تتجه الصين لخسارة مركزها كأكبر دائن للولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ ذروة الأزمة المالية، وهو ما من شأنه أن يقلل إحدى مصادر هجمات المرشح الجمهورى ميت رومنى المفضلة خلال حملته الرئاسية.
وذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنه وفقا لأحدث بيانات حكومية، تراجعت محافظ الصين من السندات الأمريكية بنسبة0.2% منذ بداية العام وحتى يوليو لتصل قيمتها إلى1.15 تريليون دولار.
جاء ذلك فى الوقت الذى رفعت فيه اليابان، وهى الحليف الأقوى للولايات المتحدة، من السندات الأمريكية بنسبة 5.6% لتصل قيمة ما لديها من سندات أمريكية إلى1.12 تريليون دولار، بوتيرة من شأنها أن تجعلها تتصدر قائمة الدائنين الأجانب لواشنطن بحلول نوفمبر القادم.
ومن المقرر أن تعلن وزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء، عن حصيلة التدفقات الرأسمالية الدولية لشهر أغسطس.
ورغم أن رومنى يتعهد بأن يوصم الصين بأنها تتلاعب فى العملة إذا ما فاز فى الانتخابات، ويقول إن الرئيس باراك أوباما كان متساهلاً للغاية فى النزاعات التجارية مع بكين، ظل الطلب الأجنبى سبباً فى بقاء سندات الخزانة قريبة من مستويات قياسية، بما يقلل تكلفة الائتمان بالنسبة للحكومة والشركات والأفراد.
وتقول بلومبرج إنه أيا ما كان الفائز فى انتخابات السادس من نوفمبر فى الولايات المتحدة، فإنه سيعتمد على الصين واليابان فى تمويل عجز الميزانية الأمريكية الذى تخطى حاجز التريليون دولار للعام الرابع هذا العام.
ومن المقرر إجراء المناظرة الثانية لمرشحى الرئاسة الديمقراطى أوباما والجمهورى رومنى الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن دومينيك كونستام، رئيس وحدة استراتيجيات أسعار الفائدة لدى مصرف دويتشه بنك فى نيويورك قوله "سنظل فى حاجة عظيمة للأموال من الخارج.. أيا كان العجز الذى سنحققه، سنتجه إلى طرح عدد كبير من السندات وستشتريها جهة ما فإن لم تكن الصين، فستكون جهة أخرى".
كانت الصين تفوقت على اليابان كأكبر حائز أجنبى للسندات فى سبتمبر عام 2008، وجاء رد فعل بنك الشعب الصينى المركزى لأسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم عبر تجميد اليوان عند حوالى 6.83 يوان للدولار لمدة نحو عامين، عبر شراء الدولار لمنع ارتفاع العملة الصينية وإبقاء صادراتها أكثر تنافسية، وانتقلت الدولارات إلى جانب العملة الناتجة عن المبيعات الدولية إلى سوق السندات الأمريكية.
ووصلت ذروة محفظة الصين من السندات الأمريكية إلى 1.31 تريليون دولار فى يوليو من العام الماضى إذ ارتفعت بحوالى 200% مقابل نهاية عام 2007، ومنذ ذلك المستوى المرتفع، تراجعت استثمارات الصين بنسبة 12% وزادت نظيرتها اليابانية بنسبة 27%.
ووفقا لبيانات بلومبرج، ارتفعت الاحتياطيات الأجنبية لليابان بنسبة 6.7% فى العام المنتهى يوم 30 سبتمبر لتصل قيمتها إلى 1.2 تريليون دولار فى حين، زادت احتياطيات الصين بنسبة1.3% فى 12 شهراً حتى 13 يونيو إلى 3.24 تريليون دولار، وفقا لأحدث بيانات متاحة.
ويستهدف المرشح الجمهورى رومنى الصين فى حملته وقال إنه سيطلب من وزارة الخزانة فى أول يوم له بالبيت الأبيض أن تدرج الصين باعتبارها تتلاعب فى العملة بما يفسح الطريق أمام فرض المزيد من الرسوم على الواردات.
وأشارت بلومبرج إلى أن الحملة الإعلانية لرومنى استخدمت كلمة الصين 27 ألفاً و317 مرة فى ثلاثين يوماً حتى يوم 8 أكتوبر، وجاء فى إحدى الإعلانات عبارة "استيقظوا للصين، الصين تسرق التكنولوجيا والأفكار الأمريكية".
ولم تصف تقارير الخزانة الأمريكية الصين أبداً بأنها تتلاعب فى العملة فى تقارير وزارة الخزانة التى تصدر مرتين سنويا، على خلفية سياسات الصرف الأجنبى للشركاء التجاريين للولايات المتحدة فى استمرار لنهج إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش فى هذا الشأن.
اليابان تتجه لتجاوز الصين كأكبر دائن لأمريكا بعد هجوم رومنى على بكين
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 05:16 ص