الجارديان: بعض مخرجى الأفلام فى السعودية يشكلون جماعة سرية للسينما.. وإقامة أول عرض لسينما "الشمع الأحمر" السرية بعد صلاة عشاء الخميس فى مستودع كبير بمدينة أبها حضره 60 شخصا

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقيا عن جماعة تدعو إلى عروض سينمائية سرية فى السعودية. وقالت الصحيفة، إنه فى دولة لا يوجد فيها صالات سينمائية عامة، ولم تعرض فيها للجماهير سوى أفلام قليلة منذ أكثر من ثلاثة عقود، تعد تلك الخطوة جذرية. حيث قام بعض مخرجى الأفلام فى السعودية بتشكيل جماعة سرية للسينما، ويقومون بعرض أفلامهم التى تتناول القضايا السياسية والاجتماعية مثل حقوق المرأة وحياة العمال المهاجرين والتمدن والاعتقاد فى السحر الأسود.

وتشير الصحيفة إلى حضور أكثر من 60 شخصا أول عرض لسينما "الشمع الأحمر" السرية بعد صلاة العشاء يوم الخميس الماضى فى مستودع كبير بمدينة أبها فى جنوب غرب المملكة.

وتجمع هؤلاء عبر رسالة نصية أرسلت إليهم واحتشدوا داخل مكان مستأجر وتم إغلاقه حينئذ. وشاهد الحضور الفيلم ثم ناقشوا القضايا التى أثارها وتحدثوا كذلك عن منع السينما فى السعودية.

ونقلت الجارديان عن مخرج الفيلم وأحد مؤسسى سينما الشمع الأحمر، والذى رفض الكشف عن هويته، قوله إنه كان يشعر بالعصبية، وكان الجميع كذلك. ويضيف "لم يكن لدينا خطة للتعامل مع مجئ الشرطة، وقام الجميع بإيقاف سيارتهم فى أماكن بعيدة، وتم توجيه الحضور برسائل نصية أو الرن على هواتفهم، وكل مخاوفهم كانت أن يتم القبض عليهم أو إرسالهم إلى السجن".

وتوضح الصحيفة أن دور السينما قد تم إغلاقها فى السعودية فى السبعينيات بعد اغتيال الملك فيصل الذى تعرض لانتقادات لإدخاله التلفزيون إلى السعودية. ويعتبر المحافظون دينيا أن الأنشطة الثقافية مثل الأفلام والحفلات الموسيقية غير أخلاقية وتتعارض مع القيم الإسلامية.

وتابع: كانت هناك مؤشرات للتحرر مع انطلاق مهرجان الفيلم الأوروبى فى جدة عام 2006 والذى عرض أفلاما لجمهور مختار فى السفارات والقنصليات. فى حين كان أول مهرجان للفيلم السعودى فى مايو 2008 فى مدينة الدمام، ولم يتكرر ثانية.

ويقول المخروجون الخمسة المشاركون فى جميعية الشمع الأحمر، وهم أربعة رجال وامرأة، إن الطوابع الرسمية اعتادت تقييد الحريات فى المملكة. وكان الحدث الأول لتلك الجمعية مخصص للرجال فقط وشارك فيه كتاب وطلاب وفنانون تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عاما، لكن سيتم دعوة النساء فى الأحداث القادمة والمقرر عقدها فى مدن أخرى، وسيتم تنظيمها عبر شبكات التواصل الاجتماعى لجذب جمهور أوسع.