د. خميس الهلباوى

تحقيق هذه الأهداف أولاً

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 11:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يستطيع الشعب المصرى بقياداته الحالية مواصلة السير فى الطريق إلى تحقيق أهدافه المرجوة والتى يجب تحقيقها للحاق بركب التقدم والحضارة العالمى فى القرن 21؟.

أنتم تعلمون قدر مصر وقامتها بالطبع منذ زمن طويل والآن، ولا يحتاج إلى شرح عظمة زعمائها منذ الفراعنة إلى ما قبل عهد الرئيس المخلوع مبارك.

إن تاريخ مصر العظيم لم يكن أبدا ليتحقق وشعبها يقع تحت حكم أكثر من فرد وأقصد جماعة أو حكما دينيا مثلا وعلى مدار تاريخها حكمت مصر بواسطة زعماء يتمتعون بصفات تليق وتناسب هذا المنصب، وأرى أن الرئيس محمد مرسى يحمل هذه الصفات بشرط التحرر من أى قيود قد يكون قد كبل نفسه بها قبل أوبعد اعتلائه سدة حكم مصر وجلوسه على قمة رأسها.

وقد تعلمنا من التاريخ أنه لكى تنجح القيادة السياسية فى أداء دورها وتحقيق الأهداف الوطنية "لا بد أن تكون قيادة سياسية وطنية شفافة قوية متفرغة"، فصاحب بالين كداب كما يقول المثل"، ولن يمكنها السيطرة على جميع المعطيات المتاحة من مدخلات ومخرجات الدولة المصرية "شعب بقوته الإنتاجية القصوى وجيش قوى لحمايته وحماية الوطن، وأيضا جميع المقدرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبشرية أيضاً، "مع قيادة صارمة وطنية مخلصة ليس لها انتماءات ولا ولاءات لغير مصر وتاريخ مصر والشعب المصرى، تضع رؤوسها على أكفها فداءا لمصر!! كما يجب أن يملك القدرة على استخدام أدوات الحكم المختلفة لصالح الشعب المصرى وتحقيق أهدافه، إن نجاح مصر بقيادتها الإسلامية بلا شك نجاح للإسلام فى العالم أجمع.

إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات لم يستطيعا أداء أى إنجازات لمصر إلا عندما دانت السيطره لهما على مصر وأرض مصر أولا، واستطاعا توحيد الأمة المصرية، عن طريق استخدام العلم وكافة الوسائل الممكنة لتحقيق تلك الأهداف التى يقع على عاتقكم الآن مسئولية تحقيقها.

إن مصر لم تحكم بأبنائها أبدا إلا منذ بداية ثورة 1952 المجيدة التى وقف الشعب المصرى كله خلف أهداف زعمائها أحدهم تلو الآخر من اللواء محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر الذى يتمتع بكاريزما الموهبة القيادية التى منحها الله له، ولا تتوفر الآن فى أى شخص فى مصر، ثم خليفته الرئيس السادات الذى يتمتع بذكاء خارق يشهد له العدو قبل الصديق والقاصى قبل الدانى، وشعب مصر الذى يتحدث عنه العالم قد عقد العزم مسبقا على تحرير الأرض والعرض ولم يغمض لهذا الشعب جفن إلا بعد تحرير سيناء، حتى ولو كان فى نظر البعض تحريرا منقوصا بمعاهدة كامب ديفيد، فلم نسمع ولم نر منهم إلا "سفسطة" كلامية، وقد تحمل الشعب الكثير فى سبيل تحقيق أهدافه التى ما زال يكافح من أجل تحقيقها مهما كان الثمن وكانت التضحيات.

وعندما رأى الشعب الفساد متفشيا فى نظام حكم مبارك "العسكرى" قام الشعب المصرى تسانده القوات المسلحة الوطنية يوم 25 يناير 2011 بكامل طوائفه وفصائله بشبابه ونسائه وأطفاله بثورة أخرى على الظلم والفساد تحدث عنها العالم أجمع ثورة بيضاء سلمية بكل المقاييس مضحيا بمصالحه وأمواله المهربه فى سبيل الشفافية "بحجة القضاء الطبيعى لمحاكمة جلاديه من رجال القيادة السياسية السابقه": فتآمرت عليه الفلول وفقد قدرته على استرجاع أمواله حتى الآن، وبعد "تململ" الشعب من حكم العسكر قام وأسقط الشعب على يد الرئيس مرسى حكم العسكر بعد ثورة يناير المجيدة المخطوفة.

والآن وبعد مضى حوالى عامين تقريبا على ثورتنا المباركة تحقق فيها فقط زرع الفتنة بين شباب هذا الشعب ووجدنا شباب وطبقات هذا الشعب التى كانت تتخندق فى مواقع واحدة ضد الحكم البائد وجدناها تتقاتل مع بعضها البعض فى ميدان التحرير!!.

واحسرتاه على ما نرى!.. نرى شباب مصر ممن كانوا يقفون فى خندق واحد بالأمس يتقاتلون فى ميدان التحرير!، بعد أن كانوا جميعا بالأمس القريب، جنودا فى صفوف الدفاع عن مصر وشعب مصر، نراهم الآن يتصارعون ويتقاتلون بعضهم بالقطع لصالح مصر وشعب مصر وبعضهم الآخر ضد مصر وشعب مصر وقد يكونوا لا يعلمون ذلك، بسبب قياداتهم الطامعة غير المؤهلة ولا حتى لحكم نفسها.

ونرى السيد الرئيس الدكتور محمد مرسى رجل العلم والدين يتخبط فى مواجهة دستور مصر الذى أقسم على المحافظة عليه وحمايته، تارة بإصدار قرارا جمهورى بإلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب المصرى، وتارة بإصدار قرار جمهورى بتعيين السيد النائب العام سفيرا لمصر فى الفاتيكان بمعنى تركه لمنصبه كنائب عام دون إرادته، وهو ما يخالف الدستور.

وهو ما قد يشير إلى أن السادة المستشارين الدستوريين والقانونيين المحيطين بالسيد رئيس الجمهورية قد يكونون ليسوا على مستوى المسئولية فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.

فهل يمكن للقيادة الحالية لمصر والتى يبدو من تصرفاتها أنها تكرس كل شىء لاستمرار جماعة الإخوان المسلمين فى حكم مصر لأطول فترة ممكنة، هل يمكن لتلك الجماعة بمبادئها وهياكلها وعقائدها ومخططاتها للوصول إلى هدف إقامة دولة الخلافة الإسلامية الكبرى، هل يمكنها أولا تحقيق طموحات وأحلام الشعب المصرى الذى يعانى منذ الأزل انتظارا لحياة كريمة، هل يمكن تحقيق أهداف الثورة البسيطة من توفير ما يكفى من "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" لشعب مصر مسلميه ومسيحييه وكافة أطيافه السياسية والدينية؟ قبل تحقيق الهدف البعيد الذى أراه مستحيلا لاستحالة وجود شخصيات تقارب ولو من بعيد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين والصحابة والتابعين، والمعروف أن الإسلام لم يكن به فى يوم من الأيام دولة دينية، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام كانت دولته مدنية.

المشلكة يا سادة لا تكمن فى الأديان ولكنها فيمن يطبقون ويتحدثون باسم تلك الأديان بتفسيراتهم وتأويلاتهم فالنصوص الصريحة ليس بها اختلاف، ولكن التأويلات هى المشكلة، وما نعيشه الآن لا يحتمل أولئك المدعين باسم الدين سواء الدين الإسلامى أو أى دين آخر؟

إن حلم قيام دولة الخلافة الإسلامية يذكرنا بحلم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقيام الوحدة العربية وما ترتب عليه من تضحيات وخسائر سدد فاتورتها الشعب المصرى وحده، وفشل تحقيق الحلم بالعروبة وأخشى ما نخشاه تكرار نفس التجربة فى الوقت الذى لا يملك الشعب المصرى قيمة الفاتورة التى قد تترتب على الدخول فى هذه المغامرة التى قد تتكلف جميع طاقات الشعوب العربية والإسلامية وليس شعب مصر فقط.

وبناء على ما تقدم، نطالب الآن وفوراً جميع من لا يعملون لصالح تحقيق أهداف شعب مصر وتنمية مصر اقتصادياً وثقافياً والنهوض بها وبقدرات ومهارات شعبها أولاً ويضعون نصب أعينهم أولا هذه الأهداف، فعليهم التخلى عن مواقعهم فورا لمن يستطيع أن يقود هذا الشعب لنهضة حقيقية وتقدم حقيقى.. اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة