عاد إلى القاهرة قادما من طوكيو الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى، وذلك بعد مشاركته فى الاجتماعات السنوية للبنك الدولى وصندوق النقد الدولى التى انعقدت فى الفترة من 9 إلى 14 أكتوبر الجارى، واجتماعه مع عدد من كبار المسئولين اليابانيين على هامش تلك الاجتماعات.
والتقى العربى مع السيد أكيهيكو تناكا رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولى (جايكا)، وأعرب عن تقدير الحكومة المصرية لليابان، وخاصة الوكالة اليابانية للتعاون الدولى، لدعمها المستمر لمصر فى مختلف المجالات، مؤكدا حرص الحكومة المصرية على تقوية هذه العلاقات فى المستقبل القريب.
من جانبه، أكد رئيس الجايكا أن مصر من أهم شركاء الوكالة حول العالم، وأن هناك إجماعا داخل الوكالة على ضرورة استمرار وتعميق علاقات التعاون مع مصر.
واستعرض العربى أهم الجهود التى تبذلها الحكومة من أجل بلورة البرنامج الإصلاحى، كما أشار إلى جولات التواصل المجتمعى التى تعقد بين الحكومة ومختلف أطياف المجتمع لعرض المشكلات التى تواجه الاقتصاد المصرى والاستماع لآراء مختلف الفئات فى كيفية التغلب عليها.
وأشاد رئيس الجايكا بالجهود المبذولة من أجل تنفيذ عدد من المشروعات خاصة المرحلة الأولى للخط الرابع لمترو الأنفاق، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) والتى تعتبر أول جامعة يابانية خارج اليابان.
وأعرب العربى عن التزام الحكومة الكامل بجعل هذه الجامعة نموذجا ناجحا للتعليم المتطور والبحث العلمى الحديث، وما لذلك من تأثير إيجابى على منظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر.
وأوضح رئيس الجايكا، أن الوكالة قد تلقت قائمة بأهم مشروعات التعاون الجديدة التى تسعى الحكومة المصرية لتنفيذها بالشراكة مع الوكالة، مثل تطوير العشوائيات وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأنه جار الآن دراستها بعناية.
وفى نهاية اللقاء، وجه العربى الدعوة لرئيس الجايكا لزيارة القاهرة فى أقرب فرصة، خاصة أنها ستكون الأولى له منذ توليه منصبه وستعطى دفعة قوية لتعزيز وتعميق التعاون بين مصر والوكالة.
والتقى العربى أيضا مع النائب الأول لوزير الخارجية اليابانى السيد كازويا شيمبا، حيث استعرض العربى تطورات الوضع السياسى فى مصر، موضحا أهم المراحل المقبلة فى مسيرة الديمقراطية والتى تتضمن صياغة الدستور الجديد والاستفتاء الشعبى عليه، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية، بحيث تستكمل مصر بذلك مرحلة إعادة بناء المؤسسات السياسية الجديدة للدولة، كما أشار العربى إلى أن مصر تنظر لليابان باعتبارها صاحبة نموذج رائع فى التنمية، وتسعى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التعاون مع الجانب اليابانى فى مختلف المجالات.
من جانبه، أعرب شيمبا عن خالص تقدير حكومته للدعم والتضامن اللذين قدمتهما مصر لليابان فى أعقاب كارثة تسونامى فى مارس 2011، مؤكدا مساندة اليابان لمصر فى هذه المرحلة الهامة التى تشهد تحولات إيجابية نحو تحقيق الديمقراطية والوصول إلى التنمية الشاملة، مشيرا إلى الشركات اليابانية الكبرى العاملة فى مصر والتى ساهمت فى خلق المزيد من فرص العمل للشباب.
وأوضح العربى فى هذا الصدد أن الحكومة الحالية تعول على الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية وتعمل على تحسين مناخ الاستثمار، وأنها تتطلع فى هذا السياق لمضاعفة الاستثمارات اليابانية فى مصر فى المستقبل القريب، معدداً المميزات النسبية التى تملكها مصر بالنسبة للمستثمر الأجنبى مثل الموقع الجغرافى المتميز، وضخامة السوق المحلى، وتوفير الأيدى العاملة، والتمتع بعدد من اتفاقات التجارة الحرة مع الدول العربية والأوروبية والأفريقية، بما يسهل للمستثمر اليابانى تصدير منتجاته لهذه المناطق الجغرافية بتكلفة جيدة من الناحية الاقتصادية.
فى نهاية اللقاء، أشار شيمبا إلى أن مصر دولة كبيرة تنعكس أوضاعها الداخلية مباشرة على استقرار المنطقة، آملا أن تستقر الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فى مصر فى القريب العاجل.
وفى نهاية اجتماعاته فى اليابان، شارك العربى فى ندوة عن "دول الربيع العربى ودعم المجتمع الدولى لها" منظمة من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية، والوكالة اليابانية للتعاون الدولى (جايكا)، ومؤسسة بروكينجز، حيث ألقى كلمة تناولت الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر ومتطلبات المرحلة الحالية من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصرى.
كما أشار العربى فى كلمته إلى أن ثورات دول الربيع العربى قد أوضحت أهمية بناء مجتمع أكثر ديمقراطية تتوفر فيه سبل الحياة الكريمة، الأمر الذى تم نال اهتماما كبيرا حين وضع الرؤية الإصلاحية للحكومة الحالية.
واستعرض العربى أيضا سبل دعم شركاء مصر فى التنمية لجهود الإصلاح التى تتبناها الحكومة خاصة فيما يتعلق بخلق فرص عمل للشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية فى ظل شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وفى إطار مناخ أعمال جاذب للاستثمارات الوطنية والأجنبية.
وفى نهاية كلمته، أكد العربى أن ثورات دول الربيع العربى قد قامت بسواعد شعوبها المتطلعة لحياة كريمة، وأن تحقيق هذه التطلعات يتطلب جهدا كبيرا لن يكتمل إلا بدعم من شركائنا فى التنمية.
العربى يعود إلى القاهرة بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة فى اليابان
الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012 09:45 م