أربع سنوات قضاها عمرو موسى سفيرا لمصر فى الهند «1983-1986»، استفاد منها كثيرا على المستوى الشخصى، فتجربته فى الهند دائما نصب أعينه، يعرف كل تفاصيل تجربة البلد الأكبر بعد الصين، تعلم منها كيف يكون حاوى سياسة، يؤمن بأن الهند ذات الـ1.3 مليار، نسمة استطاعت أن تحقق قفزات هائلة للأمام، لذلك يحده الأمل فى أن يرى مصر مثل الهند التى استطاعت التغلب على مشكلة الزيادة المفرطة فى السكان إلى تحقيق تنمية اقتصادية ونووية يحسدها عليها العالم.
عمرو موسى خرج من تجربته فى الهند بدروس مهمة له، فالهند لها خصوصية فريدة، ولتجاربها السياسية والاقتصادية أهمية كبرى، لكنه تأكد أثناء وجوده هناك أنه لولا القيادة السياسية التى اتسمت بالديمقراطية لما كانت الهند على ما هى عليه اليوم، ومن بين القيادات الأكثر نفوذا فى الهند حزب المؤتمر الذى تأسس على يد الزعيم الراحل، المهاتما غاندى، ليكون فيها حزب السلطة فى الهند، فالحزب الذى تأسس عام 1885 وقاد حركة الاستقلال يتمتع بعضوية أكثر من 15 مليونا، لذلك ليس غريبا عندما يفكر عمرو موسى فى دخول الحياة الحزبية أن ينظر لتجربة حزب المؤتمر الهندى، فهى تجربة مليئة بالإنجازات، لذلك أعتقد أنه عندما قرر موسى تأسيس حزب سياسى اختار له اسم «حزب المؤتمر المصرى» تيمنا بالنجاحات التى حققها هذا الحزب فى الهند. لكن أعتقد أيضا أن عمرو موسى لم ينس أو يتجاهل أن ظروف البلدين مختلفة تماما، فالوضع السياسى فى مصر معلوم للجميع، يسيطر عليه الفكر الدينى والفكر القبائلى، أما فى الهند التى تعد أكبر ديمقراطية فى العالم، فهى تجسد نموذجاً للتطبيق العملى لمبادئ الديمقراطية الليبرالية وسط أضخم تجمع بشرى فى العالم بعد الصين، وهو النموذج الذى سبق أن وصفه رئيس وزراء بريطانيا الراحل، ونستون تشرشل، بقوله «إن منطقة فى خط الاستواء تضم خليطاً غير اعتيادى من الجماعات العرقية وكمّاً هائلاً من اللغات غير المفهومة وتنوعاً فى الطبيعة والمناخ والأديان والممارسات الحضارية إلى جانب الفوارق الهائلة بين الرفاهية العالية المتأتية من التقنية الحديثة والفقر المدقع الساحق فى الريف». عمرو موسى عليه أن يدرك أن الأفيال المصرية إن وجدت ليست مثل الهندية، فولادة حزب المؤتمر المصرى برئاسته عن طريق اندماج 25 حزباً وحركة سياسية، خطوة مهمة تنقل مصر إلى كيانات حزبية قوية تستطيع منافسة حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فى الوصول إلى السلطة، وتخلق معارضة قوية قادرة على محاسبة الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية ومنعه من الاستئثار بالقرار، لكن عليه أن يعى أيضا الأسباب التى أدت إلى فشل التحالفات الحزبية السابقة، فكم من تحالفات بين أحزاب هللنا لها جميعا فى بداية الأمر، ثم اكتشفنا أنها كيانات أقرب للهلامية، لأنها لم تتعمق فى التجربة، واكتفت بالشو الإعلامى.
عندى يقين هذه المرة أن عمرو موسى ربما ينجح فى توحيد عدد من جبهات المعارضة تحت سقف واحد، ورغم اختلافى السابق معه لكنى احترمت موقفه من نتيجة الانتخابات الرئاسية عندما أظهر أنه ينظر لمصر الحديثة القوية.
عدد الردود 0
بواسطة:
zahi
صباح الخير
عدد الردود 0
بواسطة:
yaser zaki
راجل وطنى