قالت صحيفة دى فيلت الألمانية، إن تركيا بدأت فى تبنى فكر جديد يتمحور فى النظر إلى مستقبل تركيا فى العالم الإسلامى، بدلا من النظر إلى مستقبل تركيا، فى إطار الاتحاد الأوروبى، ويركز على عدم العدالة على المستوى الدولى.
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى، فى خطاب له عن مستقبل بلاده الأوروبى، أن أوروبا نفسها هى معقل للعنصرية، وبدلا من الحديث عن المستقبل الأوروبى لتركيا، تحدث عن المستقبل الواعد للعالم الإسلامى عندما يحذون حذو تركيا كقدوة. وأكدت الصحيفة أن هذه التصريحات لم تكن زلة لسان بل هى انعكاس لفكر استراتيجى لأردوغان يتمحور حول مفاهيم العدالة على المستوى الدولى، وهو ما ظهر خلال الكلمة التى ألقاها إبراهيم كالين، مستشار رئيس الوزراء التركى، أمام منتدى اسطنبول العالمى التى أكد فيها أن تركيا بدأت فى الالتفات بعيداً عن أوروبا، لأن أوروبا لم يعد لها مستقبل، وذلك بالنظر إلى وجود نظام عالمى جديد قيد التشكيل، وهى مرحلة ما بعد النظام العالمى الغربى الذى لم يعد قادراً على مواجهة تحديات القرن الـ21.
وأكد كالين أن انتقاد أوروبا للإسلام يجعل من المستحيل أن تظل لاعباً رئيسياً على المستوى الدولى، مشيرا إلى أن رفض أوروبا لعضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبى سيمثل خطأ استراتيجياً خطيراً، مؤكداً أن تركيا سيصبح لها دور قيادى فى تشكيل النظام العالمى الجديد المتأسس على العدالة. وأوضح كالين أن السبب هو تأسس النظام العالمى الحالى على التفوق العسكرى للدول الغربية، بهدف السيطرة على المصادر الطبيعية للعالم، وهو ما خلق مشكلة شرعية، موضحاً أن الغرب يتمسك بالديمقراطية، ولكن فقط على المستوى الداخلى، فى حين أنه يتبع على المستوى الخارجى سياسات امبريالية، لا يمكن أن تحقق الاستدامة على المدى الطويل.
وأكد كالين أن الربيع العربى هو علامة فاصلة للنظام العالمى الجديد الذى سيكون أكثر عدالة، وأن رد الفعل على هذا النظام الجديد هو انتشار معاداة المسلمين فى أوروبا. وشدد على أن انتقاد الإسلام هو انعكاس للنظم القمعية فأوروبا تسىء معاملة المسلمين، وترفض إعطاء مساحة للتعايش بين الثقافات. وأوضح أن السبب هو أن أوروبا لا تمثل نموذجاً يمكن للربيع العربى الاحتذاء به.
صحيفة ألمانية: تركيا تبتعد عن أوروبا وتتجه نحو العالم الإسلامى
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 10:31 ص