أكرم القصاص - علا الشافعي

علا الشافعى

سطوة الاختلاف.. فى «ما بعد الموقعة»

الإثنين، 15 أكتوبر 2012 04:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتح لى فرصة مشاهدة فيلم «ما بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصرالله فى القاهرة، ولكن تابعت أغلب ما كتب عن الفيلم وما دار حوله من تساؤلات، وغضب البعض من الفيلم وشعور الآخرين بخيبة الأمل، خصوصا أن الكثيرين ممن شاهدوا الفيلم قالوا أنه لا يرقى إلى مستوى أفلام يسرى نصر الله السابقة، وقبل مشاهدتى الفيلم المشارك فى مهرجان أبوظبى السينمائى، وكان من المفترض أنه يمثل مصر فى المسابقة الرسمية، ولكن قيام الشركة الموزعة بعرضه فى الإمارات قبل أسبوعين من انطلاق فعاليات الدورة الـ6 للمهرجان وضع أسرة الفيلم والمهرجان فى مأزق، خصوصا أن هذا يعد مخالفة صريحة للوائح المهرجان، لذلك انتقل الفيلم من المسابقة الرسمية إلى سينما العالم، ودخلت وسط جمهور كبير ومتنوع الجنسيات لأشاهد الفيلم ورأسى محملا بكل النقاشات حول الفيلم ومستواه الصادم، والمفارقة أننى جلست فى مقعدى مثل معظم الحضور حتى آخر لقطة من الفيلم، ولم أشعر بأننى أخذت موقفا، من الفيلم سواء على مستوى الطرح السياسى للفيلم وما يناقشه، أو فى تفاعلى سينمائيا مع الفيلم، بل تعاطيت مع الفيلم ووجدته يحمل الكثير من الجوانب السينمائية الجيدة، وأيضا به هنات أخرى تتعلق فى البناء الدرامى الذى أثقل بالعديد من النقاشات، والحوارات الطويلة، خصوصا فى الجزء الأخير، وهو ما جعل الفيلم يبدو مترهلا فى جزئه الأخير، «إلا أننى عشت مع ريم ومحمود وفاطمة»، أبطال العمل الذين تدور حولهم الأحداث، ويناقش يسرى من خلالهم ما حدث فى موقعة الجمل، وتسأل هل أهالى نزلة السمان ضحايا أم قتلة؟ وكيف أن هناك من يستغلون جهل الناس وبحثهم على لقمة العيش لتحقيق أغراض أخرى، وها هو محمود البيطار «باسم سمرة» الخيّال السابق، اشترك فى موقعة الجمل، أخذوا منه الفرسة التى كان يمتطيها وأهانوه وضربوه، ونشر الفيديو على اليوتيوب وصار لقطة تعيدها الفضائيات، يعيش محمود وسط أهله بعد سقوط مبارك فى نزلة السمان، منطقة تعيش على خدمة السياح، يحاصرها جدار عازل أقامته الدولة لكى يمنع زحف النزلة على الآثار، لا يجد «محمود» عملا لتوقف السياحة، حصانه «جامايكا» لا يجد علفا سوى ما تجود به إحدى جمعيات الرفق بالحيوان التى تديرها دينا «فرح»، صديقة ريم، طفلا «محمود» يعانيان من المهانة لأن زملاء المدرسة يصفون والدهم بأنه ليس رجلاً.

ريم «منة شلبى» ناشطة فى إحدى جمعيات حقوق المرأة، من تلك الطبقة المرتاحة اقتصاديا التى شاركت فى الثورة، سيارة فخمة ومنزل أنيق ولكنه بارد، فى انتظار الطلاق من زوجها تيمور، الذى شارك أيضاً فى الثورة.

فاطمة «ناهد السباعى» زوجة «محمود»، حاصلة على دبلوم، «كل أحلامها تنحصر فى الحفاظ على زوجها، وتعليم ولديها، تعمل خادمة فى البيوت لإعالة أسرتها، تبدو شخصيتها قوية، تستطيع المواجهة بعنف عند اللزوم، ولكنها لا تمانع فى أن تشاركها امرأة أخرى فى زوجها حتى لو كانت ريم، فهى اعتادت على ذلك فى مجتمعها المغلق، فالكثير من الرجال «بالنزلة» يتزوجون من أجانب».

تفاعلت مع هذه الشخصيات، لم ألتمس العذر لمحمود ولكنى تفهمت وجهة نظره، وأيضا فاطمة فهى شخصية شديدة الحيوية، أما ريم والتى رسمت شخصيتها باردة، وقد يكون لنوع الحياة التى تعيشها واستسلامها لكل ما هو شخصى، حتى علاقتها غير المبررة فى نظر البعض بمحمود فبدت لى مفهومة فى إطار اللخبطة واللحظات العصيبة التى كان يعيشها المجتمع المصرى فى تلك اللحظة، فهى لحظة نادرة من الارتباك، عانينا منها ولا نزال على المستوى العام، وانعكست بالتأكيد على ما هو شخصى، «بعد الموقعة» فيلم مرهق مثقل بالأفكار، ولكن الحوار أقل، والنقاشات التى تصيب بالملل تم تكثيفها، أعتقد أن الإحساس بالفيلم كان سيختلف، ولكننى أعترف رغم الهجوم على الفيلم، بأنه أعجبنى مع التحفظ على بعض التفاصيل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة