علا عرفة تكتب: وانفجرت القنبلة التى صنعناها

الإثنين، 15 أكتوبر 2012 07:00 م
علا عرفة تكتب: وانفجرت القنبلة التى صنعناها أطفال الشوارع - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انفجرت القنبلة التى صنعناها بأيادينا وخرجنا لنستغيث... فهل هم الجناة أم المجنى عليهم؟

لماذا نستعجب مما كنا نشاهد ومما فعل هؤلاء وهم حصاد زرعنا وصنع أيادينا، الذين رأيناهم مؤخرا فى أحداث وأماكن عدة ورميناهم بأنهم بلطجية وهم فى حقيقة الأمر ليسوا المجرمين الحقيقيين بل المجنى عليهم فهم فئة نبذناها وأهملناها وحرمناها كثيرا كثيراً وأطلقنا عليهم لقب أطفال الشوارع.

لا تلوموا هؤلاء الضحايا وماذا ننتظر من طفل تربى وكبر على كل أنواع الحرمان فكان مأكله ومشربه من صناديق القمامة وملاذه فى أسوأ الأماكن ظلمة ووحشة وارتواء إحساسه من أحضان الشوارع فى أشد الليالى برودة وأكثرها سخونة... كيف لطفل شب على الجوع والتعرى والقسوة والتشرد أن تطالبوه بأن يحب ويقدر ويرحم.

بالله عليكم كيف تصافح اليد قاطعيها وكيف تولد الرحمة والرأفة من رحم القسوة والعذاب.؟..تخلينا عنهم فتخلوا عنا أهملهم الوطن فردوا الفعل القاسى بفعل أشد قسوة... وخرجت شحنة الكراهية والحرمان والغضب التى ولدت معهم وربيناها وكبرناها بداخلهم .. فكلا منا له جزءه من المسئولية إن كان الوطن بإهماله لهم ونبذهم من أجنداته أو نحن إن يوما نظرنا إليهم ولم نلق لهم بالا مشمئزين منهم فارين من أمامهم وكأنهم مرض معد.

وجئنا اليوم نصرخ فى وجوههم ونحملهم كل الأخطاء فهم الذين يحرقون مصر وتراثها وهم الذين يعيثون فى الأرض فساداً ومن أين لهم أن يفقهوا او يشعروا بمصر أو بتراثها وماذا قدمت لهم مصر ليكونوا غير هذا؟.

خرجنا نستغيث وتناسينا أننا من صنعنا الوحش الكاسر ظناً منا أننا قفلنا عليه القفص وألقيناه بعيدا عنا وكأنه فى عالم غير عالمنا وعندما جاءت اللحظة الحاسمة التى كشر فيها عن أنيابه كسر القفص ليشعر لأول مرة بأنه صانع الحدث ومحور الاهتمام وليفجر كبت وحرمان سنوات طوال.

ألفريد نوبل اخترع المتفجرات لاستعمالها فى أغراض تفيد البشرية واستخدمها الإنسان بطريقة سيئة فى التدمير فندم وحاول التكفير عن ذلك بصنعه جائزة نوبل أشهر جائزة فى العالم التى تعطى لأفضل إنجاز يفيد البشرية كمحاولة للاعتذار والتكفير عن خطيئته التى صنعها غيره... فهل آن الأوان لنكفر عن خطيئتنا التى صنعناها بصنع هذه القنبلة البشرية وهل نستطيع إيقافها قبل أن تلد وتتكاثر وتنجب لنا متفجرات جديدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة