حتى لا نعود ثانية لمربع الصفر، بل سنعود لمرحلة أسوأ من مرحلة ما قبل الثورة يدفع الجميع ثمنها غالياً وتذهب أرواح شهداء ثورة 25 يناير هباء.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الانصارى

كلام قديم

ياريت حضرتك تقول كلام جديد عشان بجد زهقنا

عدد الردود 0

بواسطة:

صباح

بدايه النهايه

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالحميد زكي

البداية



أبشروا فالحرب الأهلية علي الأبواب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة