وضع الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان بعض المعايير التى من شأنها أن تساعد فى تقييم المناظرة الثانية التى أجريت الليلة الماضية بين المرشحين الديموقراطى باراك أوباما والجمهورى ميت رومنى فى سباق الرئاسة الأمريكية.
ولفت الكاتب الأمريكى فى سياق مقاله الذى نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وأوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء -إلى أن تقيمه لهذه المناظرة لم يستند على كم الغضب الذى صبه كل مرشح على غريمه أو على النقاط الإضافية التى أثارها أى منهما، بل أن تقييمه استند على ما يريده الشعب الأمريكى من الرئيس القادم.
ورأى الكاتب فريدمان أن هناك عددا من المعايير الأساسية التى يجب التطرق إليها ومن بينها: التعليم والتكنولوجيا الحديثة والاقتصاد. وأوضح أن البحث عن الوصف الحقيقى للوضع الأمريكى اليوم والذى يرى أن جزءا منه بسبب اندماج العولمة وتكنولوجيا المعلومات الذى غير الفكر القديم لآخر أكثر تطورا، مما جعل بعض الوظائف "بالية"، وتمخض عنه فرصة عمل جديدة تتطلب مهارات أكثر تقدما، هو من أول المعايير التى يجب التفكير فيه وقت تحليل نهج كل مرشح.
ونقل فريدمان عن لورنس كاتز، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد قوله "لقد حرصنا تاريخيا على أن تواكب قوة العمل لدينا التكنولوجيا الحديثة من خلال التوسع باطراد فى التعليم الأساسى، إلا أنه منذ الثمانينيات، فى الوقت الذى كنا بحاجة إلى الانتقال إلى شكل من أشكال التعليم الجامعى الشامل لمواكبة العولمة وتكنولوجيا المعلومات، لم نقم بذلك.
وتابع كاتز قوله "وبدلا من ذلك، أوقفت معدلات التخرج من المدارس الثانوية التطور والتوسع فى خريجى الجامعات الذى تباطأ إلى حد كبير، بنسبة أقل بكثير مما نحتاجه اليوم للنمو السريع والرخاء المشترك"، مشيرا إلى أن برغم أن العمال ممن تتراوح أعمارهم ما بين الـ50 وأكثر، هم الأكثر تعليما فى العالم؛ والعمال الأصغر سنا فى منتصف الحزمة العالمية للدول الصناعية، إلا أن معدلات التسرب من التعليم لا تزال مرتفعة وتبلغ نحو 25%.
وأشار فريدمان -فى معرض مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"- إلى أنه ومن أجل معالجة هذه الأزمة تم خلق فرص عمل لمن لا يتسمون بالقدرات المهارية من خلال تقديم الكثير من قروض الرهن العقارى التى تمخض عنها عدد كبير من وظائف البناء والتجارة بالتجزئة؛ وفى الوقت نفسه، ارتفعت بورصة وول ستريت، فى جزء من التحول من الصناعة التى تمول "التدمير الخلاق" لشركات جديدة إلى صناعة.
ومضى يقول: إن مجريات هذه الأحداث التى جاءت إبان فترة الألفينيات الشاقة، حيث تدهور أسواق العمل كافة، واندلاع أزمة مصرفية نظامية وركود مؤلم، تزامن مع العجز فى صقل العملية التعليمية، والتى تزامنت مع حربين وخفض شديد فى الضرائب التى أساءت بشكل كبير إلى العجز الوطنى،والنتيجة النهائية السقوط فى أزمة عميقة.
فريدمان يضع معايير تقييم مناظرة أوباما ورومنى الثانية
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 12:30 م