اعتبر محللون ارتفاع حدة الحوار فى المناظرة التليفزيونية الثانية بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ومنافسه الجمهورى مت رومنى، كان بسبب الانتقادات التى طالت أوباما فى المناظرة الأولى، والتى أظهرته وكأنه ضعيف فى الرد على اتهامات رومنى الذى حصد أرضاً إضافية وتأييداً جماهيرياً مقارنة بأوباما.
وعلق المحلل السياسى بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نيكولاس كريستوف، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، قائلاً،" فى رأيى، أوباما ورومنى أقوياء، ولم يتسببا فى كوارث لبعضهما، ولكنى أعتقد أن أوباما فاز لأنه تحسن عن المناظرة الأولى".
وأضاف: "رومنى بدا قوياً عندما كان ينتقد سياسات أوباما الاقتصادية، ولكنه كان ضعيفاً عندما تحدث عما يجب أن يفعله".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير لها عن المناظرة، إن كلا المرشحين أوباما ورومنى، ظهرا كأنهما لا يشعران بمعاناة الناس، وركزا على جرح بعضهما البعض.
وذكرت الصحيفة أن مديرة المناظرة منحت مت رومنى وقتاً إضافياً للرد على حساب وقت أوباما، وحتى عندما صححت له معلومات عن موقف الرئيس الأمريكى من الاعتداء على القنصلية الأمريكية فى بنغازى.
ووصف الدكتور داود خير الله، أستاذ القانون الدولى بجامعة جورج تاون فى واشنطن، أداء مت رومنى المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، بأنه كان بارعاً فى الدفاع عن قضية فاشلة.
وأضاف خير الله فى حوار لقناة "سكاى نيوز العربية" لتحليل المناظرة بين رومنى وأوباما:" رومنى دافع عن قضية فاشلة، بالتزامه بأسوأ بما آتى به الرئيس السابق جورج بوش الابن، بوضع الامتيازات للطبقة الغنية وإلتزامه بالصناعات الحربية وإنعاش الاقتصاد الحربى، وتمكن من إظهار بعض الصور التى رسمها فى ذهن الأمريكان بأن الوضع الحالى أسوأ مما كان قبل قدوم أوباما".
وقال خير الله "من الخطأ أن يكون قدرة رومنى على إدارة شركاته الخاصة التى ربح منها أموالاً طائلة، كمقياس لنجاحه فى إدارة السياسة الأمريكية، لأن رومنى كان يستولى عليها ويربح منها ويسرح عمالها، ثم يبيعها مرة أخرى، وأيضا النجاح فى إدارة شركة لا تعنى إدارة أمة لها مصالح تتعدى هم صاحب الشركة فى الكسب المادى، أما الرئيس أوباما فلديه هموم عديدة فى قضايا الصحة والفقر والاقتصاد.
وأضاف: رومنى كان حاكماً لولاية ماساشوتس، ولم يكن حاكماً ناجحاً، ولكن الآلة الإعلامية للحزب الجمهورى، فى الوقت الحاضر، صورت رومنى على أنه الأفضل، وتفوقت على الإعلام الديمقراطى بأشواط، لأن المال الذى يسيطر على الإعلام هو فى يد الجمهوريين.
وعن حديث رومنى وأوباما عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، قال خير الله: "الخطير فى الأمر أن رومنى لا يرى فارقاً كبيراً فى السياسة الخارجية مع إيران وإسرائيل، لأن رومنى ملتزم بشكل أعمى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتانياهو، والتزامه هذا قد يجر البلد لحرب أخرى، لأنه قال إنه يجب أن نقارن القول بالفعل، ولا نبتعد عن إسرائيل، ويعيب رومنى أن معرفته بالسياسة الخارجية محدودة، ولا يملك نظرة واضحة لوضع هذا البلد.
وأضاف ما يميز أوباما أنه يرى فارقاً واضحاً بين ما هو مصلحة إسرائيلية بحتة وأمريكية بحتة، ويعرف كيف يتحرك عندما طلبت إسرائيل أن تشن أمريكا حرباً على إيران، فى مدة زمنية معينة، ولكنه قال إن المصلحة الداخلية خط أحمر، وإن كان مازال ملتزماً بأمن إسرائيل، ولكن أوباما إذا عاد للبيت الأبيض سيعمل بشكل أكثر استقلالية عن إسرائيل.
واعتبر محمد أنيس، المحلل السياسى بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن المناظرة اقتصرت على القضايا الداخلية لأنها تهم الناخب الأمريكى أكثر، خاصة فى الاقتصاد والضرائب وتأثير التدخل الصينى فى الصناعات الأمريكية، وفرص العمل للمواطن الأمريكى، والهجرة وفرص العمل للمرأة وتملك الأسلحة الشخصية.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. تبادل اتهامات الفشل بالمناظرة الثانية.. أوباما: أتحمل مسئولية الهجوم على السفارة ببنغازى..ومنافسى ليس الرجل الذى تحتاجه أمريكا.. ورمنى: الرئيس ليس إصلاحياً ومسئول عن أزمة الشرق الأوسط وإيران
مناظرة أوباما ورومنى فى الميزان.. نيويورك تايمز: المرشحان أرادا جرح بعضهما ولم يشعرا بآلام الناس.. ومحلل أمريكى: الاثنان أقوياء والرئيس فاز لأنه تحسن.. وخير الله: رومنى دافع عن قضية فاشلة بأسلوب رائع
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 09:23 ص
رومنى وأوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة